حسن نصر الله مُتخصّص في تضليل العامة
الخبر:
قال حسن نصر الله زعيم حزب إيران في لبنان في كلمة تلفزيونية يوم الثلاثاء في 2017/7/12: "إنّ تحرير الموصل وما يجري في العراق لا يرتبط فقط بمصير العراق وشعبه وإنما يرتبط بمصير دول المنطقة وشعوبها"، واعتبر أنّ: "فتوى المرجعية الدينية فيالعراق وعلى رأسها المرجع الديني علي السيستاني بوجوب الدفاع ومواجهة (داعش) كانت المفصل الحاسم"، وأشاد: "بقوات الحشد الشعبي التي تشكّلت من متطوعين وساهمت بشكل فعال في المعركة"، وذكّر نصر الله بأن الأمريكيين قالوا إن الحرب على التنظيم ستستغرق عقودا ولكنّ واشنطن: "انضمت متأخرة لتكون شريكة في النصر الذي بدأت ملامحه تظهر من زنود العراقيين وتضحيات العراقيين ودماء العراقيين وصمود وثبات العراقيين".
التعليق:
امتدح حسن نصر الله في كلمته المتلفزة مفتي الاحتلال الأمريكي للعراق علي السيستاني، وأرجع إليه الفضل في ما أسماه بالنصر الذي تحقّق في العراق الذي تمثّل بالسيطرة على مدينة الموصل، واعترف بكل صراحةٍ بأنّ الأمريكان كانوا شركاء مع العراقيين في ذلك النصر، وإنْ كانوا قد انضموا إليه متأخرين، بينما زعم أنّ الذي ساهم بالدرجة الأولى بذلك النصر المزعوم هم العراقيون فقط، وخصّ منهم بالذكر ما يُسمّى بالحشد الشعبي.
ألا يعلم حسن نصر الله أنّ السيستاني هو الذي أفتى بحرمة قتال الأمريكان في العراق، وأنّه بفتواه تلك قد سهّل لأمريكا احتلال العراق، وما نتج عنه من تمكين عملائها من السيطرة على مقاليد الأمور فيه، وما تمخّض عنها من تخريب البلاد وإهلاك الحرث والنسل ليس في العراق وحسب بل في المنطقة كلها؟
ألا يعلم نصر الله أنّ الأمريكان هم من قادوا معركة الاستيلاء على مدينة الموصل بخططهم وطائراتهم وتعليماتهم ومستشاريهم؟ وأنّ جيش حكومة العبادي ومرتزقة الحشد الشعبي ما هما سوى أدوات رخيصة بيد الأمريكيين؟
ألا يعلم نصر الله أنّ أولياء نعمته في إيران كانوا يُنسّقون مع الأمريكيين في كافة المواضيع الأمنية والعسكرية المُتعلقة بكل الشؤون العراقية منذ أيام الاحتلال وحتى اقتحام مدينة الموصل؟
أم أنّه يُريد إيهام سواد الناس في المنطقة أنّ الأمريكان هم من السذاجة بمكان بحيث يقومون بكل ما يقومون فيه في العراق من أجل عيون العبادي وقاسم سليماني؟
إنّ مجرّد اعترافه بأنّ أمريكا قد انضمت مُتأخرة إلى ركب (المُنتصرين الذين حرّروا الموصل من أيدي تنظيم الدولة) يُثبت حقيقة أنّ أمريكا وإيران وحكومة العبادي وحشدها الشعبي يسيرون في نفس الركب، ويتفقون على نفس الأهداف، ويشتركون في نفس الخطط، ويتآمرون على العراق وأهله، وعلى الأمّة الإسلامية وشعوبها.
فأي نصرٍ هذا الذي تحقّق بدخول مدينة الموصل بدعم أمريكي؟ وهل قتل آلاف المدنيين وتشريد مئات الآلاف من مدينة الموصل وتحويلها إلى ركامٍ ورماد هو نصر أم هو كارثة من أكبر كوارث العصر؟
إنّ اعتبار ذلك نصراً هو نوع من التضليل، بل هو التضليل بعينه، وهو التدجيل في أكذب صوره.
لقد وضع حسن نصر الله نفسه ومؤيديه من خلال هذه التصريحات المُشينة في خانة أعداء الأمّة بكل وضوح، واصطفّ في طابور الاحتلال الأمريكي، والتحق بقائمة أعداء الأمّة، ومارس الخداع السياسي بأخبث صوره على أتباعه من العوام الذين خدّرهم طوال الوقت بكلامه المسموم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق