الأحد، 17 يونيو 2018

أمريكا تفتح النار على أوروبا في قمة الدول السبع الصناعية




أمريكا تفتح النار على أوروبا في قمة الدول السبع الصناعية





الخبر:

أصرّ ترامب في قمة الدول السبع الصناعية الكبرى التي عُقدت مؤخراً في كندا على المُضيّ قُدُماً في فرض الرسوم الجمركية على منتجات الصلب والفولاذ الأوروبية والكندية، ولمّح إلى وضع صناعة السيارات الألمانية نُصب عينيه، وأنّها ستكون هدفه القادم، لأنّه يرى أنّ: "أمريكا تستورد السيارات الألمانية بأعداد تزيد عن المقبول"، حسب تقديره.
وردّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالقول: "سيكون علينا أن نفكر في ما يتعين علينا القيام به، آمل أن نعمل معا كما فعلنا حتى الآن".
وكان موقع إكسيوس الأمريكي قد ذكر يوم الاثنين الماضي 11/06/2018 أنّ ترامب قال لماكرون في نهاية نيسان/أبريل الماضي في واشنطن: "إن الاتحاد الأوروبي أسوأ من الصين في المجال التجاري".
وحاول الرئيس الفرنسي تلطيف أجواء القمّة باستخدام آخر ورقة يملكها، وهي ورقة الصداقة الشخصية بينهما في محاولة منه لثني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره بفرض الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية، لكن محاولته كانت دون جدوى وذهبت أدراج الرياح، وقال الخبير السياسي الفرنسي دومينيك مويزي لصحيفة لو باريزيان: "من الواضح أن ماكرون لم يأل جهدا تجاه ترامب لكن دون جدوى".

التعليق:

لقد عاد الأوروبيون من قمة الدول الصناعية السبع في كندا وهم يشعرون بالمهانة من مواقف ترامب الذي أظهر فيها تصميماً غير عادي على المُضيّ قدما في خططه في فرض الرسوم الجمركية على البضائع الأوروبية، ومن دون أن يُعير الزعماء الأوروبيين أي احترام.
فترامب كان قد تفاهم مع الصين على تعديل الميزان التجاري لصالح أمريكا، ومن ثمّ تفرّغ للأوروبيين، فأعلن الحرب التجارية عليهم، ولم يأبه للعلاقات التاريخية معهم باعتبارهم حلفاء وشركاء.
وهذه ثالث ضربة يُوجّهها ترامب للأوروبيين منذ تسلمه منصبه، فكانت الأولى انسحاب أمريكا من اتفاقية باريس بشأن المناخ، وأمّا الثانية فكانت انسحاب أمريكا من اتفاق 5 + 1 المُتعلّق ببرنامج إيران النووي، وجاءت ثالثة الاثافي المُتعلقة بالتجارة الحرة، ووضع سياسات حمائية تضر بمصالح الأوروبيين.
ولم يصدر عن الأوروبيين أي ردّ حتى الآن سوى تصريحات جوفاء، ومواقف هزيلة لمواجهة هذه الحرب التجارية الضروس التي يشنّها ترامب عليهم.
فترامب يتعامل مع الصين وروسيا العدوتين التقليديتين لأمريكا بطريقة أفضل ممّا يتعامل مع الأوروبيين، فهو أرسل وفوداً تجارية إلى الصين أبرمت صفقات بين البلدين من وراء ظهر أوروبا، وطلب من الأوروبيين في قمة السبع الكبار إدخال روسيا إلى مُنتدى الدول الصناعية الكبرى لإفساد تكتلهم بدولةٍ ليست من منظومتهم، فرفض الأوروبيون.
فإذا كانت أمريكا تتعامل مع حلفائها بهذه الطريقة الوقحة والتي تتسم بالأنانية والنفعية فكيف يكون الحال في تعاملها مع الدول العميلة والتابعة؟!
إنّ دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة قريبا إن شاء الله هي وحدها القادرة على تحدي أمريكا ووضع حدٍ لغطرستها وغرورها، وهي المؤهلة للعب دور الدولة العالمية المنقذة للبشرية من فساد النظام الرأسمالي الاستعماري الذي أفقر البلاد والعباد، والذي جعل حفنة ضئيلة من الناس لا تزيد نسبتها عن 5% تتحكم بمقدرات وموارد 95% من البشر.

ليست هناك تعليقات: