الأحد، 16 يونيو 2019

أمريكا تنشر الاف الجنود الجدد في أربع دول عربية بحجة مُحاربة ( الارهاب )


أمريكا تنشر آلاف الجنود الجُدد في أربع دول عربية بحجة محاربة (الإرهاب)




الخبر:

أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكونغرس بغرفتيه (النواب والشيوخ) نشر عدد من العسكريين الأمريكيين في أربع دول عربية وهي: سوريا ولبنان والأردن واليمن بحجة محاربة التنظيمات (الإرهابية) وهما تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة وذلك بحسب ما جاء في الخبر.

ففي سوريا سوف تتعاون القوات الأمريكية التي سيتم نشرها مع القوات الكردية للاستمرار في محاربة التنظيمات (الإرهابية)، وفي لبنان سيتم نشر 60 عسكرياً أمريكياً بطلب من الحكومة اللبنانية لتعزيز قدراتها في مُكافحة (الإرهاب)، وفي الأردن سيتم نشر 2900 عسكرياً أمريكياً بطلب من الحكومة الأردنية لدعم عمليات هزيمة تنظيم الدولة، وتعزيز أمن الأردن والاستقرار الإقليمي، وفي اليمن سيتم نشر عسكريين إضافيين لمحاربة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

التعليق:

في الوقت الذي تدّعي فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمها على سحب قواتها من المنطقة عموماً، ومن سوريا على وجه الخصوص، يأتي هذا القرار الجديد ليُناقض القرار الأمريكي السابق، ولِيُثبت كذب ادعاء أمريكا بخروج جنودها من سوريا ومن المنطقة، وهو ما يعني أنّ مصالح أمريكا الاستعمارية هي التي تُملي على الإدارة الأمريكية النهج السياسي الذي تتبعه، حتى لو كانت الإدارة الأمريكية تُريد عكس ذلك.

ثمّ إنّ إدارة ترامب كانت قد ادّعت سابقاً أنّه تمّ القضاء على وجود تنظيم الدولة، ولم يعد هناك ثمة حاجة لاستمرار الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، فما الذي تغيّر إذا؟

يبدو أنّ أمريكا أدركت أنّ عملاءها ووكلاءها في سوريا باتوا عاجزين عن تنفيذ أجندتها بمفردهم، لذلك وجب استمرار وجود قواتها في سوريا، فالأمر يتطلّب قيامها بالإشراف بنفسها على ترتيب الأوضاع في سوريا وفقاً لأجندتها، ولا تركن إلى غيرها فقط كروسيا وتركيا وإيران بالقيام بهذا الدور البالغ الحساسية.

لقد ثبت أنّ الأنظمة القائمة في المنطقة أنظمة هشة وغير قادرة على الاعتماد على نفسها، لذلك نجد أنّ أمريكا تقوم بالإعلان عن نشر قوات إضافية فيها بدون مُقدّمات، وكان المهم في القرار الأمريكي هو إقناع الإدارة للكونغرس وليس إقناعها للدول التي تمّ نشر القوات فيها، فالكونغرس أشدّ اعتراضاً من تلك الأنظمة المُهترئة على نشر القوات الأمريكية في تلك الدول.

ثمّ لماذا تنشر أمريكا جنوداً في لبنان؟ وهو الذي يُهيمن عليه حزب إيران، فلماذا إذاً لم تعترض إيران وحزبها على هذا الانتشار؟ ألا يدل ذلك على أنّ السياسة الإيرانية تابعة للسياسة الأمريكية؟

ولماذا تنشر أمريكا قواتها في الأردن؟ أليس في ذلك دليل على انبطاح الأردن لأمريكا؟ وأين هم الذين انبروا في الفترة الأخيرة يُدافعون عن سياسة الأردن ويصفونها بأنّها تقف ضد المُخطّطات الأمريكية؟ فهل هناك دليل أوضح من ذلك على عمالة النظام في الأردن للغرب وتبعيته للاستعمار؟

وكذلك نشر القوات الأمريكية في اليمن وتنسيق تلك القوات مع السعودية ودول الخليج، فهو أمر يُعرّي هذه الدول ويفضحها، وهذا كله يدل على تبعية جميع هذه الأنظمة تبعية مُطلقة لأعداء الأمّة.

إنّ لبنان الذي يحتاج لستين جندياً أمريكياً لتعزيز قدراته في مُحاربة ما يُسمّى (بالإرهاب) لا يستحق أن يكون دولة، وإنّ النظام الأردني الذي يحتاج إلى قرابة الثلاثة آلاف جندي أمريكي لتعزيز أمنه واستقراره لا يستحق هو الآخر أنْ يكون دولة، وكذا الأمر في سوريا واليمن.
إنّ هذه الدول التي صنعها الاستعمار لا تملك الصمود والبقاء بعد سبعين سنة من نيل الاستقلال الشكلي إلا بنشر مئات أو آلاف من الجنود الأمريكيين فيها، لهي دول فاشلة ولا تستحق الوجود.

ليست هناك تعليقات: