الجمعة، 18 مايو 2012



عبد المنعم أبو الفتوح يمثل تناقضات الاتجاهات السياسية المصرية






في وقت تحتدم فيه المنافسة بين مرشحي الرئاسة المصرية الثلاثة عشر يبرز عبد المنعم أبو الفتوح كأبرز مرشح توافقي يجمع بين المتناقضات السياسية المصرية.
فبالرغم من أن أبو الفتوح ذو مرجعيه إسلامية اخوانية إلا انه غلّب المرجعية الديمقراطية المحضة على المرجعية الاخوانية الفضفاضة وهو ما جعل الكثيرين من أتباع الفكر الليبرالي الغربي واليساري والقومي في مصر يؤيدونه ويلتفون حوله ويجتمعون على زعامته.
فهو يقول بمنتهى الصراحة : " لا أوافق على فرض أي مرجعية حتى ولو كانت إسلامية على الشعب المصري نترك الشعب يختار ما يشاء من مرجعيات " وعبارات أبو الفتوح في رفض فكرة الدولة الإسلامية التي يسميها الدولة الدينية شائعة في وسائل الإعلام وهو ينعتها بأنها من إفرازات القرون الوسطى وقد تكررت كثيرا على لسانه في وسائل الإعلام.
والغريب في المشهد السياسي المصري الحالي أن السلفيين الذين يُعرف عنهم بأنهم من اشد المتمسكين بتطبيق الشريعة الإسلامية ويرفضون كل فكر غير إسلامي قد اختاروا بأغلبية أصوات مجلس الشورى الخاص بالدعوة السلفية أبو الفتوح كمرشح لهم في الانتخابات الرئاسية مع علمهم بأنه ابعد المرشحين الإسلاميين الثلاثة الذين يمثلون الاتجاه الإسلامي في الانتخابات عن الفكر الإسلامي.
فأبو الفتوح لم يكتف بالتخلي عن المرجعية الإسلامية وحسب، بل انه لم يمانع أيضا من وجود أحزاب شيوعية وعلمانية في السلطة، ولم يعترض على صاحب أي فكر ولو كان يتصادم مع النصوص الشرعية، وهو يقبل بان يكون  رئيس الدولة رجل قبطي أو امرأة، ومعروف عنه كذلك انه يترك للإنسان الحرية المطلقة في اختيار ما يشاء من دين أو فكر ولم يأبه للأحكام الشرعية المتعلقة بارتداد المسلم عن دينه بحجة منح الحرية لكل إنسان في اختيار أي شي يريد، فالقداسة عنده للحرية أهم من الدين.
ومع كل هذه الآراء المناقضة للإسلام تناقضا واضحا نجد ان الدعوة السلفية وحزب النور والجماعة الإسلامية في مصر قد اختارته مرشحا لها في الرئاسة. ولعل هذه التناقضات في أطروحاته هي التي جعلته أقرب المرشحين لان يكون مرشحا توافقيا.
لكن من توافقوا عليه نسوا أو تناسوا أنهم متناقضون في رؤاهم وبرامجهم ووجهات نظرهم، فما جمعهم كان مصالح مؤقتة متغيره لا تلبث أن تزول عند أول اختبار.
إن تأسيس الحياة السياسية الجديدة والبيت السياسي في مصر على المتناقضات السياسية منذ البداية يجعل البناء السياسي الجديد في مصر هشا وخاويا كبيت العنكبوت لأنه مبنيا على أسس هشة وقواعد غير متماسكة ولا تصلح اصلا للبناء، وبالتالي فهذه البداية السياسية لا تبشر بخير لمصر ولا تمكن الدولة المصرية من الخروج من الهيمنة الأمريكية التي طال عليها الزمن.


ليست هناك تعليقات: