الاثنين، 2 يناير 2023

السعودية تبدد المليارات خدمة لمصالح اعداء الاسلام

السعودية تبدد المليارات خدمة لمصالح أعداء الاسلام

أهدرت السعودية مليارات الدولارات في شهر كانون الأول/ديسمبر 2022 الماضي على شكل صفقات واتفاقات ومهرجانات، وكلها لا تخدم إلاّ أعداء الإسلام.
فزيارة شي جين بينغ الرئيس الصيني للسعودية كلّفت الدولة قرابة الثلاثين ملياراً، حيث تمّ فيها منح الصين عقوداً واستثمارات خيالية تتعلّق بانخراط الشركات الصينية في المشاريع السعودية الكبرى، كإنشاء مركز إقليمي للمصانع الصينية في السعودية، وبناء مصنع للسيارات الصينية الكهربائية بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ألف سيارة سنوياً، ومشاركة الشركات الصينية في المشروعات السياحية، ومجالات الطاقة الخضراء، والخدمات الطبية والبناء والإسكان وغيرها...
وكل هذه المشاريع عديمة الجدوى، ولا تمكّن السعودية من الاعتماد على نفسها صناعياً، بل تبقى رهينة للصناعة الصينية ومستهلكة لها فقط، كما ظلت من قبل رهينة للصناعات الغربية، وما يقال عن توطين الصناعة يبقى مجرد أوهام، وهو ما قد قيل من قبل مع الصناعة الغربية ولم يُوطّن أي شيء من تلك الصناعات، فالسعودية قد أنفقت منذ إنشائها تريليونات الدولارات على مشتريات أمريكية وبريطانية وأوروبية وما زالت عالة على هذه الدول في كل شيء.
 السعودية البلد الإسلامي لم تطلب من الصين ذلك ولو من ناحية شكلية!
فكأنّ السعودية بمنح الصين تلك الصفقات الضخمة، واستقبال الرئيس الصيني المجرم بحفاوة بالغة، وفرش البساط الأحمر تحت قدميه، كأنّها تكافئه على حربه المعلنة ضد الإسلام، وإبادته للمسلمين.
وفي شهر كانون الأول/ديسمبر أيضاً أعلنت السعودية عن تدشين أكبر يخت في العالم بكلفة ثمانية مليار دولار باسم بانغيوس (القارة العملاقة) وهو على شكل سلحفاة يستوعب 60 ألف شخص وطوله 550 مترا وارتفاعه 610 مترا ويضم 19 فيلا و64 شقة و9 أقواس في المداخل والممرّات، و30 ألف مقصورة عنقودية، بالإضافة إلى مركز تجاري ونادي وحدائق، وبُنية تحتية عملاقة تُوفّر وصولاً سهلاً للبحر بطول 600 متر وعرض 650 متر.
وسيتولّى استوديو التصميم الإيطالي لازاريني صناعة اليخت على مدى ثماني سنوات.
والسؤال المطروح هو: بماذا ينفع هذا اليخت سكان الحجاز ونجد؟! ولمَ كل هذا التبذير والإسراف على أشياء لا تُفيد البلد؟!
وفي العاصمة السعودية الرياض، وفي الشهر نفسه أيضاً أقيم مهرجانان مخالفان للإسلام ومحاربان له برعاية ما يسمى بهيئة الترفيه، وأنفقت عليهما أموال طائلة، وهما مهرجان ساوند ستورم - ميدل بيست - ومهرجان فيست، فالأول غنائي صاخب شارك فيه أبرز المغنين العالميين على مدى ثلاثة أيام يحاكي مهرجانات لاس فيجاس في أمريكا، وحضره 730 ألفاً، بينما يحضر لاس فيجاس على أكثر تقدير 400 ألف فقط، وبذلك تفوقت السعودية على أمريكا في مهرجانات الفجور هذه، والتي عادةً ما يخالطها الرقصات الخليعة والنساء المتعريّات والمناظر الجنسية الشاذة والاختلاط والمجون والتحرشات. وأمّا الثاني فأقيم في الرياض، وهو مهرجان فيست للطعام السعودي لإلهاء الناس في توافه الأمور تحت مُسمّى فنون الطبخ!
أمّا في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر فأقيم في التوقيت نفسه مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لتكريم المواهب النسائية، وهذا المهرجان خُصص لصناعة الأفلام، وصناعة القدوات (الرخيصة التافهة) التي يُسمّونها بالشخصيات الإبداعية ورواة القصص، وتمّ تقديم 35 فيلماً نسائياً في المهرجان، وشارك فيه ما يسمى بنجوم المستقبل العرب من الفنانين، وافتتح فيه معرض أرشيفي سينمائي يحكي تاريخ السينما العربية تحت عنوان "سينما حي" وتضمّن المهرجان علوم التصوير الفني، كما لم يخلُ المهرجان من الأغاني الصاخبة، لدرجة أنّ حفل فنّان الراب لشخص يُطلق عليه "ويجز" قد نفدت فيه التذاكر لشدة الإقبال عليه.

وكل هذه المهرجانات الإفسادية والنشاطات الانحلالية يتم تقديمها على أنّها جزء من رؤية 2030 لمحمد بن سلمان، وتفتخر هيئة الترفيه السعودية المفسدة التي تأمر بالباطل وتنهى عن المعروف بأنّها نظّمت 3800 حدث ترفيهي إفسادي حضرها أكثر من 80 مليون شخص.

هذه هي السعودية الحديثة برؤية 2030، هذه هي سعودية محمد بن سلمان، التي لم تترك باطلاً إلا وفعلته، ولا منكرا إلا واقترفته، ولا هدف لها إلا إفساد المسلمين، وتفكيك الأسرة المسلمة، وتبذير أموال الأمّة على مصالح أعداء الإسلام.

الجمعة، 23 ديسمبر 2022

تكالب أمريكا وبريطانيا على افريقيا

تكالب أمريكا وبريطانيا على أفريقيا

الخبر:

تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 55 مليار دولار لأفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مع استعداد الرئيس جو بايدن لاستضافة القمة الأمريكية الأفريقية هذا الأسبوع، وسيقيم بايدن مأدبة عشاء مساء الأربعاء لنحو 50 من الزعماء الأفارقة، ويعلن دعم الولايات المتحدة لانضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين، وسيعين أيضا ممثلا خاصا لتنفيذ الأفكار التي ستناقش خلال القمة، كما تخطط وزارة الخارجية الأمريكية لتعيين السفير جوني كارسون لهذا الدور.
وتزامنا مع هذا النشاط الأمريكي في أفريقيا أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن سياسة بلاده الجديدة في أفريقيا ودول الجنوب والشرق وقال: "إن مركز الثقل الجيوسياسي في العالم بدأ ينتقل نحو الجنوب والشرق، وإن حصة أكبر من الاقتصاد العالمي ستتمركز بين أيدي دول في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا"، وقال بأنّ بلاده عازمة على الاستثمار في الدول التي سوف ترسم مستقبل العالم، وسوف تبدي المملكة المتحدة مثابرة استراتيجية ورغبة في الالتزام على المدى الطويل وقال: "أريد لسياستنا الخارجية أن تخطط باستمرار للمستقبل، وتبحث في الأفق، وتتطلع إلى ما بعد 10 سنوات و15 سنة و20 سنة من الآن".

التعليق:

إنّ الدول الاستعمارية لا تنفك عن العمل في البحث عن استراتيجيات جديدة تضمن لها ديمومة استمرار الهيمنة على الدول النامية للاستحواذ على مُقدّراتها وثرواتها، ولتوسيع تجارتها وامتيازاتها، ولبسط نفوذها في كل نواحي الحياة، فأمريكا تُغري هذه الدول بدفع الأموال لها بالمليارات لجذبها إلى تبعيتها، وبريطانيا تسعى مع هذه الدول ولعشرين سنة قادمة لربطها بها باتفاقات وشراكات وتحالفات.
وفيما تتكالب أمريكا وبريطانيا وفرنسا على الاستحواذ على مُقدّرات هذه الدول يغطّ حكام المسلمين في سبات عميق، ويستسلمون للهيمنة الغربية، ولا يفعلون أي شيء للانفصال عن هذه السياسات الغربية الاستعمارية المقيتة.
لقد سئمت الشعوب المُستضعفة من هذه القيادات الخانعة الذليلة التابعة للكافر المستعمر تبعيةً مُطلقة، وبدأت تتلمّس طرق النجاة للتخلص من احتكار تلك القيادات العميلة للسلطة، ولسوف تتمكّن عاجلاً أم آجلاً من الانفلات من قيود سياسات الهيمنة الدولية الجاثمة على صدرها منذ عشرات السنين، ولن يكون بعيداً ذلك اليوم الذي سوف تأخذ قرارها بأيديها، وتعتمد على قوتها الذاتية في إدارة شؤونها الدولية، ومن ثمّ تتخلص من ظلمة هذه الحقبة السوداء، ومن شرورها، تلك الحقبة التي ساد طغيانها وفجورها فشمل غالبية المسلمين، وسوف تتحرّر الشعوب الإسلامية منها بقوة المبدأ الإسلامي لا غير، وسوف تكسر أغلال الاستعمار، وتُحطّم قيوده، وتُزيل عملاءه، وتكنس نفوذه من كافة ديار الإسلام.

العملاء يتوارثون الخيانة جيلا بعد جيل

العملاء يتوارثون الخيانة جيلا بعد جيل

إنّ خونة هذه الأيام من الحكام العملاء قد ورثوا الخيانة من أسلافهم الذين سبقوهم كما يتم توريث السلطان والملك سواء بسواء، وورثوا مع رذيلة الخيانة هذه صفة انعدام الإحساس بالكرامة والهيبة، مع الخنوع والاستسلام لأعداء الدين والأمة، وعلى سبيل المثال فخيانة التطبيع مع كيان يهود جارية في هذه الأيام على قدم وساق وجار معها استمرار التبعية والخضوع لمن يتربص بالمسلمين الدوائر.
ففي البحرين على سبيل المثال يستقبل ملكها بكل وقاحة رئيس كيان يهود لا لهدف سوى الإعلان بافتخار عن تلك الوقاحات، وفي الإمارات يتسابق حكامها العملاء على توقيع الاتفاقيات الثنائية والمتعددة بكل صفاقة مع هذا الكيان الغاصب، وفي مصر لا يدع حكامها مناسبة إلا ويضغطون فيها على فصائل المقاومة في قطاع غزة بشدة لمنعها من الرد على عدوان جيش يهود المتكرر على أهل فلسطين، وكأنّه لا وظيفة لمصر في السياسة الخارجية إلا حفظ أمن كيان يهود، وفي المغرب تعقد حكومتها اتفاقاً مع شركة غاز يهودية للتنقيب عن الغاز في المياه المغربية بعد توقيع الاتفاقيات العسكرية الدفاعية مع جيش كيان يهود، وفي الأردن يوقع حكامه العملاء مع يهود على اتفاقيات الماء والكهرباء...
وفي لبنان يتفق حكامه بمن فيهم زعماء حزب إيران اللبناني على ترسيم الحدود البحرية مع كيان يهود، فيقرون ويعترفون بذلك الترسيم بأنّ فلسطين أصبحت ليهود الغاصبين، وفي سوريا يستسلم نظام الطاغية الجبان بشار الأسد الذي يستأسد على شعبه لنهج كيان يهود الذي يستمر في قصف مواقعه العسكرية من دون أي حراك، وكأنه قضاء لا رادّ له، وفي السودان يتواصل حكامه المنبطحون لأمريكا وبريطانيا بديمومة العمل السياسي والعسكري مع كيان يهود، ويتعاونون معه أمنياً لملاحقة من يسمونهم بالإرهابيين.
والحقيقة إن جريمة التطبيع المتصاعدة هذه مع كيان يهود لم تأتِ من فراغ، فهي ثمرة جهود سياسية ضخمة بدأها الحكام العملاء في الماضي مع كيان يهود بالسر، وآن الأوان لتتحول إلى العلن، وهذه العلاقات الخيانية بين حكام العرب الخونة وبين كيان يهود هي علاقات تاريخية طويلة وليست وليدة هذه الأيام، لكن ما كان يميزها من قبل هو خاصية السرية والكتمان، وأما هذه الأيام فأصبحت مكشوفةً مفضوحة.
ومن هذه الاتصالات الخيانية الخطيرة التي تمّ الكشف عنها حديثاً بعد رفع السرية عنها ما قام به فوزي قاوقجي رئيس ما يسمى بجيش الإنقاذ من إنشاء علاقات خطيرة مع زعماء العصابات الصهيونية سنة 1948 والتي تسبّبت بتدمير قوة المجاهدين في فلسطين وتسليم المناطق الفلسطينية لعصابات الهجاناة الصهيونية من دون قتال، فقد كشفت الوثائق البريطانية والصهيونية التي تم رفع الحظر عنها أن فوزي قاوقجي قد اجتمع بتاريخ 01/04/1948 في قرية عين شمس بشكل سري مع يهوشع بالمون أحد قادة الهاجاناة وأول رئيس للموساد في كيان يهود بعد تأسيسه، وزوده بجميع التفاصيل الاستخبارية عن الوضع العسكري للمقاتلين الفلسطينيين، وأمده بالمعلومات الخاصة بكل الجبهات، خاصة تلك الجبهات التي تعاني من نقص بالسلاح والعتاد، ليسهل معرفتها والقضاء عليها، وللتأكيد على صدق تلك المعلومات دعمها قاوقجي بالبرقيات التي كان يرسلها عبد القادر الحسيني له طالبا منه العتاد، ورصدت الاستخبارات الصهيونية بالفعل تلك المكالمة والبرقيات، وتأكّدت من التزام القاوقجي بالاتفاق المبرم بين الرجلين، وتأكدت أيضاً أنّ الحسيني ورجاله يعانون من مشكلة نفاد الذخائر.
كما كشف قاوقجي في ذلك الاجتماع الخطة العسكرية التي أعدّها المجاهدون لتحرير قرية القسطل ذات الموقع الاستراتيجي، والقضاء على الجيوب الصهيونية في مدينة القدس، وهو ما مكن العصابات الصهيونية من كشف مكامن ضعف المجاهدين، ومنح العصابات الصهيونية الفرصة الذهبية للإيقاع بهم في كمائن قاتلة.
ومعلوم أنه ثابت تاريخياً أنّ عبد القادر الحسيني كان قد طلب من قاوقجي أنْ يرسل له قوات مساندة وسلاحاً وعتاداً فاعتذر قاوقجي وادّعى بأنه لا يملك السلاح مع أنه كانت لديه أسلحة وذخائر مُكدّسة في المخازن.
والغريب فيما ورد في الاجتماع أنّ قاوقجي قد طلب من بالمون القضاء على الحسيني فقال له: "عليكم أن تُعلموهم درساً لا ينسونه"، ووعده بأنّه سيمنع تقديم أية مساعدة عسكرية للفلسطينيين بالرغم من وجود السلاح والعتاد الكثير في مخازنه، كما تعهد له بأنْ تنسحب قواته من بعض المواقع التي يسيطر عليها لتسليمها ليهود من دون قتال.
وتذكر الوثائق أنّ قاوقجي طلب من بالمون لقاء هذه الخدمات أنْ يمنحه نصرا تمثيلياً واحداً يستعين به لإكمال تنفيذ مخططاته، فرفض بالمون طلبه هذا وردّ عليه قائلاً: "نحن اليهود لن نعطيكم شيئاً".
وبعد ثلاثة أيام من ذلك الاجتماع الخطير شنّت القوات الصهيونية هجوماً كبيراً في 04/04/1948 فدمّرت مقر قيادة الحسيني في رام الله، ووقعت معركة القسطل، وسقط الحسيني شهيداً، ودخلت القوات الصهيونية مدينة القدس.
وقد وردت هذه المعلومات في كتاب "حرب من أجل فلسطين" صفحة 86، وهو من تأليف يوجين روجان وآفي شلايم نقلاً عن وثائق بريطانية وصهيونية نُزعت عنها السرية من جامعة كامبردج في المملكة المتحدة، كما كانت قد وردت معلومات من قبل عن لقاء قاوقجي مع بالمون هذا في كتاب آخر بعنوان "يا قدس" لدومنيك لابيد ولاري كولنز.

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022

سر علاقة السعودية بلعبة الجولف

سر علاقة السعودية بلعبة الجولف

قامت السعودية في الآونة الأخيرة باستحداث بطولة رياضية جديدة غير معروفة على مستوى الجماهير، ولا يوجد لها أي حضور شعبي في المنطقة، ألا وهي بطولة الغولف، وقد تكفلت السعودية بدعم هذه اللعبة بكل بذخ، والتزمت بدفع مبلغ 100 مليون دولار بشكل دوري لتمويلها.

وبالتدقيق في هذا الخبر الغريب يتبيّن أنّ سر هذه العلاقة تقف وراءه أصابع رئيس أمريكا السابق دونالد ترامب الذي اعترف صراحة بحاجة منظمته للغولف لملايين الدولارات السعودية في مُقابل حاجة محمد بن سلمان لحمايته من السقوط وهذا ما دفعه لتبني هذه اللعبة المكلفة، فهو إذاً نوع جديد من الابتزاز الأمريكي لحكام آل سعود، وقد قال ترامب ذلك بوضوح: "إنّ كل الأغنياء الذين أعرفهم أموالهم محدودة، ولا يريدون أن يخسروا 100 مليون دولار لبقية حياتهم، وإنّ السعوديين على استعداد للإنفاق في هذا الشأن، ولديها جيوب غير محدودة"، وزعم أنّ: "السعودية تحب الغولف"!

فالسعودية التي استحدثت هذه البطولة التافهة ستنفق الملايين على أحداثها المغمورة التي وصلت إلى الحدث الثالث منذ تأسيسها في تموز/يوليو الماضي، وتُشكّل حلقاتها الكثيرة المُرهقة ما يُسمّى بسلسلة: "Live Golf Invitational" ويُشاركها نادي ترامب المعروف باسم بيد مينيستر
ولم تكتفِ السعودية بتمويلها لهذه البطولة وحسب، بل إنّها قامت أيضاً ومن خلال شركة دار الأركان بتوقيع صفقة مع منظمة ترامب بقيمة 1.6 مليار دولار لبناء مشروع ضخم للعبة الغولف في دولة عُمان يتكون من 3500 وحدة سكنية، وملعب غولف، وفندقين يضمان 450 غرفة، ومنتجع، وتمّ في هذه الصفقة استخدام العلامة التجارية لترامب الذي سيتم منحه أرباحاً مُقابل استخدام اسمه في المشروع.

ويأتي توقيع هذه الصفقة في التوقيت نفسه الذي أعلن فيه ترامب عن ترشحه رسمياً لمنصب الرئيس في انتخابات 2024.

إنّ هذا الإنفاق السخي من محمد بن سلمان لمنظمة ونادي ترامب ما هو في الحقيقة إلا عبارة عن تمويل قام به ابن سلمان لدعم حملة ترامب في الترشح للرئاسة بعد سنتين، إذ أصبحت السعودية بهذا المشروع من أكبر الممولين لحملة انتخابات الحزب الجمهوري، وأصبحت وكأنّها جزء من اللعبة الانتخابية الأمريكية.

وليس غريباً أنْ تقوم الحكومة الأمريكية بعد هذا الإنفاق السعودي السخي على ترامب وحزبه، وعلى الشركات الأمريكية المتعاقدة مع السعودية، ليس غريبا أن تقوم بمنح الحصانة القانونية لمحمد بن سلمان بما يضمن عدم ملاحقته ومساءلته على جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي مستقبلا.
قد يقال إنّ الرئيس الحالي بايدن والحزب الديمقراطي لا يستفيد من هذا التمويل السعودي لترامب وللحزب الجمهوري فلماذا تقبل إذاً إدارة بايدن بمنح الحصانة لابن سلمان، والجواب نجده في طبيعة الانتخابات الأمريكية التي تسمح للممولين بدفع أموالهم لصالح الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي، فالموضوع ليس ترامب وحزبه، أو بايدن وحزبه، بل الموضوع هو أمريكا بكل أحزابها، فما تدفعه السعودية من أموال ضخمة للعبة الغولف لا يستفيد منها ترامب فقط، بل تستفيد منها الشركات الأمريكية، واللاعبون الأمريكيون، والدولة الأمريكية نفسها، لذلك كانت عملية الابتزاز الأمريكي لابن سلمان تعود بإيرادات مالية ضخمة على الدولة الأمريكية لا مجال لرفضها.
وهكذا يُهدر ابن سلمان أموال المسلمين في مثل هذه الألعاب لا لشيء إلا لأجل تلبية مصالح أمريكا ولا يخدم أحداً في البلد إلا نفسه للحفاظ على منصبه، ولرفع اسمه من القائمة السوداء التي وضعتها أمريكا لملاحقة المطلوبين في ارتكاب جرائم واضحة من الصعب التكتم عليها.
فلو أنّ ابن سلمان استخدم هذه الأموال في بناء المصانع الحقيقية، وفي سد حاجات الناس الضرورية، وفي الاستثمار الجاد في البُنى والمرافق الحيوية لدولته، لو أنه فعل ذلك لتحولت السعودية إلى دولة مستقلة أو حتى دولة عظمى، أو لو أنّها أنفقت مثل هذه الأموال على فقراء المسلمين لما بقي فقير واحد في الأرض.
مّا إنفاقها على ملاعب الغولف والمنتجعات التي يتمتع بها اللاعبون الأجانب فهذا لا يخدم إلا أعداء الأمة، بل ويجعل من النظام السعودي أضحوكة أمام العالم يُضرب بها الأمثال على حجم تبذير وإضاعة الأموال على الآخرين بكل سفاهة وبلاهة.

الأربعاء، 16 نوفمبر 2022

حماس تكرر ما أعلنته عبثا عن جاهزيتها لتنفيذ اعلان الجزائر

حماس تُكرّر عبثاً ما أعلنته مراراً عن جاهزيتها لتنفيذ إعلان الجزائر!
 
الخبر:
 
أعربت حركة حماس خلال لقاء جمع وفداً منها برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس الحركة مع نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني في ييروت عن جاهزيتها لتنفيذ إعلان الجزائر للمصالحة الفلسطينية الذي سُمّي بـ"لمّ الشمل" من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، والذي وقّعت عليه الفصائل الفلسطينية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مؤكدة أن المرحلة الحالية تستوجب إنهاء كافة الخلافات.
 
التعليق:
 
ليست هذه هي المرة الأولى التي تُعرب فيها حماس عن جاهزيتها لتنفيذ إعلانات المصالحة الفلسطينية، فقبل تسع سنوات وتحديدا في عام 2013 أعربت عن جاهزيتها لتنفيذ إعلان الدوحة، وهي دائماً ما كانت تُعلن عن جهوزيتها في تنفيذ مثل تلك الإعلانات، لكنّ الطرف الرئيسي الذي تُوقّع معه إعلانات المصالحة غير جاهز للتنفيذ؛ فحركة فتح التي تُمثّل السلطة الفلسطينية لا تريد التنفيذ، فهي تُوقّع الإعلانات على الورق فقط وليس لتُنفّذها، لأنّها لا تُخالف أوامر أسيادها في واشنطن وتل أبيب الذين لا يريدون مُصالحة ولا وحدة بين الفصائل الفلسطينية، وحماس وإن كانت تعلم ذلك جيداً فإنّها مع ذلك تُعلن عن استعدادها لتنفيذ المصالحة معهم!
 
أمّا الدول العربية التي ترعى تجميع الفصائل الفلسطينية، وتخرج بإعلانات وبيانات تتحدث عن المصالحة الفلسطينية، فهدفها فقط هو إظهار نفسها أمام شعوبها على أنّها دول مهمة تقوم بأدوار سياسية كبرى، فتظن أنها تتحكم بتلك الفصائل، وتظهر وكأنّها تمتلك شعبية ومكانة لدى شعوبها.
 
والحقيقة أنّ هذه الدول والفصائل لا تملك من أمرها شيئاً، فهي تابعة ولا تخرج بوصة واحدة عن المرسوم لها، حتى هذه المُصالحة - وإن كانت شكلية - فهي مسألة لا تملك هذه الدول والفصائل إجراءها، بل أمريكا وكيان يهود هما اللذان يقرّران إنجاح المصالحة أو إفشالها.
 
فالإعلان عن الجاهزية لتنفيذ إعلان الجزائر هو عبث سياسي لا قيمة له.

الجمعة، 14 أكتوبر 2022

اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين كيان يهود وكيان لبنان طعنة غدر في ظهر القضية الفلسطينية

بسم الله الرحمن الرحيم
*#خبر_وتعليق: اتفاق ترسيم #الحدود البحرية بين #لبنان وكيان يهود طعنة غدر جديدة في ظهر #القضية_الفلسطينية*
- كتبه: الأستاذ أحمد الخطواني
__________________
https://chat.whatsapp.com/ESyMWW8BMk01ZGbt8qyncC

*#الخبر:*

أعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان رسمي أنّ: "الصيغة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود مُرضية للبنان، لا سيما أنّها تُلبي المطالب اللبنانية، وتُحافظ على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية".

*#التعليق:*

هذه هي طبيعة أنظمة #سايكس_بيكو الاصطناعية المُزيّفة، فهي لا تنظر إلى أبعد من أرنبة أنفها في قضايا خطيرة مصيرية تهم الأمّة برمّتها، فهي أنظمة وظيفية قد صنعها الكافر المُستعمر لتفكر فقط في الحدود الوطنية الضيقة التي رسمها لها، والتي هي أشبه ما تكون بحظائر الحيوانات المُقفلة، فالذي بداخلها لا يعنيه ما يجري حوله من أحداث جسام ولو كان على بُعد سنتيمتر واحد من تلك الحدود.

إنّ اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين كيان يهود ولبنان والذي رعته وفرضته أمريكا على حكام لبنان وعلى حكام يهود، لا يُفيد لبنان ولا يفيد الأمة ولا يلبي مطالب اللبنانيين ولا مطالب المسلمين، إنّه يخدم أمريكا ويهود فقط، وهو يُشكّل طعنة حقيقية في قلب الأمّة الإسلامية، لأنّه يُقرّ بأنّ سواحل فلسطين وما تحويه في باطنها من ثروات هي سواحل ليهود، فهو فوق كونه اعترافاً مجّانياً بسيادة كيان يهود على المياه والأراضي الفلسطينية، وهذا بحد ذاته خيانة عظمى للأمّة، وطعنة غدرٍ في ظهرها، فهو أيضاً لا يختلف عن الاتفاقات الخيانية المعروفة مثل #كامب_ديفيد و #وادي_عربة و #أوسلو.

وهو تفريط بكل #فلسطين، واستمرار في مُخططات الكفار المستعمرين في تصفية القضية الفلسطينية وشطب فلسطين من الخريطة، وتثبيت كيان يهود وزرعه ككيان سرطاني في قلب الأمّة الإسلامية.

وهذا الاتفاق الذي فرح به حكام لبنان العملاء بسبب بعض الفتات الذي ستُلقيه لهم شركات الاستعمار المُستخرِجة للغاز، فإنه من جهةٍ أخرى تسليم كامل لثروات الأمة الثمينة لأعدائها، وحتى ذلك الفتات لن يستفيد منه سوى حيتان #الفساد الذين لا تعنيهم لا فلسطين ولا الإسلام ولا سيادة الأمّة.

لذلك كان لزاما على الأمة بجميع مكوناتها وقواها أن تقف ضد هذا الاتفاق وقفة جادة صلبة، وأن تعمل على إسقاطه، وإسقاط من يدعمه، وفضحهم وكشف خيانتهم.

وإنّ الذين دعموا هذا الاتفاق الخياني من خارج الحكومة اللبنانية بشكل مباشر أو غير مباشر، هم في الواقع جزء لا يتجزأ من منظومة الخيانة تلك، ولو تسمّوا بمسمّيات المقاومة والممانعة، وإنّ سكوت الدول أو الجماعات عن هذا الاتفاق لا يعني إلا قبوله والرضا به، وهو ما من شأنه أن يضعها جميعا في دائرة الخيانة والتآمر نفسها.

الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

امريكا تشعل حرائق جانبية حول روسيا

امريكا تشعل حرائق جانبية حول روسيا

تعمل أمريكا على إحاطة روسيا بحزام من الحرائق الجانبية بغية إرهاقها وإغراقها في المزيد من المستنقعات السياسية التي تستنزف طاقاتها، وذلك من أجل تبديد قوتها، وتخفيض منزلتها، وذلك لحملها على الخضوع للمزيد من هيمنة أمريكا، ولجعلها دولة
إقليمية خادمة لمصالحها.
فأمريكا وبعد إغراق روسيا في حرب استنزاف طويلة مرهقة في أوكرانيا، أُجبرت روسيا معها على اللجوء إلى اتخاذ إجراء ممقوت جماهيرياً، وهو قرار التعبئة الجزئية لتجنيد 300 ألف جندي إضافي لمنع تدهور المنظومة العسكرية المتهالكة للجيش الروسي المنهك بسبب الحرب في أوكرانيا، فأمريكا تُريد بعد هذا الإغراق أنْ تُشغل روسيا أيضاً في معالجة حروب جانبية مفتعلة لزيادة إرهاقها، وأخذ مناطق نفوذها منها.
فأذربيجان وبدعم تركي وغطاء أمريكي أشعلت فتيل حرب جديدة مع أرمينيا بعد احتواء روسيا لها العام الماضي، وجاءت نانسي بيلوسي أواسط شهر أيلول الجاري إلى يريفان العاصمة الأرمينية لتحرض الأرمن على الأذريين، ولتطلق من هناك تصريحات استفزازية ضد الأتراك بسبب مذابح الأرمن المزعومة قبل أكثر من مائة عام.
فأمريكا من جهة وتركيا من جهة أخرى تقومان بدقّ طبول الحرب بين الدولتين، وتثيران غبارها كلما انطفأت، وتلقيان على روسيا مهمة رجل الإطفاء الشاقة.
وتحرج أرمينيا روسيا بطلبها الدفاع عنها أمام ما تسميه بالعدوان الأذري عليها وفقاً لاتفاقية الدفاع المشترك بينهما، فترفض روسيا الطلب وتكتفي بالتأكيد على تثبيت وقف الهدنة الهش السابق بين البلدين بالطرق السلمية، بينما ترفض التدخل العسكري للدفاع عن أرمينيا لعجزها في هذه الظروف الحالكة عن
القيام بذلك.
ثمّ يقوم وزير خارجية أمريكا بلينكن بجمع وزيري خارجيتي أرمينيا وأذربيجان على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، ويقوم بتمثيل دور المصلح بين الطرفين، بينما هو في الواقع يصب الزيت على النار، ويشعل أوار الحرب بينهما.
وثمة حريق آخر تم إشعاله حول روسيا في آسيا الوسطى وهو وقوع اشتباكات عنيفة بين قرغيزيا وطاجيكستان بسبب خلافات حدودية قديمة ومعروفة في وادي فرغانة لم تتمكّن روسيا من حلّها حلاً جذرياً وسقط فيها عشرات القتلى من الطرفين.
ولا شك أنّ لأمريكا أصابع في هذه الاشتباكات المفاجئة في هذا التوقيت بالذات، فهي لا تفتأ تتصل بقيادتي الدولتين من وراء ظهر روسيا، وتطلب منهما بإلحاح بناء قواعد عسكرية أمريكية على أراضيهما بعد خروجها من أفغانستان.
وعجزت قمّة شنغهاي التي تقودها روسيا والصين والتي عُقدت في مدينة سمرقند في أوزبيكستان عن وضع أي تصور لحل أية مشكلة حقيقية، وكانت فقط منبراً للخطابات الجوفاء عن التعددية القطبية، بينما أخفقت في الاتفاق على أي حل عملي يتعلق بالنزاعات المستجدة.
وهكذا تعبث أمريكا بالدول التي تتعاون مع روسيا ومعها، ولا تلقي بالاً إلا لمصالحها، ولن تجد من يردعها في هذا العالم، ويقطع أطرافها، إلا دولة الإسلام القائمة قريبا بإذن الله والتي ستضع حداً لعنجهيتها وعبثيتها.

الجمعة، 16 سبتمبر 2022

التمسك بالثوابت السياسية قوة وتقديم التنازلات ضعف

التمسك بالثوابت السياسية قوة وتقديم التنازلات ضعف

الإسلام كله ثوابت، سواء العقائد أو الأحكام، الفكرة أو الطريقة، فكل شيء في الإسلام ثوابت، ومن الثوابت المعروفة رفض القواسم المشتركة بين الإسلام وغيره، ومن الثوابت أيضاً عدم القبول بما يسمى بالالتقاء مع الكفار في منتصف الطريق.
ويتميز المسلم الحقيقي دائماً بتمسكه بالثوابت، وهذا يكسبه صفة القوة في شخصيته، وفي أدائه وسلوكه، والرسول ﷺ قد علّمنا كيفية التمسك بالثوابت لدرجة العض عليها بالنواجذ، فعندما قال له عمه أبو طالب: "إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ فِي نَادِيهِمْ وَمَسْجِدِهِمْ فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ" قَالَ: فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ؟» قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «مَا أَنَا بِأَقْدَرَ أَنْ أَدَعَ ذَلِكَ مِنْكُمْ عَلَى أَنْ تَسْتَشْعِلُوا لِي مِنْهَا شُعْلَةً»، ومعلومٌ أنّ الرسول ﷺ قد رفض عرض قريش له في الزعامة والجاه والمال والزواج بأجمل النساء، ورفض كذلك مُشاركة قريش في العبادة، فعندما جاءه الوليد بن المغيرة والأسود بن المطلب والعاص بن وائل وقالوا له: "يا محمد هلمّ فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد ونُشركك في أمرنا كله"، فقال: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ...﴾، وبعد وفاة عمّه أبي طالب عرض عليه عمه أبو لهب الحماية مُقابل التوقف عن تسفيه آلهة قريش وأحلامهم فسأله: "يَا مُحَمَّدُ أَيَدْخُلُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ النَّارَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَمَنْ مَاتَ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ دَخَلَ النَّارَ». فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ لَعَنَهُ اللَّهُ: "وَاللَّهِ لَا بَرِحْتُ لَكَ إِلَّا عَدُوّاً أَبَداً".
 والإسلاميين، ففرّطوا بهم وطردوهم وعاملوهم بعنصرية، وقالوا نحن لا نتعامل مع الأنظمة الدكتاتورية المستبدة غير المنتخبة، فأغلقوا ملف الصحفي جمال خاشقجي وسلّموه للسعودية، وتعاملوا وطبّعوا مع أعتى الدكتاتوريات كالسعودية ومصر والإمارات، وقالوا بأنّهم لا يطبعون مع كيان يهود قاتل المدنيين الفلسطينيين، فطبّعوا معه، ووسّعوا علاقاتهم الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية معه إلى أقصى حد...!!
 ومن أمثلة التفريط السياسي والتنازل عن الثوابت أيضاً ما تقوم به حركة حماس وهي تُمثّل السلطة الحاكمة في قطاع غزة حيث تخلت عن حركة الجهاد، وقبلت بالتنسيق الدائم مع المخابرات المصرية المجرمة، ووافقت على مبدأ التفاوض مع كيان يهود عبر السلطة الفلسطينية، وقال يحيى السنوار رئيس حركة حماس في القطاع: "سنواصل مسار المُقاومة الشعبية السلمية في مُواجهة آلة البطش التي يمتلكها الاحتلال"، فبماذا تختلف حماس عن محمود عباس إذاً؟!
وأمّا القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق فمهّد للتنازل عن القتال ضد كيان يهود فقال: "لا غُبار على مُفاوضات الاحتلال، فكما نفاوضه بالسلاح نفاوضه بالكلام"!
فالإصغاء للكفار والالتزام بتعليماتهم لا يتوقف عند حد، وقال أحد المسؤولين في حركة طالبان: "لقد طلبوا مني إلغاء تطبيق الحدود الشرعية مقابل الاعتراف بأفغانستان في الأمم المُتحدة".
فالسماع من الكفار وتلبية مطالبهم لا تنتهي إلا بترك أحكام الإسلام تماماً، وحتى إن تمّ ذلك فالكفار لا يتوقفون حتى المطالبة بالمزيد من التنازلات، ثمّ بعد ذلك ربما لا يعجبهم هذا الذي تنازل لأي سبب من الأسباب فيعملون مع أتباع آخرين لهم على الإطاحة به، ويأتون بمن يقدم لهم التنازلات من نوع آخر كما فعلوا مع عمر البشير في السودان ومحمد مرسي رحمه الله في مصر بالرغم من تنازلهما للكفار عن كل شيء يتعلق بتطبيق الشريعة.
فالمطلوب الشرعي إذاً هو الذي يوجب على السياسيين التمسك بالثوابت الشرعية ورفض فكرة القبول بالتدرج في العمل السياسي لأنّ هذا القبول فوق كونه فكرة مخالفة للشرع فهو أيضاً فكرة قاتلة مُدمّرة.

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022

الحوار بين السعودية وإيران يؤكد على ولائهم لأمريكا

بسم الله الرحمن الرحيم
*#خبر_وتعليق: #الحوار بين #السعودية و #إيران يؤكّد على ولائهما لأمريكا*
- كتبه: الأستاذ أحمد الخطواني
------------------
https://chat.whatsapp.com/ESyMWW8BMk01ZGbt8qyncC

*#الخبر:*

نقلت سي إن إن عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين 2022/09/12 قوله عن محادثات بلاده مع السعودية إنّ "إيران دخلت في الحوار انطلاقاً من مبدأ استخدام القدرات الإقليمية"، وأضاف أن "الحوار استمر على 5 مراحل، وتم التوصل خلالها إلى اتفاقات".

وذكر كنعاني في #مؤتمر_صحفي: "تركيزنا ينصب على اتخاذ نهج بنّاء"، وتابع أن "إيران سترد بشكل مناسب على أي عمل وخطوة بنّاءة"، وأکّد أنّ المضي في المفاوضات مع السعودية "يتوقف على تنفيذ التفاهمات السابقة، ونرحب بأي خطوة إيجابية"، وذلك وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

وبشأن #الأزمة_اليمنية، قال: "لطالما أكّدت إيران على حل الأزمة اليمنية بالطرق الدبلوماسية، وشددت على ضرورة استمرار وتعزيز عملية وقف إطلاق النار فيه لكن ما يمكن أن يسهم في توطيد عملية وقف إطلاق النار هو رفع الحصار عن #اليمن وتلبية احتياجات الشعب اليمني المحاصر".

*#التعليق:*

إنّ كلام المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية يؤكّد على علاقات توافقية بين إيران والسعودية منذ وقت طويل، فهو يقول إنّ "الحوار استمر على 5 مراحل، وتم التوصل خلالها إلى اتفاقات"، وهذا يعني أنّ الحوار مُستمر بين الدولتين مُنذ فترة طويلة، وأنّه يُفضي إلى اتفاقيات، وأنّ الطرفين مُتفقان على مسائل الحوار بينهما كالعلاقات الثنائية والنزاع اليمني.

وبما أنّ السعودية تُعلن دائماً عن وجود شراكة استراتيجية دائمة مع أمريكا، وعن تنسيق كامل بينهما في اليمن وفي غير اليمن، فهذا يعني أنّ أمريكا مُوافقة على هذا الحوار تحديداً، بل وتُشجّعه، وإنّ الإعلان عن وجود اتفاقيات بين إيران والسعودية يعني أنّ الصراع في اليمن ليس بين إيران والسعودية قطعاً، بل الصراع هو بين السعودية وإيران من جهة وبين أطراف أخرى تُشارك في هذا الصراع من جهة أخرى، وبما أنّ دولة الإمارات مُنخرطة في الحرب اليمنية فإنّها هي الطرف الذي يخوض الصراع ضد السعودية في اليمن.

والإمارات ليست دولة كبرى ولا يمكن أن تنخرط في الصراع بدون دعم دولي، وبما أنّ بريطانيا هي المستعمر الأصلي للإمارات، وعلاقاتها بها سياسيا علاقات وطيدة، فالمرجح أنّ بريطانيا والإمارات هما طرف الصراع في اليمن ضد السعودية وإيران.

ومن هنا فهمنا أنّ تصريح المسؤول الإيراني هذا قد كشف زيف لعبة وجود صراع بين إيران والسعودية، وأكّد أنّ الدولتين مُتفاهمتان ومُتوافقتان في السياسة الخارجية، وأنّ سياستهما تخدم حقيقةً المصالح الأمريكية في المنطقة.

وأمّا الجعجعات الإعلامية ضد بعضهما بعضاً، فهي لذر الرماد في العيون.

الاثنين، 12 سبتمبر 2022

الريسوني يبرر للجماعات الإسلامية جريمة التصالح مع الحكام

بسم الله الرحمن الرحيم
 #الريسوني  يُبرّر للجماعات الإسلامية جريمة #التصالح  مع #الحكام !
- بقلم: الأستاذ أبو حمزة الخطواني
- لقراءة المقال على موقع #جريدة_الراية :  https://bit.ly/3KPgfvW 
_________________
 ظهرت تنازلات جديدة خطيرة لبعض الجماعات الإسلامية في الفترة الأخيرة خاصة الحركات التابعة لتيارات جماعة #الإخوان  المسلمين وأهمها:
 1-  ما ذكره إبراهيم منير نائب المرشد العام للجماعة حيث قال: "لن نخوض صراعاً جديداً على #السلطة  بعد الإطاحة بها من الحكم"، وهذا يعني ترك مكافحة الحكام ومنهم #السيسي ، والقبول بحكمهم، والخضوع لهم، ومن ثمّ الاعتراف بالهزيمة أمامهم، والاستسلام لهم.
 2-  ما ذكره نور الدين البُحيري نائب #راشد_الغنوشي  رئيس #حركة_النهضة  في #تونس  حيث قال: "نحن مستعدون للانسحاب وتقديم التنازلات ولو تطلّب الأمر الانسحاب من مواقع المسؤولية، فنحن مستعدون للموت في سبيل تونس، وليس الانسحاب فقط"!
فالانسحاب من مواقع المسؤولية يعني ترك السلطة للطواغيت، والقبول بحكمهم الطاغوتي، وأمّا الاستعداد للموت من أجل تونس فهذا ليس من الإسلام في شيء، فالمسلم يستعد للموت في سبيل الله وليس في سبيل تونس، وكأنّ البحيري يريد أن يقول نحن مستعدون لترك السلطة كما نستعد للموت ولا نبالي، ولكنّه تناسى أنّه يترك السلطة لمن لا يستحقها، ولمن يحارب الإسلام، ولمن يوالي الكفار!
التقط أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (أتباع الإخوان المسلمين) هذه التصريحات وراح يضع لها الفتاوى والمبررات، فقال: "نبارك المصالحات بين الأنظمة والنخب المثقفة السياسية (المعارضة)، ونحن مع المصالحات والتفاهمات، والمصالحة يجب أن تكون بين الجميع بلا استثناء ونبارك هذه المصالحات"، واعتمد في فتواه هذه على قاعدة "ما لا يُدرك كله لا يُترك جُلّه"، مع أنّ هذه القاعدة ولو سلمنا بها جدلاً فإنّها لا تفيد هذا المعنى بتاتاً، لأنّهم بالمصالحات هذه لم يحصلوا على أي شيء، وتنازلوا عن كل شيء، فتركوا كل ما يُدرك، بل لم يحصلوا على أي شيء مما قد يُدرك، لأنّهم انسحبوا وسلمّوا جميع مواقعهم لعدوهم، فلم يتقاسموا معه تلك المواقع، بل تركوها كلها له على طبق من ذهب.
ولم يكتفِ الريسوني بهذه الفتوى المخذّلة للإخوان في مصر وللنهضة في تونس، بل سوّغ أيضاً لحركة حماس أن تتصالح مع نظام الطاغية القاتل بشار فقال: "إذا قررت حماس أنْ تعيد مكاتبها ووجودها بشكل ما داخل سوريا فإنّ لذلك ما يُحتّمه ويُسوّغه، وهذا الأمر يخصّهم"!
فكأنّ عمل الريسوني في ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أصبح بمثابة إعطاء صكوك تبرير للجماعات الإسلامية للاستسلام والخنوع للأنظمة الخائنة العميلة!
والحقيقة أنّ ما يصدر عن الريسوني من تصريحات وفتاوى لا علاقة لها بالأحكام الشرعية لا من قريب ولا من بعيد، فهو لا يرجع في أقواله هذه إلى الأدلة الشرعية، ولا يستخدمها في الاستدلال، ودليله الوحيد هو عقله القاصر، وأهواء الحكام الذين يتبعهم، وتصريحاته عن الصحراء المغربية نابعة من رؤية نظام الحكم الملكي في المغرب لها، وليست نابعة من الشرع، فبدلا من أن يدعو الناس للرجوع إلى الإسلام في النظرة إليها، دعا بشكل عجيب ومتعصب إلى اعتبارها أراضيَ مغربية بما فيها منطقة تندوف في الجزائر، وحث المغاربة على الزحف إليها والقتال من أجلها، وهذا يعني أنّه يريد إشعال حرب حدود مصطنعة في الرمال بين الجزائر والمغرب بدلاً من القيام بالإصلاح والوحدة بين المسلمين في البلاد الواحدة أصلاً!
ولا ننسى كذلك تصريحه المشهور المشؤوم عن الخلافة والذي قال فيه: "لو اختفى لفظ الخلافة والخليفة من حياة المسلمين إلى الأبد ما نقص ذلك من دينهم مثقال ذرة ولا أصغر منها"!
والله لقد عجز الكفار أنْ يقولوا مثل هذا الكلام الحاقد على الخلافة، فكيف يستسيغ علماء من المسلمين أنْ يُنصّبوا عليهم رئيساً كالريسوني هذا، الذي لا ينطق بلفظ إلا وتشتم منه رائحة أفكار الكفر، بل إنّه دعا مؤخراً وبشكل واضح إلى الترويج لأفكار الكفر وحضارته علانيةً عندما قال: "على الإسلاميين العمل لنشر الديمقراطية والحرية" وذلك بدلاً من دعوتهم لنشر الإسلام ومفاهيمه ومقاييسه!
هذه هي حقيقة الريسوني الذي يُبرّر للجماعات الإسلامية جريمة التصالح مع الحكام الطواغيت، ويُشجعهم على الارتماء في أحضان الأنظمة العميلة.

الثلاثاء، 16 أغسطس 2022

برلمان ليبيا التابع لحفتر يندد بتدخل بريطانيا في الشؤون الليبية

برلمان ليبيا التابع لحفتر يُندّد بتدخّل بريطانيا في الشؤون الليبية

 
الخبر:
 
ندّد 53 نائباً ليبياً يوم الجمعة 2022/08/12 بسفيرة بريطانيا لدى ليبيا كارولين هولندال بما أسموه "التدخل السافر في الشأن الليبي الخاص متناسية أن ليبيا دولة مستقلة وليست تابعة للمملكة المتحدة أو غيرها"، وأصدر النواب الـ53 بأسمائهم بياناً أشاروا فيه إلى متابعتهم إعلان السفيرة عن استمرار عملها مع حكومة الدبيبة بزعم أنّها "أتت في سياق توافقي".
 
وقال النواب في بيانهم إنّ "السفيرة تناست أيضاً أن السياق التوافقي الذي تتحدث عنه لم تكن له شرعية إلا باعتماد مجلس النواب الذي ترفض اليوم قراراته، وأن ذلك الإطار التوافقي الذي ورد بالاتفاق السياسي المعترف به محلياً ودولياً هو الذي تم من خلاله استبدال حكومة بأخرى يرأسها فتحي باشاغا، ولا شرعية لحكومة أخرى غيرها"
وفي إشارة إلى رئيس الحكومة في العاصمة طرابلس الغرب عبد الحميد الدبيبة اعتبر النواب أن مثل هذا الإعلان من السفيرة باستمرار العمل مع حكومته "يعبّر عن انحيازها لطرف يحاول فرض أمر واقع بالقوة، وعن رفضها احترام قرارات الشرعية الوطنية، وأنّه يأتي ضمن إطار تدخلها المتزايد في الشأن المحلي".
 
وساق بيان النواب بعض الأمثلة لأعمال السفيرة المرفوضة منها: "التواصل والاجتماعات غير القانونية التي تجريها مع أطراف محلية لم تأخذ الإذن بشأنها، ومحاولات التدخل في المسار الأمني، ومحاولة التشويش على عمل اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وجهود توحيد المؤسسة العسكرية، والمحاولة بالتنسيق مع أطراف دولية أخرى للسيطرة على الأموال الليبية عبر تشكيل لجنة تحت رعايتهم للتصرف بها في نموذج مشابه لنموذج النفط مقابل الغذاء".
 
كما وأعلن الأعضاء رفضهم بشكل قاطع لما وصفوه بـ"الدور السلبي والتدخل المتزايد لسفيرة بريطانيا وبعض السفراء الآخرين، ومنهم سفير دولة الإمارات العربية المتحدة"، محذرين من أن استمرار السفيرة في عدم احترام السيادة الليبية سيدفع للإعلان عن كونها شخصية غير مرغوب بها في ليبيا، وملوّحين باتخاذ خطوات تصعيدية ضد كل من يتجاوز حدود مهامه الدبلوماسية من السفراء والمبعوثين 
وهذه هي المرة الثانية التي يتخذ فيها مجلس النواب موقفا من السفيرة البريطانية، إذ سبق أن صوّت المجلس في 27 كانون الأول/ديسمبر الماضي باعتبار السفيرة البريطانية "شخصية غير مرغوب فيها" في البلاد، بعد إعلانها التمسك باستمرار العمل مع حكومة الدبيبة في 24 كانون الأول/ديسمبر، وهو ما اعتبر تدخلاً سافراً في الشأن الليبي.
 
التعليق:
 
من المعلوم أنّه يدور في ليبيا منذ آذار/مارس الماضي صراع محموم على السلطة بين حكومة عبد الحميد الدبيبة الموجودة في العاصمة طرابلس الغرب، وبين الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي برئاسة فتحي باشاغا الموجودة في مدينة بني غازي والمسيطرة على الشرق الليبي، حيث يطالب باشاغا بدخول طرابلس وتمكينه من استلام مهام حكومته بدلاً من الدبيبة، إلاّ أنّ الأخير يُصرّ على عدم تسليم السلطة إلا لجهة جديدة منتخبة.
 
وكانت السفيرة البريطانية في ليبيا كارولين هورندال قد دعت في 26 تموز/يوليو الماضي إلى ضرورة العمل على إنجاز القاعدة القانونية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت ممكن في البلاد، وهو الموقف نفسه الذي يتبنّاه الدبيبة.
وجرت مفاوضات في حزيران/يونيو الماضي بين عقيلة صالح رئيس مجلس النواب في الشرق الليبي التابع لحفتر وبين رئيس المجلس الأعلى للدولة الداعم للدبيبة للاتفاق على أسس الانتخابات وتقاسم السلطة بين الطرفين برعاية من الأمم المتحدة لكنّها فشلت في حسم الخلاف بين الطرفين.

والخلاصة أنّ بريطانيا وتُساندها دولة الإمارات التابعة لها تدعم الدبيبة والمجموعات المساندة له في طرابلس العاصمة باعتبار أنّ نفوذها ما زال قوياً فيها، والدليل على قوة نفوذها هو اتهامها بـ"التواصل والاجتماعات غير القانونية التي تجريها مع أطراف محلية لم تأخذ الإذن بشأنها، ومحاولات التدخل في المسار الأمني، ومحاولة التشويش على عمل اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وجهود توحيد المؤسسة العسكرية، والمحاولة بالتنسيق مع أطراف دولية أخرى للسيطرة على الأموال الليبية عبر تشكيل لجنة تحت رعايتهم للتصرف بها في نموذج مشابه لنموذج النفط مقابل الغذاء"، فهذه الاتهامات تدل على قوة نفوذ بريطانيا في ليبيا.
بينما تدعم أمريكا خليفة حفتر وجماعته في بني غازي، وفي الوقت نفسه تُحاول أمريكا أخذ الدبيبة ومؤيديه من بريطانيا.

وأمّا فرنسا وإيطاليا فهما تتخبطان في دعمهما للطرفين وفقاً لمصالحهما النفطية، وأمّا روسيا فتدعم عميل أمريكا في ليبيا خليفة حفتر قولاً واحداً.
 
وأمّا تركيا فإنّها تدعم الدبيبة بهدف إدخال النفوذ الأمريكي من خلاله إلى طرابلس، وشق صفوف المجموعات المحسوبة على بريطانيا، لكن يبدو أنّ النفوذ البريطاني في ليبيا لقوته هو الذي يحيّد الدبيبة، ويُجبره على السير مع مراكز النفوذ البريطانية في العاصمة، وهو ما يمنع حتى الآن التوافق على فتحي باشاغا مرشح أمريكا وعميلها حفتر لرئاسة الحكومة بدلاً من الدبيبة.

السبت، 13 أغسطس 2022

عودة العلاقات بين حماس ونظام بشار خطيئة سياسية كبرى

تتواتر الأنباء عن عودة العلاقات بين حركة حماس ونظام الطاغية بشار الأسد، ففي حزيران الماضي أكّد خليل الحيّة القيادي في حماس صحة الأنباء التي تتداولها وسائل الإعلام عن صدور قرار للحركة سعيها لاستعادة العلاقات مع النظام السوري، ونقلت هذا الخبر صحيفة الأخبار اللبنانية التي أجرت حواراً مع خليل الحيّة ورد فيه هذا التصريح.
وكانت العلاقات بين الطرفين قد قطعها النظام في العام 2012 إثر التزام حماس بما أسمته الحياد بين النظام والثورة، ونتيجة لذلك فقد تمّ التنكيل بأفراد الحركة، فقُتل بعضهم، واعتُقل آخرون، وطُرد جميع مسؤوليها من سوريا.
وكان رئيس حركة حماس إسماعيل هنية قد نفى في العام 2018 قطع العلاقات مع النظام السوري وقال: "إنّ الحركة لم تقطع علاقاتها مع دمشق، وإنّ ما جرى قد تجاوز الفتنة، وإنّ شعب سوريا وحكومتها وقفا دوماً إلى جانب الحق الفلسطيني".
والظاهر أنّه بعد ضغط إيراني شديد على حركة حماس، وبعد وساطة من حزب إيران اللبناني قرّرت الحركة استئناف علاقاتها مع هذا النظام الإجرامي، وتمّ اتخاذ قرار بالإجماع من طرف قيادة حماس بعودة العلاقات.
وأصبحت حماس بعد هذا القرار تُداهن نظام بشار كما تُداهن النظام الإيراني في كل مناسبة، فعلى سبيل المثال رحب عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق بتفاهمات إيران وروسيا وتركيا التي تمخّضت عن مؤتمر طهران ودعت إلى وحدة الأراضي السورية، وإدانة عدوان كيان يهود، مُعتبراً ذلك مكسباً لأمن واستقرار المنطقة، وبالتالي تعزيزاً لقضية فلسطين، ولحقوق الشعب الفلسطيني.
وقد انتقد حماس على قرارها هذا بإعادة العلاقات مع النظام السوري كثيرون، منهم الشيخ وجدي غنيم القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، والمجلس الإسلامي السوري الذي قال بأنّ قرار حماس هذا هو قرار خطير، وأنّ حماس بهذا القرار تكون قد فضّلت المصالح على المبادئ.
إنّ تبريرات أنصار حماس باتخاذها هذا القرار هي تبريرات متهافتة وغير مستساغة وغير مقبولة، فالقول بغياب البدائل وأنّه هو الذي دفع حماس لاتخاذ هذا القرار، أو القول بأنّ سبب اتخاذ قرارها هذا كونها لم يعد لديها منفذ للحفاظ على قوتها سوى التقارب مع نظام بشار... مثل هذه الأقوال لا تستند إلى أية حجّة أو دليل وذلك للأسباب التالية:
1- إنّ لجوء حماس إلى التحالف مع نظام يحارب الإسلام علانيةً، ويحارب حركة الإخوان المسلمين بشكل خاص يتناقض مع مرجعية حماس الإسلامية، وبالذات مع اعتبارها جزءاً من الإخوان المسلمين، فشيء غير منطقي ما تقوم به حماس من التحالف مع عدو استراتيجي للحركة وللأمّة.
2- إنّ نظام بشار هو نظام ضعيف وهش، وثبت بالتجربة المقطوع بها أنه نظام عاجز لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام الضربات التي يتلقاها ليل نهار من كيان يهود، فهو لن ينفعها ولن يساعدها إن تحالفت معه، ففاقد الشيء لا يعطيه، فكيف ستستفيد حماس من تحالفها مع هذا النظام العاجز؟! أما كان الأولى لها وللأمّة أنْ تعمل على إضعافه وإسقاطه، بدلاً من أنْ تعمل على تقويته وتلميعه؟!
3- كشفت الوثائق العديدة أنّ هذا النظام في زمن المقبور حافظ الأسد قد باع هضبة الجولان ليهود، وأعلن عن سقوطها في حرب عام 1967 قبل أنْ تسقط، فكيف تثق حماس بنظامٍ خائن فرّط في أرض المسلمين ليهود؟!
- إنّ هذا النظام في سنوات الثورة قد قتل وهجّر الملايين من شعبه، وتآمر مع المتآمرين على ثورتهم، ولم يتورّع عن تعذيب وقتل معارضيه، ليس من السوريين وحسب، بل وحتى من الفلسطينيين، فكيف لحركة فلسطينية ترضى بأنْ تتعاون مع هذا النظام القاتل اللئيم الذي ارتكب مجازر ضد أهلها وشعبها؟!
5- إنّ هذا النظام هو نظام عميل لأمريكا منذ العام 1971، فهو يقوم بتنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة، وللحفاظ عليه وكّلت أمريكا روسيا بالدفاع عنه منذ العام 2015، وذلك بعد أن فشلت إيران في حمايته من الثورة قبل ذلك، فكيف تتعاون حماس مع نظام عميل لأمريكا؟!
إن الأصل في حركة حماس أن تبتعد عن هذا النظام الخائن المجرم القاتل لشعبه، وعليها أنْ تقف مع الثورة ضده، وأن تدرك أن تحالف النظام مع روسيا وتركيا ما هو إلا عبارة عن تحالف تآمري ضد الأمة وشعوبها، لا لشيء إلا لإحباط ثورتها، وإبقاء بشار المجرم في السلطة، ولا علاقة له بقضية فلسطين من قريب ولا من بعيد