هذه مدونة سياسية خاصة غير متأثرة بأي وجهة نظر سياسية حكومية ولا محسوبة على أية جهة رسمية. والمواد السياسية المنشورة فيها متجددة متنوعة تتضمن عناوين إخبارية وتعليقات سياسية وأبحاث سياسية ومواد أخرى.أرحب بجميع المشاركات والتعقيبات والاستفسارات ذات الصلة.
السبت، 27 أغسطس 2016
الجمعة، 26 أغسطس 2016
الاثنين، 15 أغسطس 2016
التقارب التركي الإيراني مؤامرة جديدة ضد ثورة الشام
التقارب التركي الإيراني مؤامرة جديدة ضد ثورة الشام
الخبر:
في مؤتمر صحفي عُقد يوم الجمعة 2016/8/12 في العاصمة التركية أنقرة، بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الإيراني جواد ظريف تحدّث أوغلو فقال: "إنّ أمن واستقرار إيران من أمن واستقرار تركيا"، ووجه جاويش أوغلو، الشكر إلى إيران "حكومة وشعبا على وقوفها إلى جانب تركيا ضد محاولة الانقلاب الفاشلة، وقال جاويش أوغلو إنه ونظيره الإيراني: "لم يناما طوال الليلة التي شهدت محاولة الانقلاب"، وإن ظريف اتصل به في تلك الليلة "من 4 إلى 5 مرات ليطمئن على الأوضاع في تركيا، كما اتصل به للسبب ذاته عدة مرات في اليوم التالي لمحاولة الانقلاب. وأوضح جاويش أوغلو أنه أجرى مع ظريف تقييماً للقضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التعاون في مجال الطاقة، والسياحة، كما شمل التقييم القضايا السياسية في المنطقة، وقال: "تشاطرنا مع الجانب الإيراني مرة أخرى أفكارنا حول سوريا". وسنعمل خلال المرحلة المقبلة على تقييم مثل هذه القضايا في إطار تعاون أوثق. وأضاف: "هناك قضايا نتفق فيها، من قبيل وحدة الأراضي السورية. فيما اختلفت وجهات نظرنا حول بعض القضايا الأخرى، دون أن نقطع قنوات الحوار وتبادل الأفكار، خاصة أننا أكّدنا منذ البداية على أهمية الدور البناء لإيران من أجل التوصل إلى حل دائم في سوريا". من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني ظريف: "لدينا أهداف مشتركة مع تركيا في المحاربة المشتركة للإرهاب والتطرف والتفرقة... ولدينا اختلاف في وجهات النظر في بعض القضايا، إلا أن لدينا وجهات نظر مشتركة بشأن وحدة التراب وضرورة التصدي لداعش وجبهة النصرة وسائر الإرهابيين"، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة أنباء (إرنا) الإيرانية الرسمية. وأشاد ظريف الذي زار مقر البرلمان التركي والتقى أيضا الرئيس رجب طيب أردوغان، بمواجهة الأتراك لمحاولة الانقلاب العسكري، قائلا إن: "الشعب التركي صنع مفخرة لشعوب المنطقة بمقاومته أمام الانقلابيين".
التعليق:
لو عدنا قليلاً إلى الوراء وتذكّرنا تصريحات المسؤولين الأتراك المعادية لإيران والمساندة للثورة في سوريا، وتذكّرنا تصريحات تركية أخرى متودّدة للسعودية ومعرّضة بإيران، وقارنّاها بالتصريحات الحالية لأوغلو وظريف والتي تُظهر وكأنّ الدولتين دخلتا في عهدٍ جديد، وفي حلف جديد، لما صدّقنا أنّ هؤلاء السياسيين ممكن أنْ يُغيّروا مواقفهم بمثل هذه السرعة، وأنْ يُبدّلوا أقوالهم كما تُبدّل بعض الزواحف جلودها، فأردوغان الذي كان يُمثّل دور المناصر القوي لثورة الشام بدأ يتنصل من هذا الدور بشكلٍ تدريجي، وأصبح يُهرول إلى روسيا وإلى النظام الإيراني وهما ألدّ خصمين لثورة الشام متودّداً ومطبّعاً ومديراً ظهره للثوار، وكأنّه لا يعرفهم. لكنّ تصريحات أوغلو وظريف هذه التي أكّدت على عمق العلاقة بين النظامين الإقليميين ليست بمستبعدة على السياسيين الواعين لطبيعة الأنظمة العميلة، فهم يُدْركون أنّه عندما يُطلب من مثل هذه الأنظمة التابعة تغيير خطابها السياسي من النقيض إلى النقيض فإنّها تسمع وتُطيع امتثالاً لأولياء نعمتها، وانصياعاً لأوامر أسيادها. فالأمريكان وجدوا أنّ التقارب التركي الإيراني، ومن قبله التقارب التركي الروسي، أمر لا بُدّ منه من أجل مواجهة الثورة السورية التي يتعاظم أمرها، ويستفحل خطرها، وتستعصي على من يرومها، وأنّ إجهاضها والقضاء عليها يحتاج إلى تنسيق أكبر للمواقف التركية والإيرانية، ويتطلّب توحيد جهود الدولتين، وبشكلٍ علني، للعمل على تقويض الثورة بشكلٍ نهائي في سوريا. لكنّ انتصارات حلب الأخيرة قد أثبتت أنّ الثورة التي استطاعت أن تصمد أمام تآمر أمريكا المُتواصل، وقذائف روسيا المميتة، طوال السنوات السابقة، أقوى من أنْ تَطالها مؤامرة الأقزام عليها، وأنّها ستبقى الصخرة الكأداء التي ستتحطّم عليها كل تلك المؤامرات، فهذه ثورة مباركة لا يُمكن تصفيتها، وهي لن تنتهي ولن تتلاشى طالما أنّها تتحرّك بدوافع الإسلام، وحقيقٌ بمثلها أنْ يُثمر ينعها، وأنْ يتمخّض عنها في النهاية دولةٌ إسلامية حقيقية، تحطّ عن كاهل المسلمين ويلات عقودٍ مريرة وسنوات عجاف، ملأتها الهزائم والنكبات والكوارث، وتُعيد لخير أمّةٍ أخرجت للناس، السناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض، وما ذلك على الله بعزيز.
الخميس، 11 أغسطس 2016
معركة حلب وقلب الموازين
معركة حلب وقلب الموازين
تمكّن الثوار في مدينة حلب من كسر الحصار الخانق المضروب على المناطق الشرقية منها منذ قرابة الشهر، وذلك بعد أنْ كان نظام الطاغية بشّار - وبمساعدة من طيران العدو الروسي - قد تمكّن من قطع طريق الكاستيلو، والذي كان طريق الإمدادات الوحيد لتلك المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار منذ أربع سنوات.
فقد خاض الثوار أشرس المعارك مع قوات النظام المجرم، ومع مليشيات إيران في الأيام الأولى من شهر آب/أغسطس الجاري، وتمكّنوا من اجتياح معاقله في حرب مصيرية خاطفة، قلبت كل الموازين المعهودة في الحروب، وأسقطت هيبة النظام، وهيبة داعميه، بعد أن سدّدت له ضربات موجعة في الصميم لم تكن تخطر على باله.
لقد تساقطت قلاع النظام الحصينة في حي الراموسة بمدينة حلب الواحدة تلو الأخرى، وفي زمنٍ قياسي، وأسفر هجوم الثوار الصاعق والمفاجئ على منطقة الكليات العسكرية، والثكنات المنيعة فيها، عن سقوط متسارع لكليات التسليح والمدفعية والبيانات، ولكتيبتي الصواريخ والتعيينات، ولمباني وقاعات الضباط، وأخيراً للكلية الفنية الجوية التي كانت آخر معقل عسكري كبير في الحي سقط بأيدي الثوار، وأدّى الهجوم كذلك إلى قتل المئات من ضباط النظام وجنوده ومرتزقته، كما أدّى إلى هروب جماعي للآلاف من أتباعه، مخلفين وراءهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والدبابات والمركبات والتجهيزات العسكرية المختلفة، حيزت كلها كغنائم ضخمة للثوار تُغنيهم وتكفيهم لخوض معارك عديدة وكبيرة في المستقبل.
إنّ نجاح الثوار هذا في فك الحصار عن ثلاثمائة ألف إنسان في مناطق حلب الشرقية، يُعتبر إنجازاً فريداً هو الأول من نوعه منذ بداية الثورة، وإنّ تمكنهم من السيطرة على أكبر مجمع عسكري للنظام في شمال سوريا والذي يُمثّل أهم حصون النظام العسكرية على الإطلاق في المنطقة، يُعدّ إنجازاً غير مسبوق للثوار، وهو الأول منذ ثلاثة أعوام، خاصّةً وأنّه طالما استُخدم - وعلى مدى السنوات الأربع الماضية - في شنّ الحملات العسكرية العدوانية ضد السكان في جميع المناطق الشمالية من البلاد.
إنّ هذا الانتصار المظفّر لا يُعتبر انتصاراً على النظام وحسب، بل هو انتصار على أمريكا، دولة الإرهاب والإجرام، وهو انتصار على روسيا المجرمة الحاقدة، وعلى إيران وحزبها في لبنان، وعلى مرتزقتها من مليشيات مُتعدّدة، لأنّها كلّها تُشارك النظام بشكلٍ حقيقي في الحرب.
وهذا الانتصار لم يكن ليتحقق لولا توحّد فصائل الثورة في هذه المعركة، وتوكل المقاتلين فيها على الله سبحانه وتعالى، واعتصامهم بحبله وحده، وقطعهم لحبال أمريكا وأتباعها وأشياعها، وانفكاكهم عن تعليمات وشروط الدول الإقليمية التابعة.
إنّ معركة حلب هذه هي معركة لكل سوريا، بل هي معركة لكل المنطقة، ولكل المسلمين، وهي معركة مصيرية ومفصلية، إنّها معركة حياة أو موت، خاضها الثوار بشجاعة واندفاع واقتدار، وحقّقوا فيها انتصارات غير مسبوقة، وتحوّلوا بعدها إلى مهاجِمين بعد أنْ كانوا مُدافِعين، وأصبحوا مُحاصِرين بعد أنْ كانوا مُحاصَرين.
وأمّا من ناحية سياسية فقد أسقطت هذه المعركة كل التفاهمات الأمريكية والروسية، والتي كان من بينها إعطاء الضوء الأخضر للنظام بالسيطرة الكاملة على كل مدينة حلب، وسحق الثورة فيها، وفرض الحلول الاستسلامية على المفاوضين.
لقد كشفت هذه المعركة - ولكل الناس - حقيقة الموقف الأمريكي الخبيث والصامت من العدوان الروسي الصارخ على المدينة، وقتلهم بالقنابل السامّة والحارقة، وكشفت كذلك حقيقة الموقف الأوروبي المتواطئ مع الموقف الأمريكي، والذي لم يصدر عنه إلا بعض الإدانات الخافتة لرفع العتب، وكشفت أيضاً حقيقة الموقف الأممي المتآمر على أهل حلب، والذي لم يصدر عن أمينه العام حتى مجرد القلق الذي لا يُجيد سوى إبدائه عند وقوع المصائب.
ولإجهاض هذا الانتصار الذي رفع رؤوس المسلمين وأدخل الفرح إلى قلوبهم، فقد بدأ الحديث يكثر عن هدن جديدة، وعن مفاوضات جديدة، بين المعارضة والنظام، وظهرت تسريبات بشأن اتفاق روسي أمريكي يقضي بفرض هدنة شاملة في مدينة حلب خلال الأيام القادمة، بعد أنْ كان الروس قبل هذا الانتصار يُعلنون على الملأ رفضهم لأية هدنة تتعلق بمدينة حلب على وجه الخصوص، وقد قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة الماضي: "علينا أنْ نجري تقييماً بشأن ما إذا كنّا سنتمكّن من الوصول إلى وقف فعلي للأعمال العدائية أم لا".
إنّ على الثوار والفصائل المقاتلة أنْ لا ينخدعوا هذه المرة بعروض أمريكا وأتباعها كما انخدع كثير منهم بمثلها في السابق، فعليهم أنْ لا يقبلوا بأية هدنة وبأي تفاوض، فكلها مُغريات مُضلّلة تهدف إلى الحفاظ على النظام المُتداعي وفرضه على الثوار، وقبولهم بالهدن من جديد يعني إعطاء النظام جرعة حياة جديدة لإطالة عمره، وقد أثبتت معارك حلب الأخيرة أنّ هذا النظام لم يعد يقوى على تحمّل ضربات الثوار، وأنّه بلغ من الهشاشة مبلغاً جعله يفقد أعظم تحصيناته من دون أدنى مُقاومة، وأنّ مظاهر الإعياء والإرهاق والإجهاد قد بانت عليه، وكشفت عن حجم التآكل في بنيته العسكرية والسياسية والاقتصادية، وكشفت كذلك عن مدى الهزال الذي أصاب حلفاءه من المليشيات الطائفية المرتزقة الذين لم يعودوا يُحسنون سوى فنّ الهروب من ميادين القتال.
إنّنا ننصح إخواننا الثوار، وعموم قيادات الفصائل، أنْ يستمروا في توحيد بنادقهم في قتال نظام الطاغية الإجرامي حتى النهاية، وأنْ لا يلتفتوا بشكلٍ قطعي إلى أي حل سياسي مهما كان، وندعوهم لأنْ يتوجهوا بعد انتصارهم الميمون هذا مجتمعين إلى العاصمة دمشق، فيقتلعوا أصل النظام من جذوره، وهم بعون الله على ذلك قادرون، وأنْ يقيموا دولة الإسلام؛ الخلاف الراشدة على منهاج النبوة، على أنقاضه، والتي بها فقط تتحقّق أهداف الأمّة في النصر و النهضة والوحدة والتحرير.
الأربعاء، 10 أغسطس 2016
الأحد، 7 أغسطس 2016
الخميس، 4 أغسطس 2016
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)