الاثنين، 12 سبتمبر 2022

الريسوني يبرر للجماعات الإسلامية جريمة التصالح مع الحكام

بسم الله الرحمن الرحيم
 #الريسوني  يُبرّر للجماعات الإسلامية جريمة #التصالح  مع #الحكام !
- بقلم: الأستاذ أبو حمزة الخطواني
- لقراءة المقال على موقع #جريدة_الراية :  https://bit.ly/3KPgfvW 
_________________
 ظهرت تنازلات جديدة خطيرة لبعض الجماعات الإسلامية في الفترة الأخيرة خاصة الحركات التابعة لتيارات جماعة #الإخوان  المسلمين وأهمها:
 1-  ما ذكره إبراهيم منير نائب المرشد العام للجماعة حيث قال: "لن نخوض صراعاً جديداً على #السلطة  بعد الإطاحة بها من الحكم"، وهذا يعني ترك مكافحة الحكام ومنهم #السيسي ، والقبول بحكمهم، والخضوع لهم، ومن ثمّ الاعتراف بالهزيمة أمامهم، والاستسلام لهم.
 2-  ما ذكره نور الدين البُحيري نائب #راشد_الغنوشي  رئيس #حركة_النهضة  في #تونس  حيث قال: "نحن مستعدون للانسحاب وتقديم التنازلات ولو تطلّب الأمر الانسحاب من مواقع المسؤولية، فنحن مستعدون للموت في سبيل تونس، وليس الانسحاب فقط"!
فالانسحاب من مواقع المسؤولية يعني ترك السلطة للطواغيت، والقبول بحكمهم الطاغوتي، وأمّا الاستعداد للموت من أجل تونس فهذا ليس من الإسلام في شيء، فالمسلم يستعد للموت في سبيل الله وليس في سبيل تونس، وكأنّ البحيري يريد أن يقول نحن مستعدون لترك السلطة كما نستعد للموت ولا نبالي، ولكنّه تناسى أنّه يترك السلطة لمن لا يستحقها، ولمن يحارب الإسلام، ولمن يوالي الكفار!
التقط أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (أتباع الإخوان المسلمين) هذه التصريحات وراح يضع لها الفتاوى والمبررات، فقال: "نبارك المصالحات بين الأنظمة والنخب المثقفة السياسية (المعارضة)، ونحن مع المصالحات والتفاهمات، والمصالحة يجب أن تكون بين الجميع بلا استثناء ونبارك هذه المصالحات"، واعتمد في فتواه هذه على قاعدة "ما لا يُدرك كله لا يُترك جُلّه"، مع أنّ هذه القاعدة ولو سلمنا بها جدلاً فإنّها لا تفيد هذا المعنى بتاتاً، لأنّهم بالمصالحات هذه لم يحصلوا على أي شيء، وتنازلوا عن كل شيء، فتركوا كل ما يُدرك، بل لم يحصلوا على أي شيء مما قد يُدرك، لأنّهم انسحبوا وسلمّوا جميع مواقعهم لعدوهم، فلم يتقاسموا معه تلك المواقع، بل تركوها كلها له على طبق من ذهب.
ولم يكتفِ الريسوني بهذه الفتوى المخذّلة للإخوان في مصر وللنهضة في تونس، بل سوّغ أيضاً لحركة حماس أن تتصالح مع نظام الطاغية القاتل بشار فقال: "إذا قررت حماس أنْ تعيد مكاتبها ووجودها بشكل ما داخل سوريا فإنّ لذلك ما يُحتّمه ويُسوّغه، وهذا الأمر يخصّهم"!
فكأنّ عمل الريسوني في ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أصبح بمثابة إعطاء صكوك تبرير للجماعات الإسلامية للاستسلام والخنوع للأنظمة الخائنة العميلة!
والحقيقة أنّ ما يصدر عن الريسوني من تصريحات وفتاوى لا علاقة لها بالأحكام الشرعية لا من قريب ولا من بعيد، فهو لا يرجع في أقواله هذه إلى الأدلة الشرعية، ولا يستخدمها في الاستدلال، ودليله الوحيد هو عقله القاصر، وأهواء الحكام الذين يتبعهم، وتصريحاته عن الصحراء المغربية نابعة من رؤية نظام الحكم الملكي في المغرب لها، وليست نابعة من الشرع، فبدلا من أن يدعو الناس للرجوع إلى الإسلام في النظرة إليها، دعا بشكل عجيب ومتعصب إلى اعتبارها أراضيَ مغربية بما فيها منطقة تندوف في الجزائر، وحث المغاربة على الزحف إليها والقتال من أجلها، وهذا يعني أنّه يريد إشعال حرب حدود مصطنعة في الرمال بين الجزائر والمغرب بدلاً من القيام بالإصلاح والوحدة بين المسلمين في البلاد الواحدة أصلاً!
ولا ننسى كذلك تصريحه المشهور المشؤوم عن الخلافة والذي قال فيه: "لو اختفى لفظ الخلافة والخليفة من حياة المسلمين إلى الأبد ما نقص ذلك من دينهم مثقال ذرة ولا أصغر منها"!
والله لقد عجز الكفار أنْ يقولوا مثل هذا الكلام الحاقد على الخلافة، فكيف يستسيغ علماء من المسلمين أنْ يُنصّبوا عليهم رئيساً كالريسوني هذا، الذي لا ينطق بلفظ إلا وتشتم منه رائحة أفكار الكفر، بل إنّه دعا مؤخراً وبشكل واضح إلى الترويج لأفكار الكفر وحضارته علانيةً عندما قال: "على الإسلاميين العمل لنشر الديمقراطية والحرية" وذلك بدلاً من دعوتهم لنشر الإسلام ومفاهيمه ومقاييسه!
هذه هي حقيقة الريسوني الذي يُبرّر للجماعات الإسلامية جريمة التصالح مع الحكام الطواغيت، ويُشجعهم على الارتماء في أحضان الأنظمة العميلة.

ليست هناك تعليقات: