دلالة تجاهل إدارة ترامب لمحمود عباس وكيْل المديح لماجد فرج
الخبر:
نقلت وكالة أسوشييتد برس أنّ رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج التقى قبل عدّة أيام مسؤولين أمريكيين أمنيين في واشنطن، وأضافت الوكالة: "إنّ فرج التقى بمسؤولين في وكالات الاستخبارات الأمريكية في واشنطن"، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر تغريدة بعد ذلك اللقاء على موقع تويتر قال فيها: "إن اللواء فرج رجل جدي وصادق وسنجعل السلام يتحقق".
ومن جهةٍ أخرى فقد تجاهلت إدارة ترامب جميع اتصالات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقيادات السلطة السياسيين بها، ولم تُعِرْهم أي اهتمام، ولم تقبل أنّ ترد حتى على رسائل التهنئة التي أبرقوها بمناسبة تنصيب ترامب رئيساً لأمريكا.
التعليق:
لقد بدا واضحاً تجاهل إدارة ترامب لمحاولات كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية السياسيين التواصل معها، ورفض وساطة روسيا التي سعى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بها من خلال الطلب من الرئيس الروسي بوتين التوسط لدى ترامب للتواصل مع إدارته، فباءت كل محاولاته للتلاقي مع إدارة ترامب بالفشل، وحتى برقية التهنئة التي أرسلها عباس لترامب قد تمّ تجاهلها، ولم يتم الرد عليها كما صنع ترامب مع سائر الزعماء الذين أبرقوا له التهاني، ووفقاً لما ذكرته محطة "عربي21" التي أجرت مقابلة مع مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات والذي أكّد خلالها أنّ ترامب وفريقه لم يردوا على الرسائل التي بعثت بها السلطة الفلسطينية.
لكنّ هذه الصفعة الشديدة التي وجّهتها إدارة ترامب لمحمود عباس قد تمّ تخفيفها قليلاً من خلال استقبال المسؤولين الأمنيين الأمريكيين لرئيس المخابرات الفلسطيني ماجد فرج، واحتفائهم به، وكيل المديح له من قِبَل الرئيس الأمريكي نفسه عبر تغريدة له في تويتر وصفه فيها بأنّه: "رجل جدي وصادق" وأنّ السلام سيتحقّق بمثله.
إنّ أهم دلالة لاستقبال المسؤولين الأمنيين الأمريكيين لماجد فرج بوصفه رئيس مخابرات السلطة الفلسطينية في واشنطن، وتجاهل محمود عباس وعريقات والمسؤولين السياسيين الآخرين في السلطة، تتمثّل في أنّ إدارة ترامب تُريد التعامل مع السلطة الفلسطينية بوصفها كياناً أمنياً وليس كياناً سياسياً في المدى الزمني القريب، وربما المتوسط، وهذا يعني أنّه لا يوجد لدى إدارة ترامب رغبة بالتوصل إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية في هذه المرحلة على أقل تقدير، وأنّها ستقتصر في التعامل مع السلطة على المستوى الأمني فقط، وهذا يعني تهميش القضية الفلسطينية، وتبريدها، وإسقاطها من سلم أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة.
وهذا يعني من ناحيةٍ ثانية أنّ أمريكا ستعطي للدول الإقليمية وخاصةً مصر دوراً أكبر في سد الفراغ السياسي الناشئ عن غيابها، وهذا الأسلوب الأمريكي الجديد في التعامل مع المسألة الفلسطينية يُماثل ما فعلته إدارة ترامب مع المسألة السورية، حيث أوكلت لروسيا وتركيا مهمة التعامل مع الأزمة السورية.
إنّ المسؤولين السياسيين في السلطة الفلسطينية وبعد احتقار إدارة ترامب لهم، وعدم استقبالهم، والتواصل معهم، سيستميتون في التشبّث بمواقعهم مهما تمّ تقزيمهم وإهمالهم، ومهما تمّ امتهانهم واستصغارهم، وذلك كعادة الأذلاء التابعين الذين لا يملكون من أمرهم شيئاً، وسيحاولون التكيّف كعادة أمثالهم من العملاء الصغار مع وضعهم الجديد، وسيستمرون بالعمل المرسوم لهم مع وكلاء أمريكا صاغرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق