خبر وتعليق
الدول الأفريقية التابعة لفرنسا وبريطانيا وأمريكا تُعلن الحرب على جماعة بوكو حرام الإسلامية
|
الخبر: برعاية فرنسية بريطانية أمريكية تم عقد اجتماع في باريس حضره زعماء دول من غرب إفريقيا وهي نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين لوضع خطة شاملة لمحاربة جماعة بوكو حرام الإسلامية تتضمن تبادل المعلومات وتنسيق العمل فيما بينها لمراقبة الحدود ومنع تهريب السلاح. وبحسب الخطة الموضوعة تم الترتيب لاجتماع في المستقبل القريب لرؤساء أجهزة المخابرات في هذه الدول ولقادة الجيوش فيها لوضع استراتيجية إقليمية لمحاربة ما سمّوه بالإرهاب. وتحدث الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع: "لم تعد بوكو حرام جماعة إرهابية محلية إنها تعمل بشكل واضح كتنظيم تابع للقاعدة..
إنها جناح للقاعدة في غرب أفريقيا"، وأضاف "أوضحنا التزامنا بنهج إقليمي، لن نتمكن من سحق هؤلاء الإرهابيين بدون توحد دول غرب أفريقيا".
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الذي دعا لعقد الاجتماع: "التهديد جاد وخطير للمنطقة ولأفريقيا وأوروبا". وأمّا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج فقال قبل بدء اجتماع باريس: "إن الجيش النيجيري ليس منظما على نحو يساعد في التعامل بفاعلية مع هذه الجماعة" وعرض إرسال مستشارين للمساعدة في إعادة هيكلته. ودعا الرئيس التشادي إدريس ديبي "هناك تصميم على التعامل مع هذا الوضع مباشرة... شن حرب وحرب شاملة على بوكو حرام".
التعليق:
بالرغم من تنافسها الحاد على الاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من الكعكة الأفريقية الدسمة، وبالرغم من دخولها في صراع يكاد يكون مكشوفاً في بعض الأحيان على مناطق نفوذها في القارة الأفريقية، إلا أنّ أي خطر إسلامي جاد يظهر في مناطق نفوذ أي من الدول الاستعمارية الأوروبية التقليدية (فرنسا وبريطانيا) وأمريكا يجعلها تتفق على محاربته بلا هوادة منحيةً الصراع فيما بينها جانباً. فجماعة بوكو حرام تعمل في نيجيريا كبرى دول القارة الأفريقية التابعة تقليدياُ لبريطانيا، والتي تُزاحمها أمريكا السيطرة عليها، بل وتُصارعها فيها، بينما تسيطر فرنسا على كل من تشاد التي تُزاحمها أمريكا عليها منذ مدة طويلة، وعلى النيجر وبنين، فيما تتقاسم فرنسا وبريطانيا السيطرة والنفوذ على دولة الكاميرون التي كانت منقسمة في الأصل إلى مستعمرتين إحداهما فرنسية والأخرى بريطانية ثم اتحدتا في دولة اتحادية بتنسيق من الدولتين المستعمرتين. إنّ تكالب الدول الاستعمارية على ثروات الدول الأفريقية وإبقائها تحت نفوذها الفعلي بعد مرور أكثر من نصف قرن على منحها الاستقلال الشكلي يجعلها تخشى من أي خطر يُهدد ذلك النفوذ ولو من جماعة صغيرة تخرج عن سيطرتها. فتهافت الدول الاستعمارية، وتجميعها لقادة مستعمراتها في باريس، ورسم الخطط المشتركة الطارئة لمحاربة بوكو حرام بكل ما تملك من الإمكانات المتاحة لهو دليل حقيقي على خوف هذه الدول على مناطق نفوذها من خطر هذه الجماعة الصغيرة. إنّ ضعف بُنية الدول الأفريقية، وهُزال جيوشها وقواها الأمنية، هو الذي أخاف عليها الدول الاستعمارية من جماعة بوكو حرام التي بدأت تُضاعف من قوتها بشكل ملحوظ، وباتت تُشكل خطراً حقيقياً على استقرار هذه الدول التي تتصف أصلاً بهشاشة تكوينها وخفة بُنيانها. لذلك لم يكن غريباً أن تُنَحّي الدول الاستعمارية خلافاتها في مستعمراتها الأفريقية جانباً وأن تتفق على التنسيق بين عملائها لمحاربة ذلك الخطر الإسلامي المتعاظم في المنطقة. فالمسألة باختصار ليست مسألة استيقاظ ضميرها (الميت) بشكل مفاجئ، وإظهارها الاهتمام بتحرير فتيات مختطفات، وإنّما المسألة تكمن في خوف هذه الدول الحقيقي على مناطق نفوذها في مستعمراتها الأصلية من الضياع. |
بلير يحرض الغرب على مواصلة حربه الصليبية على الإسلام
خبر وتعليق
الخبر:
تحت عنوان: ((أسباب أهمية الشرق الأوسط)) ألقى طوني بلير مبعوث الرباعية الدولية ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق خطاباً صليبياً بامتياز حرّض فيه الغرب على الإسلام فقال: "إن ما يحدث في الشرق الأوسط حالياً يشكل أكبر تهديد للأمن العالمي في بداية القرن ألـ 21"، وأضاف أن: "الإقليم بما فيه الدول خارج الحدود التقليدية للمنطقة –باكستان وأفغانستان شرقاً وأفريقيا غرباً- تشهد اضطرابات من دون نهاية منظورة، وهناك عدد من النهايات المحتملة من المتفائلة جزئياً إلى الكارثية"، وتابع خطابه الذي ألقاه في مقر (بلومبرغ) وسط لندن في 23/4/2014 فقال: "إن جذور الأزمة في الشرق الأوسط تنبع من نظرة متطرفة ومسيسة للإسلام أيديولوجية تشوه وتحور رسالة الإسلام الحقيقية، وإن التهديد من هذا التفكير الراديكالي للإسلام لا يتراجع، بل ينمو وينتشر حول العالم وهو يزعزع المجتمعات والدول"
وأبدى بلير مخاوفه من تراجع الحرب العالمية ضد الإسلام وحدّد أربعة أسباب تقتضي عدم التراجع حسب رأيه وهي:
1) وجود الجزء الأكبر من مصادر الطاقة والتي يحتاج إليها العالم.
2) جغرافية المنطقة التي تقع على شرفة أوروبا وحدود الاتحاد الأوروبي على ساحل المشرق وعدم الاستقرار هناك يؤثر على أوروبا.
3) وجود الكيان اليهودي في داخل الإقليم وتحالفه مع أمريكا وشراكته مع الدول الرائدة في أوروبا.
4) عداوة العالم الإسلامي للغرب.
ثم أوضح بلير: "يجب أن ننحي الخلافات مع روسيا والصين جانباً لنتفرغ لمواجهة خطر انتشار التطرف الإسلامي الذي يهدد المجتمعات بأسرها ويقوض فرص التعايش السلمي في حقبة العولمة"، ورأي بلير: "أن مهمة إلحاق الهزيمة بالفكر المتشدد يجب أن تتصدر الاهتمام الدولي وأن ذلك يشمل روسيا والصين اللتان تشتركان في الرغبة نفسها مع أمريكا وأوروبا".
التعليق:
ليس غريباً أن نسمع تصريحات حاقدة صادرة عن قادة كبار في دول الغرب، لكن الغريب أن لا أحد من قادة البلدان العربية والإسلامية استنكرت تلك التصريحات بالرغم من أنها صريحة في معاداة جميع شعوب العالم الإسلامي وليس مجرد معاداة طائفة منها.
فبلير يتعامل مع المسلمين كوحدة واحدة بينما حكام المسلمين يتعاملون مع غيرهم في نطاق الحدود الضيقة التي رسمها المستعمر.
بلير يصب جام غضبه على تسييس الإسلام ويزعم أنه يملك التفسير الصحيح له وهو الإسلام المنبطح للغرب الذي لا دخل له في الحياة.
بلير يعتبر معاداة العالم الإسلامي للغرب مسألة بديهية وهو صادق في هذه النقطة فهو لم يستثن أحداً، بينما لا أحد من رويبضات المسلمين ناقش مع هذه المسألة.
فكأن خطاب بلير الخطير هذا والمشحون بالكراهية للعالم الإسلامي لم يسمع به أحد من حكام المسلمين، وكأنهم يعلمون أن مثل هذه الخطابات لا تهمهم فالذي يهتمون به فقط هو تثبيت عروشهم وقمع شعوبهم واستمرار موالاة اعداء امتهم.
بلير يحرض روسيا والصين على الإسلام ويذكرهم بأن عدوهم المشترك واحد وأن عليهم الاتحاد لمواجهته.
بلير يدّعي أن الفكر الإسلامي يعمل على تقويض جميع الأنظمة الحاكمة في العالم وهو صادق في ادعائه هذا لذلك فهو يحرض جميع دول العالم على معاداة هذا الفكر ويعتبر أن العولمة الرأسمالية هي البديل الذي تم تسويقه على جميع شعوب العالم.
ان الهدف الأسمى لبلير الذي يُروج له من خلال خطابه هذا هو النجاح في إلحاق الهزيمة بالفكر الإسلامي لكنه هو نفسه أثبت أن هذا الفكر ما زال ينتشر ويتمدد في كل مكان بالرغم من حرب العالم ضده.
إن الفكر الإسلامي الذي أسماه بلير بالمتطرف هو في الحقيقة البديل الحقيقي للفكر الرأسمالي الديمقراطي الذي أثبت إفلاسه وعجزه عن معالجة مشاكل الشعوب.