الاثنين، 15 أكتوبر 2018

تعاون استخباراتي إجباري تركي مع الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية


تعاون استخباراتي إجباري تركي مع الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية



الخبر:
نقل مُراسل الجزيرة في إسطنبول عن مصدر أمني تركي أنّ "المُخابرات التركية زوّدت نظيراتها في دول غربية أخرى مثل بريطانيا وفرنسا بنتائج التحقيق التي تُثبت مقتل جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الجاري".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنّ "أنقرة أبلغت واشنطن أنّ لديها تسجيلات تؤكد قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتقطيع جُثته داخل قنصلية بلاده في إسطنبول".
التعليق:
لا أريد التحدث في هذا التعليق عن حيثيات مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، ولا عن أسباب ودوافع القتل، ولا عن مواقف الدول الكبرى منه، ولا عن مظنّة تواطؤ بعض الدول الإقليمية مع الموقف السعودي في قتله، وإنّما أريد التحدث عن جانب آخر في هذا الموضوع وهو التعاون الأمني الإجباري بين تركيا والدول الغربية الكبرى وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
فالسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: لماذا تقوم الاستخبارات التركية بتزويد أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية بالمعلومات المُتعلقة بمقتل خاشقجي؟
ومعلوم أنّ العلاقات الدبلوماسية الظاهرية بين تركيا وأمريكا في هذه الأيام تشهد توتراً شديداً لأسباب عديدة منها: موضوع القس الأمريكي، ومسألة دعم أمريكا للأكراد المُناوئين لتركيا، وسبب انهيار سعر صرف الليرة التركية وتحميل أمريكا المسؤولية في ذلك، وموضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وقرار أمريكا بقطع التمويل عن الأونروا... وكل هذه الأسباب كفيلة بتردي العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، ولا ينسجم معها وجود تعاون أمني بينهما، فضلاً عن تسليم تركيا لأمريكا تسجيلات تتعلق بمقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول!
فمنطق الأمور بناءً على هذه المُعطيات على الأقل يستلزم عدم قيام تركيا بإطلاع أمريكا على أيّة معلومات استخباراتية، ولكن الدولة التركية لم تكتف بتسليم أمريكا تلك المعلومات، وإنّما سلّمتها أيضاً لبريطانيا وفرنسا، علماً بأنّ علاقاتها سيئة جداً مع فرنسا لكونها تقف موقفاً صلباً وعدائياً ضد تركيا في مسألة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، ولأنّها تتمادى في هجومها على رموز الإسلام، وكذلك علاقاتها مع بريطانيا فإنّها تشوبها الريبة بسبب صلات الأخيرة بالوسط السياسي والعسكري التركي المُعارض لأردوغان ونظام حكمه.
فلماذا إذاً تتعاون تركيا استخباراتياً مع هذه الدول الغربية الاستعمارية الثلاث تحديداً، بينما حليفتها روسيا في سوريا لا يرد لها ذكر في هذا الموضوع؟! ثمّ لماذا أصلاً تتعاون الدولة التركية مع هذه الدول الغربية العدوة للمسلمين ولتركيا؟!
والجواب على هذه التساؤلات يكمن في أنّ مثل هذا التعاون هو مفروض على كل الدول التابعة كجميع الدول العربية، وهو مفروض أيضاً على كل الدول التي تدور في فلك الدول الكبرى كتركيا، ولا تستطيع تركيا كما لا تستطيع جميع الدول التابعة رفض التعاون مع الغرب، لأنّها جميعها دولٌ تخضع للنفوذ الغربي خضوعاً تاماً، فهي ليست دولاً مُستقلة، ولأنّ تركيا على وجه الخصوص هي دولة خاضعة للنفوذ الغربي منذ تأسيسها على يد المُجرم العميل هادم الخلافة مُصطفى كمال وما تزال، وهي محسوبة على الغرب.
فلو كانت تركيا حقاً دولة مُستقلة فلماذا قامت بتزويد الدول الغربية الثلاث الكبرى حصراً بالمعلومات الاستخباراتية، فما الذي يُجبرها على فعل ذلك؟ مع أنّها دول تعتبرها تركيا دولاً مُعادية للأمّة؟
إنّ هذا ليؤكد على أنّ تركيا ما زالت دولة خادمة للغرب، وأنّ ما يصدر عنها من هجوم إعلامي على أمريكا، وعلى الدول الغربية لا يزيد عن كونه مفرقعات إعلامية.

ليست هناك تعليقات: