الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

الغنوشي يحرف الكلم عن مواضعه

                                                                               خبر وتعليق
                                                                الغنوشي يُحرّف الكلم عن مواضعه
الخبر: 
في مؤتمر حوارات المتوسط في روما الذي عُقد برعاية الخارجية الايطالية وبحضور أكثر من خمسين وزير خارجية ما بين ٨/١٢  و١٠/١٢ من الشهر الجاري تحدّث رئيس حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي عن موقفه في عديد من القضايا فقال: " ان الارهاب والتطرف لا مكان لهما في الاسلام الاصيل" وزعم أنّ " التفسير المدمر للاسلام لا يمكن أن أن يُهزم إلا من خلال الأفكار الديمقراطية والحرية" وأضاف " التحدي الآن هو جعل الإسلام قوة معتدلة قائمة على التسامح لهذا السبب يجب علينا محاربة التطرف وأعني هنا التفسير غير الصحيح للإسلام، فمفهوم الجهاد يُمكن أن يُفسر بشكلٍ مختلف، والمتطرفين يرون أنها المعركة ضد غير المسلمين، ولكن هذا ليس صحيحاً" وقال بأنّ:" الاسلام طوال تاريخه قد اعترف بحرية العقيدة" وادًّعى أنّ الحضارة الاسلامية في العراق أو دمشق كانت تقوم على أساس تعددية الأديان التي كانت دائماً مكفولة".
التعليق:
إنّه لمن المثير للغرابة أن يتحدّث شخص كالغنوشي الذي يُعتبر رئيساً لحركةٍ إسلامية عن الإسلام بهذا المنطق المُعادي للفكر الإسلامي، وكأنّه شخص لا ينتمي إلى أمة الاسلام، فهو يتحدث من منطلق الفكر الغربي الديمقراطي الذي يُناقض الإسلام في قواعده وأصوله، يتحدث كمستشرق حاقد كل همه الطعن بأحكام وأفكار الإسلام، فقوله مثلاً  إنّ التفسير المدمر للاسلام لا يهزم الا من خلال الأفكار الديمقراطية والحرية على حد زعمه، يحصر مقياس الافكار الصحيح بميزان المفاهيم الغربية المناقضة لمفاهيم الاسلام،  فيجعل من الديمقراطية التي تجعل التشريع للبشر وليس لله هي الأساس والمقياس عنده،  وليس العقيدة الاسلامية التي لم يأتي على ذكرها، ثمّ إنّ قوله بأنّ الحضارة الاسلامية تقوم على أساس تعددية الأديان فهو كذب وتزوير للتاريخ، فالحضارة الاسلامية هي مفاهيم اسلامية منبثقة عن العقيدة الاسلامية، ومقياسها الحلال والحرام ولا مكان للحرية فيها لا من قريب ولا بعيد، فأي تلفيق هذا الذي يقوم به الغنوشي ليسترضي زعماء الكفر في مؤتمراتهم.
والأنكى من ذلك كله أنّ الغنوشي يُفسّر الجهاد تفسيراً عجيباً غريباً يسترضي فيه الكفار، فيدعي أنّ تفسير الجهاد بأنّه ضد غير المسلمين ليس صحيحاً، فهو أولاً لم يستخدم كلمة الكفار حرصاً على مشاعر الحضور الكفار، وثانياً ينفى أن يكون هناك جهاد ضد غير المسلمين، وكأنّه لم يقرأ عشرات النصوص القطعية عن الجهاد ضد الكفار في الكتاب والسنة، أو على الأصح فهو قرأها لكنه لم يجرؤ على ذكرها، فأي تحريف وتلبيس للمفاهيم هذا الذي يفعله الغنوشي؟ وأين هم رجال حركته الإسلامية من هذا الشطط في تناوله للفكر الإسلامي وكأنّه فرع من الفكر الديمقراطي الكافر؟ 
إنّه لعارٌ على الحركة الإسلامية أنْ ينتسب مثل هذا الرجل  إليها، وقد حان الأوان لوضع حدٍ لافتراءاته المُتكررة على الإسلام، وتزلفه للعلمانيين بشكلٍ لم يعُد يُحتمل أو يُطاق.
 

ليست هناك تعليقات: