المجلس العسكري في السودان صناعة أمريكية
الخبر:
عقد المجلس العسكري الحاكم في السودان مؤتمراً صحفياً تحدث فيه عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية فقال: "إنّ الجيش غير طامع في السلطة، وإنّ ما تمّ ليس انقلاباً بل استجابة لمطالب الشعب"، وصرّح زين العابدين بأنّ وزير الدفاع عوض بن عوف ومدير المخابرات صلاح قوش، وقادة الأجهزة الأمنية والدفاعية هم قادة التغيير الذي حدث"، ووعد زين العابدين بأنْ تكون الحكومة الجديدة مدنية تماماً، وأنْ لا يتدخل المجلس في عمل الحكومة، ولكنه أوضح أنّ المجلس سيحتفظ بوزارتي الدفاع والداخلية، وقال بأنّه يمكن تقصير الفترة الانتقالية التي حدّدها المجلس بسنتين، وأنْ تُختصر هذه المدة حتى إلى شهر واحد".
التعليق:
إنّ سقوط الرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير لا يعني سقوط نظامه، فرجاله المُخلصون - وهم رجال أمريكا - هم الذين استلموا الحكم، فقائد الانقلاب وهو عوض بن عوف كان الساعد الأيمن للبشير في الجيش والرجل الثاني في نظامه، وهو شريكه في كل قراراته، ومنها الإطاحة بحكومة الصادق المهدي التابعة للإنجليز لحساب أمريكا، وهو الوحيد إلى جانب البشير المُتبقي من ضباط انقلاب العام ١٩٨٩ من الذين ظلوا على قيد الحياة، وهو ابن المؤسسة العسكرية بامتياز فهو وزير الدفاع، ومرشح البشير لرئاسة الحزب الحاكم، وقبل أقل من شهر عيّنه البشير نائباً له.
وأمّا صلاح قوش فهو رجل أمريكا بامتياز، فعيّنه البشير عام ٢٠٠٤ مديراً لجهاز المخابرات، وزار أمريكا في العام ٢٠٠٥، وبقي في منصبه حتى العام ٢٠٠٩، ثمّ عُيّن مستشاراً للشؤون الأمنية، ثم أعفي من منصبه وسجن بسبب خلافات شخصية، واتهم بالمشاركة بمحاولة انقلابية ضد البشير، والتآمر على الدولة، ثمّ أفرج عنه عام ٢٠١٣ وانشغل بعالم المال والأعمال فترة، ثمّ أعيد تعيينه العام الماضي وبشكلٍ مُفاجئ مديراً عاماً لجهاز الأمن والمخابرات السودانية، وكأنّه فرض على البشير فرضاً، ولعب قوش دوراً كبيراً في تعزيز التعاون بين المخابرات الأمريكية وجهاز الأمن السوداني، وفي نيسان ٢٠٠٥ أرسلت أمريكا طائرة خاصة إلى الخرطوم لتقله إلى واشنطن ليقدّم معلومات تفصيلية عن الجهاديين العرب، ولم تنقطع زياراته واتصالاته بالمخابرات الأمريكية رسمياً طوال فترة توليه رئاسة المخابرات، وفي شهر شباط الماضي التقى صلاح قوش رئيس الموساد اليهودي في ألمانيا على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.
هؤلاء هم رجال أمريكا الذين تستخدمهم عند الحاجة وتتخلى عنهم عند انتهاء دورهم، فهل آن أوان التغيير الحقيقي وإسقاط النظام بكل رموزه وأركانه وأجهزته؟
نرجو الله أنْ يُخلصنا من كل هؤلاء العملاء، وأنْ يتنبه الثوار إلى كل ألاعيب قيادات العسكر التابعين لأمريكا، وأن يقيموا دولة الحق على أنقاض دول الباطل والطغيان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق