إيران تُزايد على مصر والأردن وتفضحهما بسبب صمتهما على جرائم دولة يهود في فلسطين
الخبر:
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: "إنّ واجبنا الإسلامي والإنساني هو الدفاع عن كل المظلومين خاصة الشعب الفلسطيني، وإنّ إيران تنفرد بين الدول في دعم وحماية الشعب الفلسطيني"، وأضاف: "لماذا تصمت الدول المجاورة للكيان الصهيوني، لماذا تحجم دولة كبيرة كمصر من التفوه بأي كلمة، ولماذا يصمت الأردن، وكذلك باقي دول المنطقة، لماذا لا تعترض وتقف بوجه الجرائم الصهيونية؟".
التعليق:
يُزايد الرئيس الإيراني حسن روحاني على الدول العربية المُجاورة لفلسطين المُحتلة، ويفضحها بسبب صمتها على جرائم دولة يهود في فلسطين، ويخص بالذكر مصر والأردن، زاعماً أنّ إيران هي الوحيدة التي تُدافع عن الشعب الفلسطيني بينما يصمت الآخرون!
صحيح أنّ حكام مصر والأردن الذين ذكرهم روحاني مُتخاذلون، ومثلهم حكام سوريا ولبنان الذين تغاضى روحاني عن ذكرهم لأنّهم حلفاء لإيران، وصحيح أنّهم لا يفعلون شيئاً إزاء جرائم دولة يهود المُتواصلة في فلسطين، فهؤلاء جميعاً ليسوا مُتخاذلين وحسب، بل إنّهم مُتآمرون مع كيان يهود على تصفية القضية الفلسطينية، إلا أنّهم ليسوا هم المُتخاذلين الوحيدين، ولا هم المُتآمرين الوحيدين، بل إنّ جميع حكام الدول العربية والدول القائمة في البلاد الإسلامية يشتركون معهم في خذلان أهل فلسطين، وفي التآمر على القضية الفلسطينية بمن فيهم حكام إيران.
فإيران التي دفعت بمرتزقتها بعشرات الآلاف إلى سوريا لتقاتل دفاعاً عن الطاغية بشار الأسد قادرة بلا ريب على إرسال المُقاتلين والمُجاهدين إلى فلسطين، ولكنها لم تفعل، واكتفت بدعم شكلي لبعض المنظمات الفلسطينية لتحقيق بعض الأهداف المشبوهة.
وإيران التي تتفاخر بأن مُقاتليها ومليشياتها تحتل أربع عواصم عربية، أهل هذه العواصم يبغضونها، فلترسل إيران جيوشها إلى فلسطين، ولتدخل إلى بيت المقدس، فتُستقبل حينها من أهلها استقبال الفاتحين المُظفرين لا المُبغَضين.
فالقدس وفلسطين أرض إسلامية واجب تحريرها على كل بلد مسلم يمتلك القدرة على مواجهة كيان يهود، وليس واجب تحريرها يخص أهل فلسطين وحدهم، فإن كانت إيران صادقة في نصرة أهل فلسطين، وفي مُحاربة المُغتصبين لها، فلتتفضل هي ولتقم بنفسها بواجب التحرير، فلو فعلت ذلك - ولن تفعل - فإنّ المسلمين كلهم يقفون إلى جانبها.
لكنّ قادة إيران في الحقيقة لا يختلفون عن نظرائهم في مصر والأردن إلا في المُزايدة وفي إطلاق الشعارات الكاذبة، فلو كانت إيران جادة في قولها إنّها تنفرد في حماية ودعم الشعب الفلسطيني فلتوقف شلال الدم في غزة، ولتضرب دولة يهود بنفسها، فإنّها تستطيع إن هي أرادت أنْ تقصم ظهر كيان يهود في ضربةٍ واحدة، لكنّها لا تريد فعل ذلك، وتكتفي بالتصريحات، والمُزايدات، فهي أصلاً تتبع في سياساتها الأجندة الأمريكية.
فها هي دولة يهود تقصف أسبوعياً المليشيات الإيرانية في سوريا بينما إيران لا ترد وهو الأولى بالنسبة لها، فكيف سترد إذاً في فلسطين وهو خلاف الأولى؟!
والحقيقة أنّ صمت حكام مصر والأردن على جرائم كيان يهود لا يختلف كثيراً عن مُزايدة حكام أيران وضجيجهم الإعلامي على تلك الجرائم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق