الأحد، 22 سبتمبر 2013

هل بريطانيا وروسيا ساعدتا أوباما على الخروج من مأزق ضرب نظام بشار الأسد؟؟


هل بريطانيا وروسيا ساعدتا أوباما على الخروج من مأزق ضرب نظام بشار الأسد؟؟



 لم يكن وارداً لدى أوباما ضرب سوريا في الأساس، وكان واضحاً أن إدارة أوباما تريد شراء الوقت لتمكين نظام بشار من القضاء على الثوار الذين غالبيتهم العظمى من الاسلاميين، كما كانت تُمهّد خلال هذه الفترة لإيجاد نوع من المصالحة بين بشار وبين الائتلاف الموالي لها يتم من خلالها نقل السلطة الى جهة مضمونة الولاء لها.
وكانت ادارة أوباما تُهدد بضرب الاسد بالكلام فقط وهو الامر الذي أثبته الأيام، وادّعت أنّها ىستقصف نظام بشار فقط اذا تجاوز الخطوط الحمراء واستخدم السلاح الكيماوي، وعندما اضطر نظام الاسد الى استخدام هذا السلاح لايقاف زحف الثوار من ريف دمشق الى العاصمة واقترب النظام من خط النهاية، ادعت الادارة الامريكية انها لا تمتلك الادلة القاطعة على الطرف الذي استخدم تلك الاسلحة، وعندما تضافرت الادلة من جهات متعددة على ان نظام بشار هو من استخدم الاسلحة الكيماوية وقعت الادارة الامريكية في مأزق وراحت تبحث عن مخرج، ووجدت الحل عند بريطانيا وروسيا.
وقد كتب ديفيد أزبورن في الاندبندنت قائلاً: "ليس واضحاً ما اذا كان على الرئيس الامريكي باراك اوباما أن يشكر بداية الكرملين أو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على جعله الوقوف في منتصف الطريق قبل السقوط في حفرة سوري، فلو لم يهزم كاميرون في التصويت بمجلس العموم، لما تكلف أوباما عناء محاولة الحصول على تفويض من الكونغرس للتدخل في سوريا، ولكانت القذائف تتطاير الآن، ولكان اوباما تجاهل الدراما غير المتوقعة التي صدرت عن الروس الاثنين، عندما سحبوا من وزير الخارجية الامريكي جون كيري خلال تواجده في لندن اقتراحاً بتخلي سوريا عن اسلحتها الكيميائية لتجنيبها ضربة عسكرية، فلم يرد اوباما يوماً توريط امريكا في الحرب لكنه اوقع نفسه في الفخ عندما تعهد العام الماضي بالتحرك اذا تجاوزت سوريا الخطوط الحمراء واستخدمت السلاح الكيميائي، وهو يسعى منذ ذلك الحين الى التملص من تلك الكلمات، قائلاً ان العالم هو من رسم الخط الاحمر وليس هو".

وهكذا وجد أوباما ضالته في بريطانيا التي رفض مجلس العموم فيها قرار رئيس وزرائها بالدخول في المعمعة الامريكية في سوريا، وأجبر بالتالي أوباما على عرض قرار الحرب على الكونغرس، واشترى بذلك وقتاً إضافياً للتراجع عن قرار الحرب، ثم وجد أوباما المخرج النهائي للتخلي عن قراره في روسيا التي أرسل لها وزير خارجيته كيري إشارة للشروع في تقديم حل سياسي يتضمن نزع الاسلحة الكيميائية السورية باشراف دولي، وبذلك تمكنت ادارة أوباما من نزع فتيل الحرب من أجل الابقاء على أفضل الخيارات المتاحة في سوريا حتى الآن بالنسبة لأمريكا. 

ليست هناك تعليقات: