خبر_وتعليق
سلطة عباس تُورّث منصب السفير الفلسطيني في طهران لابنته
الخبر:
أفادت وكالة مهر الايرانية للأنباء أنّ السفير الفلسطيني في طهران صلاح الزواوي قد التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في ختام مُهمّته في الجمهورية الإسلامية الايرانية، وكان الزواوي قد تسلّم المنصب مُنذ العام 1980 أي مُنذ اثنتين وأربعين سنة، وأطلق عليه لقب (شيخ السفراء) بسبب وجوده الطويل في طهران بوصفه سفيراً، وكان قبل ذلك سفيراً لمنظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر والبرازيل وكينيا.
وعيّن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ابنته سلام الزواوي خلفاً له لتولي منصب سفير فلسطين لدى طهران، وأدّت اليمين القانونية أمام عباس.
التعليق :
أثار تعيين سلام الزواوي لمنصب سفيرة فلسطين في طهران استهجاناً واسعاً في أوساط الفلسطينيين، خاصةً بعدما علموا أنّ والدها صلاح الزواوي قد مكث سفيراً في طهران لأكثر من أربعين عاماً، وتساءل الكثير من المُعلقين في تغريداتهم، وفي شبكات التواصل الأخرى عمّا إذا كانت المناصب في السلطة الفلسطينية يتمّ توريثها من الآباء للأبناء كما يتم توريث الأموال والعقارات؟! وأظهروا استياءً شديداً من احتكار توزيع المناصب الكبيرة على فئة مُتنفّذة من كبار المسؤولين في السلطة، وأبدوا تذمّراً من سرعة تعيين السفراء وعدم إشراك أبناء القاعدة الشعبية العريضة فيها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي الفوائد التي جناها الشعب الفلسطيني من خدمة السفير الزواوي في طهران كسفير لمدة زادت عن أربعين عاماً؟ وهل هناك ضرورة لإنفاق ملايين الدولارات على سفراء كثر تُرسلهم السلطةالفلسطينية في أكثر من مائة وخمسين دولة غالبيتها لا وزن لها ولا تأثير؟!
أما كان الأجدر بالسلطة أنْ تقوم بتوفير هذه الأموال من أجل إنفاقها على حاجات الشعب الفلسطيني المنكوب في الشتات مُنذ سبعبن عاماً؟ أم أنّ المسألة تتعلق بالاستحواذ على مكاسب شخصية ومنافع شللية تحوزها القطط السمان في السلطة؟
ثمّ إنّ الجمود السياسي الطويل الذي يكتنف القضية الفلسطينية مُنذ زمن لا يُجدي معه أي عمل دبلوماسي تقوم به السلطة، أو وزارة الخارجية فيها، بما فيها جميع سفاراتها، فالسلطة الفلسطينية أصلاً لم تعد سلطة سياسية، لأنّها تحولت إلى مُجرد مليشيا أمنية تحرس أمن دولة يهود وتُلاحق المطلوبين الفلسطينيين للأجهزة الأمنية اليهودية، وبالتالي فلا داعي لوجود سفراء في عواصم العالم، كما لا حاجة لوجود أعمال دبلوماسية تصدر عنها.
على أنّ الفساد المالي والإداري المُتجذّر في السلطة قد تغوّل بشكلٍ كبير في الفترة الأخيرة لدرجة أنّه بات يلتهم الأموال والمنافع بطريقة شرهة، لا يُبقي معها لأهل فلسطين سوى الفتات والنزر اليسير من الدُريهمات.
إنّ هذه السلطة الخائنة لأمّتها، والعاجزة عن تقديم أي شيء لشعبها، لا يُتوقع منها أنْ تُنصف شعبها لأنّها مُجرد أداة رخيصة بيد الأعداء يتم توظيفها لخدمة أجندتهم، ولم يعد من عمل لها سوى التفريط بحقوق المسلمين والفلسطينيين التاريخية والحضارية والسياسية والمالية.