تكالب أمريكا وبريطانيا على أفريقيا
الخبر:
تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 55 مليار دولار لأفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مع استعداد الرئيس جو بايدن لاستضافة القمة الأمريكية الأفريقية هذا الأسبوع، وسيقيم بايدن مأدبة عشاء مساء الأربعاء لنحو 50 من الزعماء الأفارقة، ويعلن دعم الولايات المتحدة لانضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين، وسيعين أيضا ممثلا خاصا لتنفيذ الأفكار التي ستناقش خلال القمة، كما تخطط وزارة الخارجية الأمريكية لتعيين السفير جوني كارسون لهذا الدور.
وتزامنا مع هذا النشاط الأمريكي في أفريقيا أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن سياسة بلاده الجديدة في أفريقيا ودول الجنوب والشرق وقال: "إن مركز الثقل الجيوسياسي في العالم بدأ ينتقل نحو الجنوب والشرق، وإن حصة أكبر من الاقتصاد العالمي ستتمركز بين أيدي دول في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا"، وقال بأنّ بلاده عازمة على الاستثمار في الدول التي سوف ترسم مستقبل العالم، وسوف تبدي المملكة المتحدة مثابرة استراتيجية ورغبة في الالتزام على المدى الطويل وقال: "أريد لسياستنا الخارجية أن تخطط باستمرار للمستقبل، وتبحث في الأفق، وتتطلع إلى ما بعد 10 سنوات و15 سنة و20 سنة من الآن".
التعليق:
إنّ الدول الاستعمارية لا تنفك عن العمل في البحث عن استراتيجيات جديدة تضمن لها ديمومة استمرار الهيمنة على الدول النامية للاستحواذ على مُقدّراتها وثرواتها، ولتوسيع تجارتها وامتيازاتها، ولبسط نفوذها في كل نواحي الحياة، فأمريكا تُغري هذه الدول بدفع الأموال لها بالمليارات لجذبها إلى تبعيتها، وبريطانيا تسعى مع هذه الدول ولعشرين سنة قادمة لربطها بها باتفاقات وشراكات وتحالفات.
وفيما تتكالب أمريكا وبريطانيا وفرنسا على الاستحواذ على مُقدّرات هذه الدول يغطّ حكام المسلمين في سبات عميق، ويستسلمون للهيمنة الغربية، ولا يفعلون أي شيء للانفصال عن هذه السياسات الغربية الاستعمارية المقيتة.
لقد سئمت الشعوب المُستضعفة من هذه القيادات الخانعة الذليلة التابعة للكافر المستعمر تبعيةً مُطلقة، وبدأت تتلمّس طرق النجاة للتخلص من احتكار تلك القيادات العميلة للسلطة، ولسوف تتمكّن عاجلاً أم آجلاً من الانفلات من قيود سياسات الهيمنة الدولية الجاثمة على صدرها منذ عشرات السنين، ولن يكون بعيداً ذلك اليوم الذي سوف تأخذ قرارها بأيديها، وتعتمد على قوتها الذاتية في إدارة شؤونها الدولية، ومن ثمّ تتخلص من ظلمة هذه الحقبة السوداء، ومن شرورها، تلك الحقبة التي ساد طغيانها وفجورها فشمل غالبية المسلمين، وسوف تتحرّر الشعوب الإسلامية منها بقوة المبدأ الإسلامي لا غير، وسوف تكسر أغلال الاستعمار، وتُحطّم قيوده، وتُزيل عملاءه، وتكنس نفوذه من كافة ديار الإسلام.