بسم الله الرحمن الرحيم
#خبر_وتعليق: ما وراء التقارب التركي المصري؟
كتبه: الأستاذ أحمد الخطواني
===============
(رابط المصدر والاستماع في التعليق الأول)
#الخبر:
قال الرئيس التركي إنّ: "تعاوننا الاقتصادي والدبلوماسي والاستخباراتي مع #مصر متواصل، ولا توجد أي مشكلة في هذا، وإنّ التعاون الاقتصادي مع مصر كان متواصلا خلال الفترة الماضية"، وقال وزير الخارجية التركي: "ستشهد الأيام المقبلة جولة مباحثات جديدة بين #تركيا ومصر على المستويين الاستخباراتي والدبلوماسي"، وأضاف: "إن الاتصالات بين بلاده ومصر بدأت دون أي شروط مسبقة من الجانبين"، وكانت وكالة الأناضول التركية قد نقلت عن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو قوله: "لدينا اتصالات مع مصر على المستوى الاستخباراتي، وعلى مستوى وزارة الخارجية، وبدأت الاتصالات على المستوى الدبلوماسي".
#التعليق:
إنّ هذه التصريحات تبيّن أنّ العلاقات بين الدولتين تشهد تحسّناً على المستويات الاقتصادية والاستخباراتية والدبلوماسية، وأنّ العلاقات الاقتصادية لم تنقطع أصلاً بين الدولتين.
إنّ هذا الكلام يدلّ على أنّ التصعيد بين الدولتين بعد انقلاب #السيسي كان مجرد تنفيس للمشاعر، وأنّ الظروف الآن قد تغيّرت وأصبح من الضروري الإعلان عنها.
وتزامنت هذه التصريحات مع مجموعة مُتغيّرات رُصدت في المنطقة وهي:
1- تغيّر الإدارة الأمريكية حيث إنّ أسلوب إدارة #بايدن في إدارة الأزمات يميل إلى الهدوء وعدم التصعيد كما كان الحال إبّان إدارة #ترامب.
2- توافق مصر وتركيا على رئيس #الحكومة الليبي المنتخب عبد الحميد دبيبة الذي صرّح بأنّه يؤيد اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وحكومة #السراج.
3- قبول مصر بإعادة رسم الحدود البحرية مع تركيا في البحر المتوسط وهو ما يُخالف موقفها السابق المنحاز لليونان والذي كان يحرمها من وجود امتداد بحري لها مع مصر و #ليبيا.
4- دعوة وزير الطاقة في كيان #يهود تركيا للدخول في شراكة استراتيجية مع كيانه في مشروع ميد إيست لأنابيب الغاز في أعماق البحر المتوسط، والذي تقوم الشركات الأمريكية بتنفيذ مُعظمه.
فهذه المُتغيّرات تدل على أنّ #أمريكا هي التي تقف وراء هذا التقارب التركي المصري، لأنّها تريد إنجاح مشروع ميد إيست لمنافسة إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، ومن ثمّ كسر احتكار روسيا في توريد الغاز إلى #أوروبا وذلك بجعل غاز شرق البحر المتوسط الذي تهيمن عليه دولة يهود وتتعاون معها مصر في تسييله ونقله لأوروبا هو المُنافس الحقيقي للغاز الروسي، وهو الأمر الذي لا يكتمل نجاحه بدون إشراك تركيا فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق