الأحد، 14 يناير 2018

تقرير لجنة خبراء أممية حول اليمن



تقرير لجنة خبراء أممية حول اليمن





الخبر:
جاء في تقرير أممي لم يصدر بعد نشرته الجزيرة نقلا عن مصادر أمريكية منها صحيفة الواشنطن بوست أنّ: "الحرب السعودية الإيرانية بالوكالة فكّكت اليمن إلى أجزاء يصعب إعادة جمعها من جديد"، وأنّ: "هجمات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن تسببت في مقتل آلاف المدنيين".
ويذكر التقرير أنّ: "دول التحالف تستعمل في غاراتها الجوية على اليمن ذخائر حصلت عليها من الولايات المتحدة، وأن تلك الغارات أودت بحياة الأغلبية من بين أكثر من خمسة آلاف مدني قتلوا في الحرب الدائرة هناك".
ويستبعد التقرير أن يكون التحالف العربي قد اتخذ احتياطاته في غاراته، لافتا إلى أن وجود مستشارين إيرانيين في البلاد أمر يحتاج لمزيد من التحقيق.
ويُظهر التقرير الصادر عن لجنة خبراء والمكون من 79 صفحة: "أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لم تعد لديه سيطرة ولا تحكم فعلي على القوات العسكرية والأمنية في جنوب اليمن".
التعليق:
يتضمن هذا التقرير الأممي أربع نقاط رئيسية عن حرب اليمن وهي:
1– أنّ الحرب التي تشنّها السعودية على اليمن أدّت إلى تفكيك اليمن إلى أجزاء يصعب معها تجميعها من جديد، وهو ما يعني أنّ أمريكا التي تقف وراء السعودية تريد ذلك التفكيك لتسيطر على اليمن.
2– أنّ الغارات السعودية التي فتكت بأهل اليمن تستهدف بالدرجة الأولى اليمنيين كشعب ولا تستهدف الحوثيين بشكلٍ خاص بدليل ذكر التقرير: "يستبعد أن يكون التحالف العربي قد اتخذ احتياطاته في غاراته".
3– لا يجزم التقرير بوجود مستشارين إيرانيين في اليمن ويقول بأنّ هذا الأمر: "يحتاج لمزيد من التحقيق"، وفي ذلك تبرئة لإيران بتدخلها المباشر في اليمن، في حين يكتفي التقرير بالقول بأنّ هناك أدلة على أنّ إيران تُرسل أسلحة للحوثيين، وهذا ما لا ينفيه أحد.
4– يذكر التقرير أنّ: "الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لم تعد لديه سيطرة ولا تحكم فعلي على القوات العسكرية والأمنية في جنوب اليمن"، وهو ما يعني رغبة أمريكا في إضعاف دور ما يُسمّى بالشرعية التي يُمثّلها هادي لأنّها تُعتبر شرعية للنفوذ البريطاني في اليمن وليست شرعية لها.

من الواضح أنّ هذا التقرير الأممي يرسم معالم السياسة الأمريكية في اليمن ويُحدّد أهدافها، فأمريكا تُريد فرض السيطرة على اليمن وإضعاف سلطة هادي التابع للإنجليز فيه، وتعمل من أجل تحقيق ذلك على تثبيت موقع الحوثيين في اليمن، ولا يهمها لتحقيق أهدافها تلك قتل اليمنيين وسفك دمائهم وتجويعهم وتشريدهم، فهذه هي سياسة أمريكا وطريقة عملها، وهي تبرز من خلال فهم هذا التقرير، وخلاصتها فرض النفوذ وطرد الخصوم ولو على أشلاء وجماجم الشعوب.

الأربعاء، 10 يناير 2018

انتفاضة إيران وإرادة التغيير لدى الأمّة


انتفاضة إيران وإرادة التغيير لدى الأمّة



ليست هبّة عابرة تلك الاحتجاجات المفاجئة التي اجتاحت شوارع المدن الايرانية كما يزعم الموالون لحكام إيران، ولا هي فتنة جديدة كما وصفها قائد الحرس الثوري محمد على جعفري، وقال بأنّها مجرد "احتجاجات قد انتهت"، ولا مؤامرة خارجية تُحرّكها واشنطن ولندن وتل أبيب كما يتهمها خامنئي مرشد النظام، بل هي انتفاضة شعبٍ ضدّ نظامٍ عاتٍ عانى منه الأمرّين، وهو شكلٌ من أشكال التمرد على نظام طاغوتي مشبوه يشتم أمريكا في العلن، ويُنسق معها في السر، فهذه الاحتجاجات لشباب إيران ضد النظام هي شرارة ثورة حقيقية تنشد تغييراً حقيقياً.
اندلعت الاحتجاجات بشكلٍ عفوي من مدينة مشهد في السابع والعشرين من كانون أول / ديسمبر الماضي بمطالب بسيطة تتعلق بالأوضاع الاقتصادية وانتشار الفساد، ثمّ اتسعت جغرافياً وتوسّعت مطلبياً، فجغرافياً اتّسعت رقعتها يوماً بعد يوم فشملت مدنا جديدة بلغت 120 مدينة، ومطلبياً توسعت شعاراتها وتحولت لانتفاضة شعبية واسعة ضد السلطة مطالبةً بإسقاط النظام، ومن تلك الشعارات التي ردّدها المتظاهرون في مسيراتهم: "سيد علي اخجل من نفسك وارحل"، و"الموت للديكتاتور"، و"الناس تتسول والمرشد الأعلى يتصرف كإله"، و"الموت لروحاني".
إنّها حركة جماهيرية ذاتية فاجأت النظام ولم يتوقعها المراقبون، دافعها الطبيعي مجموعة مُحرّكات من الظلم والبطالة والفقر وانتشار الفساد واحتكار السلطة من قبل طبقة أشبه بطبقة رجال الدين في القرون الوسطى في أوروبا، إنّها بلا شك حركة شعبية ضد سلطة غاشمة مُدجّجة بكل أنواع القوة العسكرية تشمل الجيش والحرس الثوري والأجهزة الأمنية.
لقد دخلت هذه الاحتجاجات أسبوعها الثاني بالرغم من استخدام السلطة لكافة أشكال القمع والعنف والاعتقال ضد المتظاهرين، وبالرغم من تنظيم السلطة لتظاهرات موازية مؤيدة للنظام في محاولة منها لإفراغ الانتفاضة من فحواها ومضامينها، والتلبيس على أهدافها ومراميها.
وللقضاء عليها في أسرع وقت فقد تمّ نشر الحرس الثوري في أكبر ثلاثة أقاليم تشهد أعمال احتجاجية وهى همدان وأصفهان ولورستان، وتمّ قطع الإنترنت وحجب عدد كبير من المواقع الإلكترونية التي تبث صوراً ومقاطع فيديو للمظاهرات والمسيرات في مُحاولةٍ لإخماد الانتفاضة، ووأدها قبل استفحالها، ولكنّها ومع كل هذه الأساليب القمعية فما زالت الثورة تتأجّج، وما زالت تُنوّع في أساليبها، وكلما زاد الضغط على المُتظاهرين يزيد لديهم الإصرار على التحدي، فقتل العشرات من المحتجين واعتقال الالاف منهم لم يفت في عضدهم، ولم يوهن من الحماسة في نفوس الشباب الثائرين.
لا تُقاس هذه الاحتجاجات على ما جرى في احتجاجات عام 2009 التي كانت دوافعها محصورة بتزوير الانتخابات، وكانت مطالبها محددة بإعادة فرز الأصوات، وكان التيارات التقليديان الاصلاحي والمحافظ يتنافسان فيها، نعم لا تقاس هذه على تلك، ففي هذه المرّة جاءت المطالب شاملة، ورُفعت فيها شعارات تُطالب بإسقاط النظام برأسيه الاصلاحي والمحافظ، فلم تعد لعبة جناحي السلطة الفاسدين تنطلي على المتظاهرين، لذلك نودي فيها بإسقاط خامنئي وروحاني معاً بلا فرق بين حكم الإصلاحيين والمحافظين.
أمّا بالنسبة لمواقف القوى الدولية والاقليمية منها فواضح أنّ أغلبها مواقف يظهر فيها التواطؤ مع النظام الحاكم، فالإدارة الأمريكية اكتفت بالتصريحات الكلامية ضد النظام، ووقوف أمريكا إلى جانب المعارضة يثير الشبهات حولها، ويعطي النظام شعبية إضافية، ويمنحه غطاءاً ومشروعيةً لتصفية الثائرين عليه، وهكذا تفعل أمريكا مع كل الذين تقف إلى جانبهم.
وأمّا موقف الدولة التركية المُجاورة لإيران، فكان موقفاً داعماً صريحاً للنظام ضد حركة الاحتجاج، فقد اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الإيراني حسن روحاني واطمأنّ منه على سير العمل ضد الانتفاضة، واتّهم مسؤولون أتراك الحراك الجماهيري ضد النظام في ايران بأنّه مؤيد من ترامب ونتنياهو فقط في مُحاولةٍ منهم لتشويهه وإضعافه، وهذا هو ديدن حكام تركيا من الثورات، وهو اضعافها والمشاركة في تصفيتها كما فعلوا مع ثورة الشام.
وأمّا الموقف الروسي فهو يقف بكل صلابة إلى جانب نظام طهران، وبدا وكأنّه يُحذّر أمريكا من مغبة التدخل في الشأن الداخلي الإيراني، وقال ريابكوف وهو مسؤول روسي كبير:" إنه رغم المحاولات العديدة لتشويه ما يجري فعلا في ايران، انا على ثقة بأن جارتنا وصديقتنا ستتغلب على صعوباتها الحالية". وانتقد ايضا دعوة السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي إلى عقد اجتماع طارئ في مجلس الامن لمناقشة أعمال العنف.
أمّا الموقف البريطاني فظهر فيه العداء للنظام بوضوح، وعمل على تلميع عملائه الايرانيين كحركة مجاهدي خلق، وكرضا بهلوي ابن شاه ايران السابق لركوب موجة الاحتجاجات الشعبية، ولطرحه كبديل سياسي عن النظام الحالي.
إنّ ما يُميز هذه الانتفاضة في شوارع المدن الايرانية أنّها بلا قيادة ولا رأس، وربما تكون هذه صفة قوة فيها حتى الآن، وعلى المدى القريب، فلا تستطيع القوى المُتآمرة تزعمها، وحرفها عن مسارها، وتصفيتها، ولكنّها ان استمرت كذلك في المدى المنظور فستكون حتماً صفة ضعف لأنّه لا مُستقبل لأي حراك جماهيري من دون راس وقيادة.
إنّ هذه الانتفاضة مُرشّحة للاستمرار بفعل وجود عوامل معيشية ضاغطة تُغذي جذوتها، مثل ارتفاع أسعار السلع الأساسية كالبيض والدجاج الذي تضاعفت أسعاره كثيراً بعد إصابة ملايين الدجاج بإنفلونزا الطيور، وبفعل البطالة التي بلغت معدلاتها الحالية 12.4 في المئة بزيادة 1.4 في المئة عن العام السابق وفقاً للمركز الإحصائي الإيراني، وبفعل ارتفاع معدل التضخم إلى 8 بالمئة، وهو ما يزيد من السخط الشعبي على الحكومة، وبفعل السياسة الخارجية للحكومة التي تُهدر فيها المليارات على مؤامرات ودسائس خارجية، والتي احتج عليها المُتظاهرون، فرفعوا شعارات ضد التدخل الايراني في سورية ولبنان وغزة وغيرها، وهو تعبير عن غضبهم على الحكومة التي تُنفق الأموال ببذخ على مغامرات خارجية بينما يعيش الايرانيون في الداخل في فقرٍ مُدقع.
إنّ انتفاضة الإيرانيين ضد النظام الحاكم سواء كُتب لها النجاح أو تمّ إفشالها تكشف حقيقة أنّ نظام ولاية الفقيه في ايران هو كسائر الأنظمة الطاغوتية الفاشلة في العالم الاسلامي، لا يحظى بأي ميزة لدى الشعوب المسلمة لا في ايران ولا في خارجها، وهو نُسخة بائسة عن الأنظمة الدكتاتورية الأخرى بثيابٍ اسلامية، وقد ظهر من خلال هذه الانتفاضة أنّ شعوب الامّة الاسلامية ترفضه وتمقته كما ترفض وتمقت غيره سواء بسواء، وأنّ عمالة النظام وفساد ( آياته ) يستوجب الخروج عليه وإسقاطه، وإقامة حكم الاسلام الحقيقي مكانه.

الأربعاء، 3 يناير 2018

جولة أردوغان وخدمة المصالح الأمريكية




جولة أردوغان وخدمة المصالح الأمريكية





قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجولة إفريقية الأسبوع الماضي بدأها في الرابع والعشرين من شهر كانون أول/ديسمبر من العام الماضي 2017 وأنهاها في السابع والعشرين من الشهر نفسه، وشملت الجولة ثلاث دول هي السودان وتونس وتشاد، تمّ خلالها توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية عديدة.
وفي السنوات الثلاث الماضية قام أردوغان بأكثر من عشرين زيارة إلى دول القارة الإفريقية في محاولة منه لإثبات حضور تركيا في إفريقيا، والمساهمة في مد النفوذ الأمريكي إلى القارة السوداء على حساب النفوذ الأوروبي، ومنافسة القوى الإقليمية الأخرى النشطة في سعيها لاقتناص جزءٍ من الكعكة الإفريقية الغضّة.
ولعل من أهم أهداف جولات أردوغان تلك هو منافسة دولة الإمارات العربية التي تسعى هي الأخرى لإيجاد موطئ قدم لها في إفريقيا بتكليفٍ من بريطانيا، فأردوغان يُحاول إدخال تركيا في السباق الاقتصادي الدولي المفتوح على مصراعيه للولوج إلى السوق الإفريقي المُتعطش للسلع والخدمات، ولترجمة هذا الدخول الاقتصادي إلى نفوذ سياسي.
وكان توقيع اتفاقيات للتعاون العسكري والاقتصادي مع السودان وخصوصاً اتفاقية: "إعادة إعمار وترميم آثار جزيرة سواكن" الاستراتيجية جزءاً من معركة الموانئ مع الدول المنافسة التي أصبحت تبني قواعد بحرية لها في المدن الإفريقية الساحلية، لا سيما الإمارات التي باتت تمتلك موانئ عدة في ليبيا والصومال واليمن.
تُوظف تركيا قوتها الاقتصادية المُتصاعدة للخوض في هذا السباق المحموم نحو أسواق القارة الإفريقية، ونحو أجوائها السياسية، وذلك على غرار ما قامت به القوى الإقليمية من قبل في هذا المضمار كالصين واليابان وكيان يهود والإمارات، فضلاً عن سائر القوى الاستعمارية الكبرى.
وفي زيارته الحالية للسودان على سبيل المثال اصطحب أردوغان معه وفداً مؤلفاً من 150 رجل أعمال تركياً، تمّ فيها توقيع اثني عشر اتفاقا للتعاون في المجالات الثقافية الزراعية والاقتصادية والمالية والمواصلات، وارتفع بعد هذه الزيارة حجم الشراكة التجارية التركية السودانية من 500 مليون دولار، لتصل بشكل مبدئي إلى أكثر من مليار دولار، ثم لتبلغ في المستقبل إلى هدفها النهائي المقرر وهو 10 مليارات دولار.
لقد زاد حجم الصادرات التركية مع الدول الثلاث التي زارها أردوغان ليصل إلى 6.2 مليار دولار، وزاد حجم التجارة معها بنسبة 29 بالمئة في السنوات الأخيرة.
وتأتي تونس على رأس الدول الثلاث في حجم الصادرات التركية خلال الفترة ذاتها، حيث بلغت 4.3 مليار دولار، ثم السودان 1.7 مليار دولار ثم تشاد نحو 78 مليون دولار.
وهذه الأهداف الاقتصادية والتجارية التي يُراد تحقيقها من مثل هذه الزيارات والاتفاقيات لا شك أنّها تندرج ضمن الصراع الاستعماري على إفريقيا والذي أصبحت فيه الدول الإقليمية والمحلية كتركيا والإمارات أدوات رخيصة تُستخدم لمد النفوذ السياسي للقوى الكبرى.
يقوم أردوغان بدور نشط في دعم الأنظمة العميلة لأمريكا كنظام البشير في دولة السودان التي أرهقتها الحروب الأهلية ومزّقتها المؤامرات الخارجية، فتحتاج هذه الدولة المتهالكة إلى من يُسندها ويحمي نظامها من السقوط، ولعل أفضل وسيلة لدعمها وتثبيتها هو ربطها بعلاقات قوية مع دولة خادمة للسياسة الأمريكية كتركيا.
وفي تونس تحتاج أمريكا لإدخال نفوذ جديد لها يُنافس النفوذين البريطاني والفرنسي المُهيمنين على القوى السياسية الرئيسية في تونس فتجد في أردوغان الوسيلة الأنجع لإدخال النفوذ الأمريكي فيها، وذلك من خلال تقديم العروض الاقتصادية السخية لتونس التي تفتقر بريطانيا وفرنسا إلى تقديمها.
وأمّا في تشاد فتُحاول أمريكا من خلال تركيا أردوغان مُنافسة النفوذ الفرنسي القديم فيها من خلال التغلغل الاقتصادي التركي القوي فيها، والذي تضِنّ فرنسا المستعمِرة عن تقديم مثله لتشاد، وتبخل عن تقديم ما يمكّن الدولة التشادية من الاستفادة من ثرواتها، فتجد أمريكا في تركيا وكيلاً مُناسباً لها يقوم بدور مُنافس للدور الفرنسي فيها.
إنّ سياسة إدارة ترامب أصبحت أكثر ميلاً للاعتماد على عملائها ووكلائها في ترسيخ نفوذها في الدول التي يجري فيها صراع دولي كتونس وتشاد اللتين زارهما أردوغان في جولته الأخيرة، وإنّ دبلوماسية تسخير الآخرين لخدمة المصالح الأمريكية يبدو أنّها أصبحت أقل كلفة وأكثر نجاحا بالنسبة للإدارة الأمريكية.
لقد أصبح أردوغان عرّاباً للسياسة الأمريكية بما يملك من طموح سياسي ورغبة في البقاء بالسلطة إلى أمدٍ بعيد، خاصة بعد نجاحه في القضاء على خصومه من العساكر ورجالات القضاء التابعين لبريطانيا، بذريعة تصفية آثار الانقلاب المزعوم لجماعة فتح الله غولن، لذلك يُعتبر أردوغان من أقوى العملاء الذين تعتمد أمريكا عليهم في المنطقة.
فمقارنةً بالسيسي والملك سلمان يُعتبر أردوغان شخصية مقبولة إقليمياً، ويمتلك كاريزما من التضليل يفتقر إليها سائر الحكام العملاء كالسيسي وسلمان، لذلك كان استخدامه في التنافس الدولي أمراً سائغاً بالنسبة لأمريكا.
لكنّ مواقف أردوغان الأخيرة خاصة المتعلقة بسوريا وفلسطين، والتي أظهرت للعامّة فضلاً عن الخاصّة خذلانه لثورة الشام وسيره مع الطغاة، ومتاجرته بالشعارات الفارغة حول فلسطين، هذه المواقف المفضوحة ستُعرّيه أمام الجماهير، وستُفقده مع الأيام زخم شعبيته المُصطنعة الزائفة، ومن ثمّ سينكشف أمام الجماهير باعتباره أحد الزعماء المُهرجين الذين لم يُقدّموا لقضايا الأمّة المصيرية إلا الشعارات والأقوال، والذين كانوا جزءاً حيوياً من المشروع الأمريكي الاستعماري في المنطقة.