السبت، 15 يوليو 2023

السفارات الأمريكية في بلادنا قواعد امريكية وأوكار تجسس

السفارات الأمريكية في بلادنا قواعد عسكرية وأوكار تجسّس
الخبر:
يقع مجمّع السفارة الأمريكية الجديد في لبنان على بُعد 13 كيلومتراً من وسط العاصمة بيروت، ويبدو وكأنّه مدينة خاصة تتربّع على مساحة 43 فداناً، وهو ما يُعادل ضعفين ونصف المساحة التي يقع عليها البيت الأبيض في عاصمة أمريكا واشنطن، ولتقريب ضخامة المساحة في الذهن فإنّ مساحة المُجّمع يفوق مساحة 21 ملعب كرة القدم.
ويضم المجمّع مباني متعددة الطوابق بنوافذ زجاجية عالية ومناطق ترفيهية وحوض سباحة، وتحيط به المساحات الخضراء، وله إطلالات على العاصمة اللبنانية، وكان رُصد لبنائه منذ سنة 2015 مليار دولار أمريكي.
التعليق:
تتعمّد الإدارة الأمريكية إظهار ضخامة حجم سفاراتها الجديدة في حواضر البلدان العربية لتظهر لشعوب الأمّة مدى حجم وقوة نفوذها في بلاد المسلمين، ولتجعل من ذلك رأياً عاماً مقبولاً لدى عوام الناس يعكس انطباعاً مقصوداً لديهم بضرورة قبول الوجود الأمريكي في بلاد المسلمين بوصفه أمراً واقعاً وحقيقة دائمة لا مجال لتغييرها.
وفعلت أمريكا الشيء نفسه في بغداد بعد احتلالها العراق، فأنشأت سفارتها على مساحة أكثر من مائة فدان، أسمتها المنطقة الخضراء، وهي أكبر بست مرات من مساحة مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، وتمتد على مساحة تُساوي مساحة دولة بحجم دولة الفاتيكان، ويضم مُجمّعها 27 بناية مُحصنّة ضد التفجيرات، وتشمل جميع أنواع المرافق بما فيها أماكن التسوق والترفيه والثكنات العسكرية، ويقطنها أكثر من ألف شخص.
إنّ هذه السفارات الأمريكية الضخمة في بلادنا هي في الواقع مُدن مُتكاملة مُحصّنة، وفيها بُنىً تحتية شاملة تُلبي جميع الاحتياجات العسكرية والاستخباراتية فضلاً عن الاحتياجات المعيشية والترفيهية، فهي بالفعل قواعد عسكرية دائمة وأوكار تجسّس خبيثة.
إنّ وجود مثل هذه السفارات المشبوهة في بيروت وبغداد يدل بالضرورة على عمق نفوذ أمريكا في لبنان والعراق، ويدل من جهة أخرى على عمالة وتبعية حكام هاتين الدولتين لأمريكا.
فبالنسبة للعراق فهو دولة ما زالت تحت الاحتلال الأمريكي حقيقة، وإن أعلن عن خروج القوات الأمريكية منها، وأمّا بالنسبة للبنان فحكامه تابعون لأمريكا حقيقةً لا فرق بين من هم في السلطة مُباشرة، أو من هم يدعمونها من خلف كحزب إيران في لبنان، فكلهم سواء في قبول هذا النفوذ الأمريكي الكبير.
ولو كان هؤلاء صادقين في مُعارضة السياسات الأمريكية لما سمحوا لأمريكا أصلاً ببناء هذه السفارة الضخمة في قلب بيروت، فوجود السفارات الأمريكية الضخمة في هذه العواصم هو دليل قطعي على وجود نفوذ أمريكي ضخم فيها.
ولكن لا تغرّنّكم هذه السفارات الأمريكية الضخمة أيها المسلمون، فلسوف تتحول إلى مُمتلكات خالصة للمسلمين بكل سهولة ويسر، وسيُكنس النفوذ الأمريكي برمته من ديار المسلمين، وسيصبح أثراً بعد عين وذلك عندما تمتلك هذه الأمة زمام قيادتها، وتتخلص من الحكام العملاء الخونة، ومن السياسيين المنافقين الفاسدين، وذلك بعد قيام دولة الإسلام فيها؛ الخلافة الراشدة التي ستقوم حتماً في هذه الديار قريباً بإذنه تعالى.

ليست هناك تعليقات: