الجمعة، 15 ديسمبر 2017

بيانات الجامعة العربية والقمة ( الاسلامية ) حول القدس



خبر وتعليق

بيانات الجامعة العربية والقمّة (الاسلامية) حول القدس

الخبر:
قال بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن البيان الصادر عن الجامعة العربية في اجتماعها حول القدس، لم يتضمن موقفا أو إجراء واحدا ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وقرار إعلانه للقدس عاصمة لإسرائيل.
ونقلت وكال الأنباء الإيرانية الرسمية على لسان قاسمي قوله: "إن ذلك متوقع" مضيفا: "البيان لم يكن قويا ولم يكن بمستوى مبادئ القضية الفلسطينية والتي يعتبرها العرب قضيتهم الاولي.. والسبب هو اللامبالاة او اعتماد سياسة خاصة أدت الي اصدار بيان بهذا المستوى."
ولفت قاسمي إلى أن: "القمة الاسلامية ستعقد بمشاركة الرئيس روحاني ونأمل بتوصل المشاركين في المؤتمر الي نتائج إيجابية."
ومن جانبه تعهد وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو بأن تصدر قمة اسطنبول (الإسلامية) ما أسماه : "رسالة قوية بشأن القدس" والتي تنعقد اليوم الأربعاء بدعوة من الرئيس التركي أردوغان.
التعليق:

إنّ قادة تركيا وايران لم يعجبهم البيان الهزيل الذي صدر عن الجامعة العربية المتعلّق بالقدس لأنّه:" لم يتضمن موقفا أو إجراء واحدا ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وقرار إعلانه للقدس عاصمة لإسرائيل"، ولأنّه :" لم يكن بمستوي مبادئ القضية الفلسطينية والتي يعتبرها العرب قضيتهم الاولي" وذلك فقاً لكلام بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ولأنّه كذلك لم يُرسل:"رسالة قوية بشأن القدس" وفقاً لكلام وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو الذي يريد هو ورئيسه أردوغان إرسال رسالة قوية من القمة ( الاسلامية ) أقوى من بيان الجامعة العربية البائس.
ولكن ما هي هذه الرسالة القوية ذات المفعول السحري التي يريد حكام تركيا وايران إرسالها زيادة عن رسائل الشجب والاستنكار التي اعتادت الجامعة العربية على إرسالها؟!
وفقاً لما كشفه أوغلو فإنّ الرسالة القوية المتميزة عن رسائل الجامعة العربية الضعيفة تتلخص في:" دعوة دول العالم التي لم تعترف بعد بفلسطين إلى الاعتراف بها الآن"، هذه هي الرسالة الجديدة، هذه هي القنبلة التركية الفتّاكة التي ستفجرها حكومة أردوغان في وجه أمريكا وكيان يهود! فيا لها من مهزلة!.
فعلى الأقل لو أعلن حكام تركيا قطع العلاقة الدبلوماسية لدولتهم مع كيان يهود لكان هناك شيء جديد في بيانهم يختلف عن بيان الجامعة العربية، أمّا أن يطلبوا من الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين بالاعتراف بها فهذه هي قمة السذاجة والتفاهة والمزايدة.
أمّا حكام إيران الذين أصمّوا آذاننا بالحديث عن القدس وجيش القدس ويوم القدس فقد حوّلوا قواتهم للقتال الفعلي في سورية والعراق واليمن بدلاً من القتال في فلسطين والقتال في القدس، لقد أمعنوا في سفك دماء المسلمين، والدفاع عن الطواغيت والقتلة، ونشر الفوضى والمذهبية البغيضة في ديار المسلمين، بينما ما زالوا مستمرين في المزايدة بالحديث عن مواجهة العدوان الأمريكي والصهيوني.
إنّ فلسطين تحتاج لمن يحرّرها لا لمن يعترف بها نظرياً، إنّها تحتاج لمن يُعلن الجهاد الفعلي لتخليصها من نير الغاصبين وليس لمن يُعلن النفير العام ضد ثورة الشام، ويستجلب لمحاربتها كل المرتزقة الطائفية من كل حدبٍ وصوب، إنّها تحتاج إلى تحريك الجيوش لإنقاذها من براثن الاستعمار الصليبي واليهودي وليس إلى حشد الحشود لخوض الحروب في العراق وسورية واليمن.

  فمزايدات حكام تركيا وايران حول القدس بقمة اسطنبول لم تختلف كثيراً عن مزايدات الجامعة العربية، والمُتاجرة بالقضية الفلسطينية من قبلهم باتت مفضوحة أمام الشعوب الاسلامية، ولا فرق في ذلك بين خونة الغرب وخونة الترك والايرانيين، فكلهم يسيرون بنفس الطريق، وكلهم يزايدون ويبيعون الأوهام للشعوب الاسلامية، ولكنّهم لن يستطيعوا الاستمرار في خداع المسلمين بالعبارات الطنّانة والشعارات الزائفة إلى ما لا نهاية، فحبل الكذب قصير، واللعب بقضايا الأمة المصيرية لن يُفضي إلاّ إلى كشف المُتآمرين عاجلاً أم آجلاً.

ليست هناك تعليقات: