الأحد، 17 يوليو 2016

العلاقات بين نظام السيسي وكيان يهود تطوّرت إلى علاقات إستراتيجية


العلاقات بين نظام السيسي وكيان يهود تطوّرت إلى علاقات إستراتيجية




الخبر:
نقل موقع بلومبيرغ الأمريكي للأنباء عن مصادر في كيان يهود: "إنّ القيادة المصرية أبدت ارتياحها للنتائج التي أسفرت عنها الغارات التي نفّذتها الطائرات الإسرائيلية بدون طيار في سيناء"، وأشار الموقع إلى: "أنّ إسرائيل أغارت في الأعوام الماضية مرّات عدّة جوّاً على أهداف إرهابية في شبه جزيرة سيناء، وأنّ هذه الغارات تمّت بالتعاون مع مصر". وقال المعلّق العسكري لجيش الاحتلال اليهودي عاموس هارئيل: "إنّه بالإضافة إلى التعاون ضد (داعش) في سيناء، وسماح إسرائيل لمصر بالخروج عن بعض بنود الملحق العسكري لكامب ديفيد، فقد أصبحت مصر تُعتبر شريكاً استراتيجياً حيوياً في المنطقة، وعلى هذه الخلفية جاءت زيارة وزير الخارجية المصري لإسرائيل".
التعليق:
بالرغم من نفي مصادر أمنية في دولة يهود الخبر الذي نشره موقع بلومبيرغ عن الغارات التي شنّتها طائراتها في سيناء، وبالرغم من عدم اعتراف وسائل الإعلام الرسمية لنظام السيسي بصحة ما ورد في الخبر، إلاّ أنّ المعلّق العسكري لصحيفة هآرتس العبرية عاموس هارئيل كشف عن سبب عدم الإفصاح عن هذا الخبر بقوله: إنّ نشر بلومبيرغ للخبر يُعتبر بمثابة: "كسر للصمّت الإعلامي المتواصل الذي حافظ عليه الطرفان"، وتعليق هارئيل هذا بحد ذاته يؤكّد صحة الخبر، فهو يُبيّن أنّ هناك (صمتاً إعلامياً) بين الدولتين حول هذا النوع من الأخبار، بمعنى أنّه يُمنع على وسائل الإعلام نقل مثل هذه الأخبار، وهو يُظهِر استهجانه من كشف وكالة بلومبيرغ لهذا الخبر كونه يكسر سياسة الصمت تلك، ثمّ يستنتج هارئيل من هذا الكسر الجديد لهذه السياسة المتكتّمة حول هذا النوع من الأخبار بأنّ هناك إمكانية لتغييرها، ويُلمّح إلى احتمال جعلها في المستقبل سياسةً علنية خاصةً بعد زيارة وزير خارجية نظام السيسي لكيان يهود. ويبدو أنّ زيارة وزير خارجية النظام المصري سامح شكري الأحد الماضي للقدس المحتلة والتي جاءت في ظل أجواء حميمية بين الطرفين، تكشف عن قفزة نوعية في العلاقات المصرية مع كيان يهود، والتي تجرأ النظام المصري على الكشف عن حرارتها ودفئها بشكلٍ فاجأ الكثيرين، فلقد كانت هذه الزيارة غير مسبوقة في تطبيع العلاقات مع كيان يهود، وقد أجرى شكري فيها اجتماعات تطبيعية مطولة مع رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو، وكان آخرها في مقر إقامة نتنياهو نفسه، حيث حضرا معاً مباراة كرة القدم النهائية الأوروبية. ولعلّه ليس من قبيل المصادفة تتابع التصريحات عن قوة العلاقات بين الدولتين والتي صدرت عن كل من نائب رئيس أركان جيش الاحتلال، وسفير كيان يهود في القاهرة حول أنّ العلاقات بين الدولتين أصبحت "أوثق ممّا كانت أبداً بينهما"، وأنّ التعاون بين الدولتين هو "تعاون استراتيجي". ومن ناحية أخرى تهدف دبلوماسية النظام المصري بهذه الخطوات التقاربية مع كيان يهود لمواجهة الضغط الأوروبي المتزايد عليه، وإفشال المبادرة الفرنسية، خاصةً وأنّ النظام المصري أعلن عن مبادرة جديدة خاصة به تتلخص في عقد اجتماع ثلاثي بين السيسي ونتنياهو وعباس قريباً في القاهرة. ويأتي في هذا السياق أيضاً تبني كنيست كيان يهود قانوناً ضد جمعيات المجتمع المدني المدعومة من الأوروبيين والمناهضة لسياسات نتنياهو. إنّ نظام السيسي الخائن، ومعه جميع الأنظمة العميلة في المنطقة، تتسابق في خدمة دولة يهود، وخدمة من يدعمها من القوى العظمى كأمريكا، وتُساعدها في تمكينها من التمدد والتوسع في فلسطين، وفي تبرير عدوانها المتواصل على جميع شعوب العالم الإسلامي في كل مكان بالتعاون مع كل أعداء الأمّة الإسلامية. إنّ مواجهة عدوان كيان يهود المتغطرس ضدّ قضايا الأمّة الإسلامية لن يُكتب لها النجاح إلا بالعمل على إسقاط هذه الكيانات المتخاذلة العميلة التابعة للقوى الاستعمارية، ولا يتمّ ذلك إلاّ بإقامة دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاض هذه الكيانات.