الاثنين، 5 مايو 2014

بلير يحرض الغرب على مواصلة حربه الصليبية ضد الاسلام




بلير يحرض الغرب على مواصلة حربه الصليبية على الإسلام

خبر وتعليق

الخبر:

 تحت عنوان: ((أسباب أهمية الشرق الأوسط)) ألقى طوني بلير مبعوث الرباعية الدولية ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق خطاباً صليبياً بامتياز حرّض فيه الغرب على الإسلام فقال: "إن ما يحدث في الشرق الأوسط حالياً يشكل أكبر تهديد للأمن العالمي في بداية القرن ألـ 21"، وأضاف أن: "الإقليم بما فيه الدول خارج الحدود التقليدية للمنطقة –باكستان وأفغانستان شرقاً وأفريقيا غرباً- تشهد اضطرابات من دون نهاية منظورة، وهناك عدد من النهايات المحتملة من المتفائلة جزئياً إلى الكارثية"، وتابع خطابه الذي ألقاه في مقر (بلومبرغ) وسط لندن في 23/4/2014 فقال: "إن جذور الأزمة في الشرق الأوسط تنبع من نظرة متطرفة ومسيسة للإسلام أيديولوجية تشوه وتحور رسالة الإسلام الحقيقية، وإن التهديد من هذا التفكير الراديكالي للإسلام لا يتراجع، بل ينمو وينتشر حول العالم وهو يزعزع المجتمعات والدول"
وأبدى بلير مخاوفه من تراجع الحرب العالمية ضد الإسلام وحدّد أربعة أسباب تقتضي عدم التراجع حسب رأيه وهي:
1) وجود الجزء الأكبر من مصادر الطاقة والتي يحتاج إليها العالم.
2) جغرافية المنطقة التي تقع على شرفة أوروبا وحدود الاتحاد الأوروبي على ساحل المشرق وعدم الاستقرار هناك يؤثر على أوروبا.
3) وجود الكيان اليهودي في داخل الإقليم وتحالفه مع أمريكا وشراكته مع الدول الرائدة في أوروبا.
4) عداوة العالم الإسلامي للغرب.
ثم أوضح بلير: "يجب أن ننحي الخلافات مع روسيا والصين جانباً لنتفرغ لمواجهة خطر انتشار التطرف الإسلامي الذي يهدد المجتمعات بأسرها ويقوض فرص التعايش السلمي في حقبة العولمة"، ورأي بلير: "أن مهمة إلحاق الهزيمة بالفكر المتشدد يجب أن تتصدر الاهتمام الدولي وأن ذلك يشمل روسيا والصين اللتان تشتركان في الرغبة نفسها مع أمريكا وأوروبا".

التعليق:

 ليس غريباً أن نسمع تصريحات حاقدة صادرة عن قادة كبار في دول الغرب، لكن الغريب أن لا أحد من قادة البلدان العربية والإسلامية استنكرت تلك التصريحات بالرغم من أنها صريحة في معاداة جميع شعوب العالم الإسلامي وليس مجرد معاداة طائفة منها.
فبلير يتعامل مع المسلمين كوحدة واحدة بينما حكام المسلمين يتعاملون مع غيرهم في نطاق الحدود الضيقة التي رسمها المستعمر.
بلير يصب جام غضبه على تسييس الإسلام ويزعم أنه يملك التفسير الصحيح له وهو الإسلام المنبطح للغرب الذي لا دخل له في الحياة.
بلير يعتبر معاداة العالم الإسلامي للغرب مسألة بديهية وهو صادق في هذه النقطة فهو لم يستثن أحداً، بينما لا أحد من رويبضات المسلمين ناقش مع هذه المسألة.
فكأن خطاب بلير الخطير هذا والمشحون بالكراهية للعالم الإسلامي لم يسمع به أحد من حكام المسلمين، وكأنهم يعلمون أن مثل هذه الخطابات لا تهمهم فالذي يهتمون به فقط هو تثبيت عروشهم وقمع شعوبهم واستمرار موالاة اعداء امتهم.
بلير يحرض روسيا والصين على الإسلام ويذكرهم بأن عدوهم المشترك واحد وأن عليهم الاتحاد لمواجهته.
بلير يدّعي أن الفكر الإسلامي يعمل على تقويض جميع الأنظمة الحاكمة في العالم وهو صادق في ادعائه هذا لذلك فهو يحرض جميع دول العالم على معاداة هذا الفكر ويعتبر أن العولمة الرأسمالية هي البديل الذي تم تسويقه على جميع شعوب العالم.
ان الهدف الأسمى لبلير الذي يُروج له من خلال خطابه هذا هو النجاح في إلحاق الهزيمة بالفكر الإسلامي لكنه هو نفسه أثبت أن هذا الفكر ما زال ينتشر ويتمدد في كل مكان بالرغم من حرب العالم ضده.
إن الفكر الإسلامي الذي أسماه بلير بالمتطرف هو في الحقيقة البديل الحقيقي للفكر الرأسمالي الديمقراطي الذي أثبت إفلاسه وعجزه عن معالجة مشاكل الشعوب.


ليست هناك تعليقات: