السبت، 16 مايو 2015

يهربون من بطش الحكام فيموتون غرقاً



خبر وتعليق

المهجرون الفارّون من بطش حكام المسلمين يموتون غرقًا



الخبر:

ذكر تقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة أنّ عدد الذين قضوا غرقًا في مياه البحر الأبيض المتوسط بلغ في الربع الأول من هذا العام 1800 شخص ثلثهم من السوريين والباقي من الفلسطينيين والأريتيريين والصوماليين والسودانيين وسائر الأفارقة، وقال التقرير بأنّ العدد إذا استمر في الارتفاع على نفس هذه الوتيرة فسيتعدى مع نهاية العام الجاري حاجز السبعة آلاف شخص، وهو الأعلى في تاريخ حوادث الغرق السنوية في نفس المكان.

التعليق:

وكأنّ المسلمين لم يكفهم ما هم فيه من ويلات وتشرد وشقاء على اليابسة بسبب أنظمة القهر التي تحكمهم بكل ما تملك من أدوات القتل والبطش والتنكيل، فتطحنهم وتُذيقهم جميع صنوف العذاب، وتُحيل حياتهم إلى معاناة دائمة فيها جميع صور البؤس والبلاء، نعم وكأنه لم يكفهم ذلك كله بل أصبح الغرق في مياه البحر لهم بالمرصاد.

فقبل عامين كان لا يتجاوز الحد الأقصى للغرقى في اليوم الواحد عتبة الأربعمائة، ثم زاد هذا العدد عن الأربعمائة، أمّا في هذا العام فبلغ العدد ثمانمائة، والله أعلم كم سيبلغ العام القادم!!

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة ومقرها في جنيف: "أنّ العام الماضي 2014 سجّل وفاة 4868 مهاجرًا إمّا غرقًا في عرض البحر أو جوعًا وعطشًا في الصحارى النائية أو الجبال"، وأوضحت أنّ: "عدد الغرقى في البحر المتوسط فاق ال 3000 شخص جراء ركوب قوارب غير صالحة للاستخدام، فيما غرق 540 مهاجرًا في خليج البنغال"، فغرقى البحار غالبيتهم من المسلمين، وهم إمّا أن يكونوا منحدرين من منطقة الشرق الأوسط، وإمّا من مناطق آسيا كالروهينجا من أراكان في بورما أو من بنغلادش أو سيريلانكا أو غيرها من البلدان الآسيوية التي يُضطهد فيها المسلمون.

ومن لم يمت منهم غرقًا في مياه البحار فإنّه يعيش في معسكرات بائسة للاجئين في الجزر اليونانية أو الإيطالية، أو يوضع في مراكز احتجاز مكتظة في إندونيسيا لفترات طويلة.

تُرى فماذا فعلت الدول التي تشردوا منها أو الدول الغربية للتقليل من هذه الظاهرة التي تندى لها جباه البشرية؟

إنّ الدول في البلاد العربية والإسلامية لا تُعير لوجود هذه المشكلة أي اهتمام، بل إنّها تُساهم في التخلص من مجاميع بشرية كبيرة بدفعهم للموت في البر أو في البحر لتتخلص منهم وكأنّهم ليسوا برعاياها.

وهذا أمر طبيعي في دول ذات أنظمة حكم جبرية قمعية إجرامية، وأمّا الدول الغربية الحاقدة على الإسلام والمسلمين، فتعقد الاجتماعات والمؤتمرات لمعالجة هذه الظاهرة التي تؤرقها، محاولةً التخلص منها بأقل الخسائر، وقد اتفقت الدول الأوروبية في اجتماعاتها الأخيرة على مراقبة السواحل الليبية بالسفن والطائرات الحربية، وتدمير كل القوارب التي تُستخدم في حمل المهاجرين، واعتقال ومحاربة جميع من يُساعد في أعمال التهريب منتهكة سيادة ليبيا وكأنّها غير موجودة، وتسعى الدول الأوروبية كذلك لمساعدة الليبيين المتصارعين في إقامة حكومة موحدة تابعة للدول الأوروبية لكي تُساعد الأوروبيين في محاربة هذه الظاهرة المزعجة لهم.

هذه هي الحلول الموجودة لديهم، وهي نوع جديد من أنواع القتل (الرحيم!) بحجة المحافظة على مصالحهم، وجعلهم جزءًا من أفنيتهم الخارجية.

إنّ الحل الوحيد لهذه المشكلة - ولكل مشاكل المسلمين - يكمن في إقامة دولة رعاية حقيقية تحرص على إيجاد حياة كريمة للمسلمين، وتُوفر لهم كل أسباب الراحة والحياة العزيزة، فترعى شؤونهم وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، وبذلك تنقلهم إلى مستوًى حياتي عالٍ بنقلة نوعية تتناسب مع حياة أمةٍ يُفترض أن تكون خير أمةٍ أخرجت للناس.

ليست هناك تعليقات: