الكيان اليهودي ينتزع موافقة الكيان الانفصالي في جنوب السودان على فتح سفارة له في مدينة القدس
في عملية استفزاز جديدة للبلدان العربية والاسلامية تسعى دولة جنوب السودان الانفصالية الى فتح سفارة لها في (اسرائيل ) داخل مدينة القدس المحتلة، فبعد التقائه بأريك مشار نائب رئيس الكيان الانفصالي أكد السفير (الاسرائيلي) دان شاهام أنه حصل على موافقة رسمية من دولة الجنوب الانفصالية على بناء سفارة لها في ( اسرائيل ) بمدينة القدس المحتلة.
وعلاوة على ذلك فقد ناقش ماشار مع المسؤولين في الجنوب قضايا متعددة منها مسألة تعليم اللغة العبرية في جوبا العاصمة الجنوبية ومسألة تأهيل وتدريب 1500سوداني جنوبي موجودين في ( اسرائيل ) نفسها للمساعدة في بناء الدولة الجنوبية الانفصالية بعد عودتهم اليها ومسألة وضع خطط لرحلات ( الحجاج السودانيين المسيحيين ) الى فلسطين.
والى جانب ذلك النشاط الدبلوماسي المتزايد بين الكيانين المعاديين للعرب والمسلمين فلقد كانت تقارير صحفية قد ذكرت ان ( اسرائيل ) تعتزم انشاء قاعدة جوية في ولايتي الوحدة وأعالي النيل في المنطقة الشمالية من جنوب السودان والمطلة على الاراضي التي تخضع لدولة السودان لتكون موطئ قدم للكيان اليهودي في قلب المنطقة لمحاصرة السودان والتآمر عليه.
وذكرت تقارير أخرى عن عزم ( اسرائيل ) تمويل انشاء سد لتوليد الطاقة الكهربائية بمنطقة نموني على نهر النيل.
وهكذا نجد ان نفوذ ( اسرائيل ) يتعاظم في المنطقة العربية الافريقية لتشكل اخطاراً جيوسياسية كبرى ليس على السودان وحسب بل على مصر نفسها، في حين تستمر الدول العربية في سكرتها لا تدري ماذا يدور حولها.
ان مواجهة هذا السرطان ( الاسرائيلي ) يجب ان يبدأ في فلسطين نفسها لتدمير نواته الاصلية وهي في مهدها قبل ان ينتقل تدريجيا الى سائر الاطراف.
وما كان (لاسرائيل) ان تحقق كل هذه الاختراقات في السودان ووادي النيل لولا السماح باقامة دولة الجنوب الانفصالية بحجة تقرير المصير وانهاء الحرب الاهلية.
كان يفترض بحكومة البشير والحكومات العربية وبالذات الحكومة المصرية ان ترفض قيام هذه الدولة الانفصالية بأي ثمن لما لقيامها من آثار مدمرة على المنطقة، والسماح بقيامها يدل بشكل قطعي على عمالة حكام مصر والسودان لأمريكا وعدم استطاعتهم عصيان أوامر أسيادهم في واشنطن.
فها هي دولة الجنوب تتحول الى دولة ( اسرائيل ) جديدة في عقر ديارهم، وها هي تتحالف مع ( اسرائيل ) وتهدد مصدر رزقهم ومياههم وتخوفهم بالسلاح ( الاسرائيلي ) وبالقواعد العسكرية ( الاسرائيلية ) التي تنصب على مرمى حجر من الحدود التي صنعوها بأيديهم بين السوادنين.
ان معالجة هذه الاخطار الجيوسياسية لا يكون بسياسة الانتظار المعهودة على الطريقة العربية حتى يقع الفاس بالراسوانما يكون بساسة المبادرة الجريئة بانهاء مشروع دولة الجنوب الانفصالية الآن قبل غداً، واعادة توحيد السودانين ولو أدّى ذلك الى خوض حرب ضروس يقتل فيها عشرات الآلاف.
ان اتخاذ مثل هذه القرارات الجريئة والصحيحة تحتاج الى قيادات حقيقية تملك قرارها السياسي ولا نظنها موجودة في هؤلاء الحكام الذين ضيّعوا السودان وسمحوا بايجاد كيان سرطاني جديد في المنطقة.
فالامل في الشعوب ان تنتفض على حكامهم وان تفرز قيادات مبدئية جديدة تعمل على اعادة صوغ المنطقة صياغة جديدة بالضم والوحدة الاندماجية الفورية، وهو ما يسمح بإعادة بناء الدولة المركزية الكبرى في المنطقة.