الثلاثاء، 14 أبريل 2015

نعم للاسلامية لا للوطنية




نعم للإسلامية لا للوطنية
خبر وتعليق





الخبر:

تناقلت الأنباء خبر اختلاف الثوار وحملة الدعوة في سوريا حول نوع الراية أو العلم الذي يجب رفعه في مواجهة نظام بشار والعلم السوري الرسمي الذي يعتمده، واختلفوا في أنّ العلم البديل هل يكون علم ما يُسمى بعلم الاستقلال الوطني ذو الثلاث نجمات، أم هو راية العقاب السوداء المكتوب عليها باللون الأبيض عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله )، وهي راية الرسول صلى الله عليه وسلم، وأدّى هذا الاختلاف بين المتخاصمين إلى مشاحنات واصطدامات واعتقالات كان لحزب التحرير نصيب منها.

التعليق:

كان لا بد أن يأتيَ ذلك اليوم الذي تصطدم فيه الأفكار بين دعاة التغيير من مختلف المشارب في بلاد الشام، وكان لا مناص من أن تتصارع المفاهيم بين مجاميع الثوار الذين أشعلوا الثورة ضد نظام الطغيان، فلم يعد بالإمكان بالنسبة للعاملين في طريق التغيير أن يستمروا في المزاوجة بين مشروع دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وبين مشروع الدولة المدنية، لأنّ استمرار التزاوج بينهما يعني ببساطة استمرار التعايش بين الحق والباطل، أو بين الإسلام والجاهلية، وهذا محال أصلًا كما كان محالًا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما كانت المفاصلة واضحة وصريحة وقاطعة منذ اليوم الأول للدعوة إلى الإسلام.

إنّه وإن بدأ هذا الصراع بين المشروعين مبكرًا في بداية الثورة الشامية، لكنّه لم يدخل مرحلة الحسم إلاّ في هذه الأيام، فيبدو أنّه لم يعد هناك بعد الآن مجال للتوافق والتقارب بين الطرفين المتعاركين، لأنّ كلًا منهما يحمل مشروعًا مناقضًا للآخر، ومعاديًا له، ولا مكان بعد اليوم للحلول الوسط أو لأنصاف الحلول، فإمّا أن تنحاز الثورة في سوريا إلى الإسلام فكرًا وتوجّهًا وسلوكًا، وإمّا أن تنتكس وتضمحل وتتلاشى.

فالشعارات الوطنية، والرايات الوطنية، والدعوات الوطنية ما هي سوى شعارات جوفاء، ورايات عُمّيّة، ودعوات عصبية، وهي آخر العقبات التي تقف أمام تيار الإسلام الجارف، لذلك نجد أنّها مدعومة سياسيًا وماديًا من أمريكا والغرب الصليبي، وبما أنّها خالية الوفاض، وخاوية من أية أفكار، فإنّ فيها قابليةً لأن تتلبس بمشاريع فكرية غربية مشبوهة كفكرة الدولة المدنية العلمانية.

إنّ رابطة الوطنية لا تعني شيئًا في السياسة غير تمزيق بلاد المسلمين، وتكريس الأوضاع السياسية المقيتة التي أوجدتها اتفاقيات سايكس بيكو وأخواتها، وإنّ هذه الرابطة الهابطة لم يجنِ منها المسلمون سوى الهزائم والمحن والنكبات والخيبات.

والوطنية بعكس ما يُشاع عنها فإنّها أخفقت تمامًا في حماية البلاد الإسلامية من أية أخطار، فهي شيء وحماية الأوطان شيء آخر، فالإسلام هو الذي يحفظ الأوطان من خلال حفظه لبيضة المسلمين عن طريق دولة الإسلام وجيش الأمة الإسلامية المجاهد، بينما دعاة الوطنية هم الذين فرّطوا في حماية الأوطان، وأضاعوا بلاد المسلمين، وقطّعوها أوصالًا فأضحت كشذر مذر.

ومنذ سقوط آخر دولة للمسلمين بداية القرن الماضي لم تفلح الوطنيات في أي مشروع للوحدة بين المسلمين، بل ولم تنجح في صد أي عدوان على أي بلد من بلاد المسلمين.

فقد ضاعت فلسطين وكشمير وبلاد القوقاز والتركستان وأراكان وغيرها بسبب الوطنية، وقد مّزقت بلاد المسلمين العرب منهم والعجم بسبب الوطنية، وقد استبدلت القوانين الوضعية بالأحكام الشرعية بسبب الوطنية، وقد حكَمَنا الطواغيت والرويبضات باسم الوطنية، وتحكم المستعمرون في ثرواتنا ومقدراتنا في ظل الوطنية، فسحقًا لهذه الوطنية كم جلبت على شعوب أمتنا من المآسي والمصائب والشدائد.

إنّ الأعلام الوطنية لا تعني للمسلم شيئًا ذا بال، فلو سألنا المسلم العادي في أي بلد من بلدان المسلمين عن هذه الرقاع الملونة والمزركشة التي ترفعها دولهم وتُعزف لها الموسيقى ويقف لها الناس خجلًا وخوفًا من قمع الحكام لو سألناهم عن معانيها لما استطاعوا أن يُعبّروا عن أي معنى مقنع لها، بينما لو سألتهم عن راية العقاب الراية الإسلامية لوجدتهم يتحدثون بطلاقة عن تفسيرها وشرح معنى الشهادتين الذي تتضمنه عبارة التوحيد فيها من دون أي تردد أو تعثر.

فراية العقاب ببساطة تعني تحكيم شرع الله في حياة المسلمين، بينما هذه الرايات الوطنية البهلوانية لا تعني إلا تحكيم القوانين الوضعية الباطلة، وشتان بين شرع الله وشرع الطاغوت.

فأعلنوها إسلاميةً أيها المسلمون في كل مكان، ولا تقبلوا بغير راية العقاب بديلًا، وارفعوها عاليةً خفّاقة أيها الثوار في بلاد الشام، واصدعوا بها في كل مكان، فلا راية تُرفع إلا راية رسول الله راية العقاب راية كل المسلمين، وارفعوا صوتكم عاليًا: نعم للإسلامية لا للوطنية، نعم لراية رسول الله لا لرايات الاستعمار رايات سايكس بيكو وأخواتها.

ليست هناك تعليقات: