الأحد، 16 أغسطس 2015

أوباما يُسوّق لفكرة تقبل الدور الإيراني في نزاعات المنطقة


أوباما يُسوّق لفكرة تقبل الدور الإيراني في نزاعات المنطقة

خبر وتعليق


الخبر:
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن "على السعودية وإيران البدء في الاعتراف بأن العداء بينهما مجرد أوهام زائفة كأي شيء آخر، وأن ما يمثله داعش أو انهيار سوريا أو اليمن أو غيرهما، هو أكثر خطرا مما تشعران به من عداء متبادل".
وأضاف في مقابلة إعلامية مع شبكة CNN الأحد الماضي: "إن الاتفاق النووي الإيراني، يمكن أن يؤدي إلى زيادة التعاون بين دول يسود الشعور بالعداء بينها، ومن الممكن أن يساعد أيضا في توحيد الجهود ضد تنظيم الدولة الإسلامية".
التعليق:
إنّ أوباما في تصريحاته الغريبة هذه يبدو وكأنّه داعية سلام وإصلاح، ويظهر كما لو كان ناصحاً أميناً للمسلمين، حريصاً على وحدة دولهم، وداعياً إلى حقن دماء شعوبهم، فهذا الاستخفاف الأمريكي بالشعوب الإسلامية والذي يصدر عن الرئيس الأمريكي نفسه لا ينطلي على معظم المسلمين، بل ولا يُصدّق أحد من المخلصين هذه الأكاذيب التي يُروّجها أوباما بشكل مستمر.
فأمريكا برئاسة أوباما تحديداً هي التي أشعلت الحروب الطائفية بين المسلمين، وهي التي أطالت أمد الحروب الأهلية في سوريا والعراق واليمن، وهي التي سمحت للطاغية بشار باستخدام كل ما استطاع استخدامه من أسلحة فتّاكة لقتل مئات الآلاف من أهل سوريا، وهي التي أقحمت إيران وميليشياتها في تلك الحروب، وهي التي شجّعت روسيا وأطمعتها في مد نظام المجرم بشار بالأسلحة والذخائر الهائلة ليصمد نظامه أطول مدة ممكنة، وهي التي نصّبت من نفسها المدافع الأول عن الأقليات والطوائف، فساعدت الأكراد وسائر أتباع المذاهب والأقليات الأخرى في السير باتجاه الانفصال وإقامة كيانات مستقلة، وهذه السياسات الأمريكية لم تعد تخفى على أحد، بل إنّها باتت مكشوفة مفضوحة لعموم المراقبين والساسة، ولا تحتاج إلى كبير عناء في كشفها.
أمّا لماذا يتباكى أوباما الآن على إيران ويدّعي بأنّ العداء بينها وبين السعودية عداء زائف، ويدعو إلى تعاون إيران والسعودية في رفع ذلك العداء، فالجواب على ذلك يكمن في محاولة دمج إيران في المنطقة وتأهيلها للقيام بدور إقليمي ريادي فيها، لا سيما بعد توقيعها على الاتفاق النووي مع الدول الكبرى.
فكما تريد أمريكا إشعال الحروب الطائفية باستخدام إيران حسب متطلبات الأحوال السياسية التي ترتئيها، كذلك تريد تخفيف حدتها ثانية من خلال دمجها في منظومة العمل السياسي وفق الحاجة الإقليمية لتحقيق الأهداف المرسومة.
وتستخدم أمريكا في تحقيق أهدافها الخبيثة تلك إلى جانب إيران كلاً من تركيا والسعودية، وتشرك أحياناً معها بريطانيا لتمرير أجندتها في المنطقة بنجاح من خلال قطر والتي تُعتبر وكيلتها الأكثر نشاطاً في المنطقة.
ولعل الدور - الأكثر أهمية - المطلوب من إيران لعبه في هذه الأثناء هو اشتراكها مع القوى الإقليمية الأخرى في عملية سياسية معقدة لإخراج النظام الطائفي في سوريا من ورطته، ولمحاولة الإتيان بقيادة سياسية انتقالية ناجحة بمشاركة المعارضة وبقايا النظام الحالي، وهذا ما يفسّر التحركات السياسية المريبة التي تدور من وراء الكواليس حول سوريا بمشاركة روسيا.
كذلك فإنّ ما يدل على كثافة العمل السياسي حول الموضوع كثرة المقترحات التي تُطرح، ومناقشتها مع مختلف الأطراف وإدخال تعديلات عليها، فهناك مقترح روسي وآخر إيراني وثالث سعودي، وكل هذا النشاط السياسي المحموم تأمل أمريكا منه أن يُفضي إلى إيجاد قيادة سياسية عميلة جديدة تكون هي البديل الأنسب لسوريا بعد الأسد، وليتم بموجب هذا الحل تهميش دور الثوار المخلصين في سوريا ومن ثم القضاء عليهم.
لكن هذه المشاريع الأمريكية الإجرامية التي تستخدم في تحقيقها هذه الدول مثل إيران والسعودية وتركيا كأدوات تنفيذية لها لن تتحقق، ولن تمر، وستتحطم على مذبح الثورة كما تحطمت من قبل جميع المؤامرات التي سبقتها.