تمرير
مخططات أمنية أمريكية مشبوهة على السطة الفلسطينية
كثيرة هي المشاريع والخطط السياسية الامريكية التي يعرضها
المسؤولون الأمريكيين بخصوص القضية الفلسطينية، لكن وبالرغم من سؤ هذه الخطط ومن
انحيازها للجانب ( الاسرائيلي ) فإنّ ( اسرائيل ) ترفضها ولا يُطبق من هذه الخطط
شيئاً، وتبقى مجرد أوهام تبيعها أمريكا للعرب وتلوكها ألسنة السياسيين والصحفيين،
وتستفيد أمريكا منها أنّها تُظهر للمجتمع الدولي أنّها تعمل في المنطقة وتُحرك ما
يُسمى بعجلة السلام المتعثرة فتستحوذ على الأطراف المتفاوضة بتسويق المشاريع
والمبادرات السياسية الوهمية.
وما يُطبق من المشاريع الأمريكية ما كان منها أمنياً فقط،
ولا يُطبق إلا على الجانب الفلسطيني، ويهدف فقط لمحاربة المجاهدين والمخلصين.
وكانت الحكومة الفلسطينية قد أكدت في رام الله أنّ قرار
تأجيل الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين والذي كان من المفترض أن
يتم في نهاية الشهر الماضي قد تأجل لمدة شهر بقرار أمريكي.
وقد أكدت بدورها صحيفة معاريف ( الاسرائيلية ) هذا الخبر،
وقالت بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هو الذي قرّر إرجاء الإفراج عنهم، فقد
أصبحت هي التي تُعقد الأمور وتتلاعب بالفلسطينيين.
ولقد جاء النكوث هذه المرة مفاجئاً، فكان من أمريكا وليس
كما هو المعتاد من ( اسرائيل)، وهو ما يعني أنّ مصيبتنا في الواقع أصبحت مصيبتين،
إحداهما مع العدو الاصلي، والثانية مع الوسيط والراعي الذي تأكد بأنّه لا يقل
عداوة عن العدو الأصلي.
فها هو وزير الخارجية الأمريكي يتردد على المنطقة باستمرار،
ويُكرر زياراته لها ساعياً لفرض تنازلات جديدة على الفلسطينيين والذين هم الطرف
الأضعف في هذه المعادلة، وهم الطرف القابل دائماً لتقديم تنازلات.
ولا شك أنّ خطط
كيري السياسية والأمنية للمنطقة كثيرة، فهو يتحدث في الجوانب السياسية عن المعابر والأغوار، وعن
الدولة والحدود، وعن القدس والمستوطنات، ولكن لا شيئ من خططه السياسية يُنفذ، ولا يُتوقع
أن يُنفذ منها شيئ، بينما عندما يتحدث في الجوانب الأمنية يكون حديثه مُحدداً
ومفصلاً، وتكون طلباته من الجانب الفلسطيني بمثابة أوامر ملزمة للفلسطينيين فقط لا
( للإسرائيليين ) بالطبع، ومن آخر أطروحاته الأمنية وجود مستشارين عسكريين
أمريكيين في الضفة الغربية بهدف إعداد الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية،
وتدريبها على الاسلحة وفقاً للمشروع الأمني الأمريكي.
وآخر خطة لجون كيري
لمكافحة ما يُسمى بالإرهاب الذي يُقصد به بالطبع مقاومة الاحتلال ما هي في الواقع سوى
امتداد واستكمال لخطة الجنرال الأمريكي المشهور دايتون سيئ السمعة، وقد استجابت
السلطة الفلسطينية فوراً لهذا العرض وأعلنت موافقتها عليه من دون تردد.
فالخطط الأمريكية الأمنية تكون دائماً جاهزة للتطبيق على
الفلسطينيين، وتطبيقها مضمون، ويُصاحب تطبيقها غالباً إمّا فرض عقوبات على
الفلسطينيين، أو تلويح بعقوبات ضدهم، فإرجاء إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ضمن
الصفقة المتفق عليها سابقاً إنّما جرى بأمر من كيري نفسه، وهو نوع من إيقاع
العقوبات على الفلسطينيين لإبتزازهم على تقديم المزيد من التنازلات، وإجبارهم على
القبول السريع بالخطط الأمنية الأمريكية المثيرة للجدل.
فأمريكا بصنيعها هذا إنّما تؤكد على حقيقة عداوتها للأمة الإسلامية،
وأنّها أشد عداءً من ( إسرائيل ) نفسها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق