الغرب وروسيا يريدون تفجير الصراع بين الثوار في سوريا
في اجتماع ما يسمى بتحالف أصدقاء سوريا الذي انعقد مؤخراً
في لندن تم توزيع رسالة من القوى الغربية الرئيسية إلى أعضاء الائتلاف الوطني
السوري جاء فيها إنه: "لا يمكن أن يُسمح للأسد بالرحيل الآن لأنهم يعتقدون
أن ذلك يترتب عليه الفوضى وسيطرة المتشددين الإسلاميين"، وأن على
المعارضة: "أن تقبل بحصة في إدارة انتقالية مع وجود قوي للعلويين".
وقال أحد أعضاء المعارضة وهو على اتصال بالمسؤولين
الأمريكيين: "إن واشنطن وروسيا يبدو أنهما يعملان جنباً إلى جنب لبحث الصيغة
الانتقالية التي يحتفظ فيها العلويون على دورهم المهيمن في جهاز الجيش والأمن
لتأمين أقليتهم من القصاص وحشد معركة موحدة ضد القاعدة والاصطفاف مع الكتائب
الثورية (المعتدلة)".
ومن جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "إن
الدول الغربية بدأت تدرك أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أفضل من أن يُطيح به
المتشددين الإسلاميين"، وأضاف: "إن الفكرة التي تراود بعض
الزملاء الغربيين هي أن بقاء الأسد في منصبه أقل خطراً على سوريا من استيلاء
الإرهابيين على البلاد" على حد وصفه. وأشار إلى أن: "المكاسب
التي حققها المقاتلون الإسلاميون في ساحة المعارك السورية تسبب تغييراً في الموقف
الغربي بشأن الأسد"، وأشار إلى أن: "المقاتلين الإسلاميين يوسعون
نفوذهم سريعاً ويفرضون على الفور أحكام الشريعة الإسلامية".
فبحسب هذه التصريحات نجد أن الدول الغربية الاستعمارية
الكبرى لا سيما أمريكا وفرنسا وبريطانيا متفقة تماماً مع روسيا على إبعاد
الإسلاميين عن الحكم وعلى رفض حكم الشريعة في سوريا وعلى دمغ كل من يعمل لإقامة
الدولة الإسلامية بالإرهاب.
ووفقاً لتصريحاتهم هذه نجد أنهم باتوا أقرب إلى تثبيت الأسد
ودعمه للبقاء في السلطة بصفته أقدر على منع الإسلاميين من الوصول إليها.
إن هؤلاء الغربيين والروس لا يريدون الخير لسوريا ولا
للمسلمين وإنما يريدون تفجير الصراع بين الثوار وإنهاء الثورة السورية، فمجرد
قولهم إنهم يريدون: "حشد معركة موحدة ضد القاعدة والاصطفاف مع الكتائب
الثورية المعتدلة" فهذا يعني أنهم يريدون نقل المعركة إلى داخل صفوف
الثوار بحيث يتقاتلون فيما بينهم بحجة محاربة القاعدة وبذلك يطيلون من عمر نظام
بشار الأسد.
ثم إن إصرارهم على إبقاء الطائفية العلوية متحكمة في الجيش
والأجهزة الأمنية يؤكد على نواياهم وينذر بإشعال فتيل الطائفية في سوريا لإشعال
حرب داخلية شعواء في المنطقة لا تبقي ولا تذر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق