الجمعة، 11 مايو 2012

ما يُسمى باتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين أمريكا وأفغانستان تمنح أمريكا الوصاية المطلقة على أفغانستان


ما يُسمى باتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين أمريكا وأفغانستان
تمنح أمريكا الوصاية المطلقة على أفغانستان



إن من يطالع بنود الاتفاقية التي وقَّعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع تابعه حامد كرازاي المسمى رئيساً لأفغانستان، يجد أن هذه الاتفاقية تمنح وصاية مطلقة لأمريكا على أفغانستان في جميع الشؤون الداخلية والخارجية، ومن بين هذه البنود التي تدل على ذلك:
1)  التأكيد على التزام أفغانستان الراسخ بإرساء الحكم التعددي الديمقراطي وحماية ما يسمى بالقيم الديمقراطية والإعلاء من شأنها.
2)   الشروع في مفاوضات عقب التوقيع على الاتفاقية الاستراتيجية بغية التوصل إلى اتفاق جديد خاص بالأمن الثنائي بين البلدين في غضون عام.
3)   إعطاء أمريكا صفة (حليف رئيسي من خارج دول الناتو) على أفغانستان.
4)   تلتزم أفغانستان بمنح تسهيلات للقوات الأمريكية في أفغانستان طوال عام 2014 وما بعده.
5)   التزام الطرفان بالعمل على تعزيز اقتصاد السوق ونموه على أن تضطلع الولايات المتحدة بدعم جهود أفغانستان في إدارة ثرواتها الطبيعية.
إن هذه البنود وحدها تدل على أن أمريكا ستتحكم بشرايين الحياة الرئيسية في أفغانستان، ففي الجانب العسكري تتحكم أمريكا بموجب الاتفاق الثنائي بأمن وحماية أفغانستان وتتمتع بكل التسهيلات في البلاد لفترة غير محددة وهو ما يعني استعمار عسكري مقنن وجديد لافغانستان.
وفي الجانب الاقتصادي تضطلع أمريكا بإدارة الثروات الطبيعية لأفغانستان وترغم الدولة على السير اقتصادياً بموجب اقتصاد السوق الرأسمالي، وهو ما يعني احتكار امريكا لثروة أفغانستان ونهبها بطريقة قانونية.
وفي الجانب الحضاري والقيمي تجبر أمريكا أفغانستان على الحفاظ على نظام الحكم الديمقراطي بحسب المفهوم الغربي، وهو ما يعني عدم وصول أي حاكم في أفغانستان للحكم إلا إذا كان ممن يحملون الفكر الحضاري الغربى، وبمعنى آخر الا اذا كان من عملاء الفكر الغربي.
وباحكامها على هذه الجوانب الثلاثة: الأمني والاقتصادي والحضاري تتمكن أمريكا من الهيمنة المطلقة على جميع مفاصل الحياة في الدولة الأفغانية ولأمد بعيد.
هذه ببساطة ما تعنيه اتفاقية الشراكة الاستراتيجية المفروضة على أفغانستان وهذا هو واقعها.

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

صدقت يا ابو حمزة
وهكذا تضع امريكا ركائزها في كل بلد تسيطر عليه

احمد الخطواني يقول...

لكن ان شاء الله لن تنجح امريكا في تمرير الاتفاق

ابو السعيد يقول...

استاذي الفاضل، سؤال قد لا يكون متعلقا بالموضوع إلا أني لم أجد طريقة للتواصل معكم لشفاء سؤالي: هل البنك الدولي وصندوق النقد متنافسين، وما هو مدى تأثير أمريكا على سياسة صندوق النقد، إذا علمنا أن هنالك تفاهما بين أمريكا واوروبا أن يكون رئيس البنك الدولي أمريكيا فيما رئيس الصندوق أوروبيا.
وجزاكم اللهم عنا وعن المسلمين خير الجزاء

احمد الخطواني يقول...

البنك الدولي تسيطر عليه امريكا ليس في الرئاسة وحسب بل وفي نوعية المشاريع المقدنة للدول اماصنددوق النقد فانه وان كانت رئاسته اوروبية الا ان لامريكا اكثر الاصوات فيه وعمله يختلف عن عمل البنك فهو يقرض الدول بشروط مهينة وتمس بالسيادة

ابو السعيد يقول...

جزاك الله خيرا

صلاح الدين يقول...

السلام عليك أستاذ
قد ترجم إلى الفرنسيةتعليقك على الاتفاقية
http://islamideologique.blogspot.fr/2012/05/laccord-de-partenariat-strategique.html

سؤال قد لا يكون متعلقا بالموضوع :
هل كانت إمارة طالبان دولة إسلامية تطبق النظام الاسلامي بكامله ؟ إذا لا ؟ لماذا ؟ بارك الله فيك

احمد الخطواني يقول...

طالبان وان كان لديها نوايا صادقة في تطبيق الاسلام الا انها لا تعتبر اتها طبقت الاسلام للاسباب التالية:
1 - الاقرار بالحدود وبالدولة القطرية
2 - القبول بالقانون الدولي والاقليمي
3 - التعاون مع دولة عميلة كباكستان
4 - الدخول في حوار مع امريكا لترتيبات وضع افغانستان في الامم المتحدة
5 - التعامل مع دول عميلة كالسعودية والامارات
6 - عدم تطبيق احكام الاسلام المتعلقة باحكام السياسة الخارجية وعدم جعل نشر الاسلام اساسا للسياسة والحكم
7 - عدم تطبيق احكام الاسلام في الناحية الاقتصادية

صلاح الدين يقول...

باراك الله فيك أستاذ على الاجابة
و السلام عليكم