محمود عباس يلهث للعودة إلى المفاوضات العبثية مع كيان يهود
الخبر:
ذكرت قناة 13 العبرية أن نوا روثمان حفيدة رئيس وزراء كيان يهود الأسبق إسحاق رابين، وعيساوي فريج من حزب المعسكر الديمقراطي الذي أسسه إيهود باراك التقيا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله مساء يوم الثلاثاء 13/08/2019.
وبحسب القناة فإنّ روثمان وفريج قالا بأنّهما التقيا عباس بدعم من باراك، وأنّ الهدف من اللقاء هو "إعادة قضية الصراع (الإسرائيلي) الفلسطيني إلى جدول الأعمال والواجهة من جديد، خاصةً مع قرب الانتخابات (الإسرائيلية) في منتصف الشهر المقبل".
وقال عباس خلال اللقاء بأن "رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو رفض لقاءه عدة مرات وخاصةً في موسكو"، وأعرب عن أمله في أنْ "تعود الحكومة (الإسرائيلية) التي ستتشكل بعد الانتخابات للمفاوضات".
من جانبها دعت روثمان إلى التفاوض مع عباس ووصفته بأنّه "شريك للسلام يشعر باليأس"، وهاجمت نتنياهو وقالت: "من واجبنا ومسؤوليتنا عدم الشعور باليأس والبحث عن حل سياسي لفتح الباب أمامه، هنا شريك للسلام يشعر باليأس بسبب قلة الحوار والمفاوضات، أحث جميع الأطراف على إعادة القضية السياسية إلى جدول الأعمال دون خوف".
التعليق:
في الوقت الذي يرتكب فيه كيان يهود يوميا جرائم وانتهاكات جديدة في المسجد الأقصى وفي كل فلسطين، ويستمر في التوسع الاستيطاني السرطاني، ويُعامل السلطة الفلسطينية بكل احتقار وازدراء، ويتعامل مع محمود عباس نفسه باعتباره مجرد أجير أمني يُقدّم الخدمات الجاسوسية لكيان يهود مجّاناً، ولا علاقة له بالشأن السياسي، في هذا الوقت بالذات لا يجد عباس من سبيل في العمل السياسي سوى الاستجداء والتوسل واللهاث وراء السياسيين اليهود من الدرجة الثالثة أو العاشرة، مُستنجداً بهم لإعادة اعتباره شريكا سياسياً بعد أنْ قلّلوا من مكانته السياسية، ورفضوا التفاوض معه كزعيم سياسي، وتعاملوا معه كمجرد رئيس للحكم الذاتي يتبع الإدارة المدنية لجيش الاحتلال.
ولقد حاول عباس عدة مرات الاجتماع بنتنياهو لمجرد الاجتماع والتقاط الصور لكنّه عجز عن تحقيق مُراده واعترف بأنّ "نتنياهو رفض لقاءه عدة مرات وخاصةً في موسكو"، وهو ما جعله يتصل بالسياسيين اليهود الأقل شأناً مُتوسلاً إليهم دعمه عند نتنياهو، وعند حكومة كيان يهود للتفاوض معه، وإعادة اعتباره شريكاً لهم، فهو يظهر بهذه المحاولات المنحطة أنّ كل همّه أنْ يبقى شريكاً في المُفاوضات، ولا يهم عنده ماذا سينتج عن عملية التفاوض، وأمّا الذين يتفاوضون معه من السياسيين اليهود فهدفهم استخدامه في أوراقهم الانتخابية للفوز بالانتخابات وليس هدفهم دعمه شخصياً.
فبدلاً من أنْ يهتم محمود عباس بكيفية وقف المصائب اليومية المُتتالية التي تحلّ بأهل فلسطين والتي كان هو سبباً رئيسياً لها نتيجة اتباعه نهج الانبطاح مع كيان يهود نجده يستمر بهذا النهج المُخزي فلا يحيد عنه قيد أنملة.
لقد أيقن أهل فلسطين أنّ سياسات محمود عباس الخيانية هذه هي التي أوردتهم المهالك، وأنّه قد حان الأوان لإسقاط هذه السياسات فعلياً، وإسقاط رموزها، ولقد أدرك غالبيتهم كما أدرك غالبية المسلمين أنّ حلّ قضية فلسطين لا يمكن أنْ يكون بالتوسل واللهاث وراء سراب المُفاوضات العبثية التي لم توصلهم على مدى عقود إلاّ لمزيد من الكوارث والنكبات، لقد أدركوا أنّ حلّ قضية فلسطين لا يكون إلاّ بتحريرها كاملةً من البحر إلى النهر لتعود خالصةً للمسلمين من خلال نهج الإسلام فقط الذي يأبى المُساومة عليها نهائياً، وينظر إليها بوصفها قضية عقائدية قرآنية ولا مكان فيها لنهج المُفاوضات والمُساومات والتنازلات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق