الجمعة، 16 فبراير 2018

دلالة إعادة تعيين صلاح قوش مديرا لجهاز المخابرات السودانية


دلالة إعادة تعيين صلاح قوش مديرا لجهاز المخابرات السودانية




الخبر:

أصدر الرئيس السوداني حسن البشير مرسوما يقضي بإعادة تعيين صلاح قوش مديرا لجهاز الأمن والمخابرات السودانية (وكالة سونا)، ليعود إلى منصبه السابق وذلك بعد تسع سنوات من إقالته وبعد ست سنوات من سجنه لسبعة أشهر بتهمة المشاركة في محاولة انقلابية فاشلة ضد حكم البشير ثم خروجه من السجن بعفو رئاسي في العام 2013.

التعليق:

إن إعادة تعيين صلاح قوش على رأس المؤسسة الأمنية الأهم في الدولة بعد إقصائه عنها لأسباب غامضة يعني أن الرجل على درجة بالغة الأهمية ولا يمكن الاستغناء عن خدماته في دولة بوليسية تابعة لأمريكا في كل سياساتها الداخلية والخارجية.

فتاريخ قوش هذا حافل بالأعمال المخابراتية القذرة في الداخل والخارج، فقد بدأ مشواره التجسسي الأمني في تسعينات القرن الميلادي الماضي عندما التحق بجهاز المخابرات الذي أسسه حسن الترابي والذي كان آنذاك شريكا للبشير في انقلابه عام 1989، ثم بعد اختلاف البشير مع الترابي انحاز قوش إلى البشير وانقلب على الترابي ولي نعمته ولعب دورا مهما في قمع قيادات وأنصار الترابي وفي اعتقال جماعته وزج بالترابي نفسه في السجن.

بعد زيادة ثقة البشير به عين في العام 2004 مديرا عاما لجهاز المخابرات السوداني، وتميز في فترة رئاسته للجهاز بتعاون غير مسبوق مع جهاز الاستخبارات الأمريكي CIA وكثرت زياراته لواشنطن وكان يستقبل فيها استقبال الزعماء في وقت كانت أمريكا تعتبر السودان دولة راعية (للإرهاب)، فقدم معلومات استخبارية مهمة وحساسة لأمريكا طوال فترة ترؤسه لجهاز المخابرات حتى العام 2009، لدرجة أن مسؤولا في وزارة الخارجية الأمريكية صرّح لصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية بالقول: "إنّ المعلومات التي وفّرتها المخابرات السودانية التي يترأسها قوش لنظيرتها الأمريكية كانت مهمة وعملية ومحدثة"، ووفقا لقناة الجزيرة فإن فتحي الضو وهو كاتب سوداني مشهور مقيم في أمريكا قال: "إنّ قوش سلّم كثيرا من قادة الحركات الإسلامية على مستوى العالم للولايات المتحدة".

إنّ هذا النوع من العملاء لهم قيمة كبرى بالنسبة لأمريكا فلا تستغني عن خدماتهم، لذلك فهي تجبر الرؤساء على إعادة تعيينهم في مناصب حساسة حتى ولو كانوا متهمين بالانخراط في مؤامرات ضد هؤلاء الرؤساء أنفسهم، وكأن بلدا كالسودان الذي يعيش فيه قرابة الأربعين مليونا لا يصلح فيه غير قوش لمنصب مدير الاستخبارات!

فإلى متى تبقى هذه الزمر الحاكمة العميلة تتعاون مع أعداء الأمة وتعيث فسادا في بلاد المسلمين ولا تخشى العقاب؟! نرجو الله عز وجل أن يعجل لهذه الأمة بالنصر والتمكين، وأن يخلصها من عملاء أمريكا والدول الكافرة العدوة، وأن يعود لتبوّؤ مناصب الدولة من هم أهل لها.

ليست هناك تعليقات: