الاثنين، 16 نوفمبر 2015

احمد طعمة نموذج مثالي للسياسيين المتخاذلين الموالين للغرب



احمد طعمة نموذج مثالي للسياسيين المتخاذلين الموالين للغرب







------
#الخبر:
تحدث #أحمد_طعمة رئيس وزراء ما يُسمى بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في #سورياعن تصوره لمستقبل سوريا وشكل الدولة فيها فقال: "إذا كان الحل في سوريا إسلامياً صرفاً بمعنى تطبيق الشريعة فبحار من الدماء سوف تستمر، ومن سابع المستحيلات أن يقبل المجتمع الدولي بأن تُقام في سوريا دولة تحكم بالشريعة"، وأشار إلى ضرورة مراعاة الموقف الدولي والإقليمي وتوازنات القوى والتوازنات الاقتصادية، ولفت النظر إلى وجود: "مشروع #النفط والغاز القادم من #الخليج إلى أوروبا مروراً بسوريا وتركيا"، وقال بأنّ مثل هذا المشروع: "له ثمن والروس لن يقبلوا بالتخلي عنه بهذه البساطة"، وزعم أنّ إمكانية الحل في سوريا واردة فقط إذا وجدت توافقات بين القوى العظمى.

#التعليق:
إنّ ما يعرضه أحمد طعمة من تصورات لهو مثال خائب للشخصية الانهزامية المتخاذلة التي لا تُراهن إلا على الكفار وكل أعداء الأمّة في البحث عن حلول انبطاحية لوأد الثورة في سوريا، فهو قد عوّل على المجتمع الدولي وجميع قواه الدولية في التوصل إلى أي حل تتوافق عليه تلك القوى، بينما لم يأت على ذكر أيٍ من قوى الأمة الذاتية، فلا قيمة عنده إلا للقوى الخارجية، أمّا قوى الثورة التي نُصّب طعمة وأمثاله ممثلين عنها فقد تجاهلها تماماً، وكأنّ تضحيات الملايين من أبناء سوريا، والأرواح التي أزهقت، والدماء التي سالت، والأشلاء التي تناثرت، والمباني التي دمّرت على رؤوس أصحابها، لم تؤثر في طعمة ولا قيمة لها عنده، فكل الذي يهمه هو توافق القوى الدولية على أي حل يجتمعون عليه.

أمّا #الحل الإسلامي وقيام دولة في سوريا تُطبق الشريعة فهو في نظره من سابع المستحيلات، ولن يقبل به المجتمع الدولي، وسيؤدي إلى بحار من الدماء بحسب زعمه!
فهو ينظر إلى الإسلام بمنظار أعدائه، فإذا هم رفضوا قيام دولة الشريعة - ورفضهم لها أمر طبيعي - فهو لا يرفضها مثلهم وحسب، وإنّما يُخوف المسلمين منها، ويُنفّرهم عنها، ويتوعدهم ببحار من الدماء إن هم أقاموها.
والأنكى من ذلك أنّه وهو يعادي فكرة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة، يُقدّم نفسه على أنّه ذو خلفية إسلامية، وكأنّه الناصح الأمين للأمّة، الذي يسهر على خدمة قضاياها!
وبدلاً من أن ينظر طعمة إلى سوريا بصفتها دولة مستقلة تتحكم بمقدراتها وموقعها، وتُسيطر على الجغرافيا السياسية لها، وتعمل على إيجاد التكامل مع عمقها العربي والإسلامي، نجده يتحدث عنها بوصفها منطقة ترانزيت لنقل النفط والغاز إلى أوروبا، ويتنافس الأمريكان والأوروبيون والروس على تنفيذ المشاريع على أراضيها من دون أن يكون لأهلها أية إرادة في ذلك، فالآخرون هم الأوصياء عليها، وعلى مشاريع الطاقة المارة فوق أراضيها ولا حول ولا قوة لأهلها بكل ذلك.

هذه هي التصورات المريضة لمن يُفترض أنّه يُمثل أهل سوريا، إنّها بمجملها مفاهيم انهزامية لشخصيات مضبوعة بالثقافة الغربية، ومثل هذه الشخصيات المعادية لثقافة الأمّة والموالية لثقافة أعدائها، هي التي يجد فيها المستعمر مآربه، ويسعى لتنصيبها كزعامات تُعاني من انفصام في الشخصية، تعمل على تدجين الأمة لترضى بما يرسمه لها عدوها، وفي الوقت نفسه تعمل على قيادة الأمّة بالنيابة عن قوى الاستعمار لتحقيق مصالحه والحفاظ على نفوذه.