الأربعاء، 15 يوليو 2015

مغزى زيارة محمد بن سلمان لحاملة الطائرات الأمريكية (روزفلت)




مغزى زيارة محمد بن سلمان لحاملة الطائرات الأمريكية (روزفلت)
خبر وتعليق



الخبر:

زار ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان حاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت، وذلك بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية، ورافق الأمير محمد بن سلمان في هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من وزارة الدفاع الأمريكية مساعد وزير الدفاع محمد العايش ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبد الرحمن البنيان وقائد القوات الجوية بالنيابة اللواء طيار ركن عبد الله الغامدي، كما رافق الأمير محمد بن سلمان خلال الجولة قائد الأسطول الأمريكي الخامس الفريق جون ميلر والسفير الأمريكي لدى المملكة جوزيف ويستفل والملحق الدفاعي في السفارة العقيد عباس داهوك.

وتعد حاملة الطائرات ثيودور روزفلت إحدى الحاملات الأمريكية التي تعمل بالطاقة النووية وتحوي على منصات لإطلاق صواريخ موجهة بالليزر ومدمرات وفرقاطات وسفن إمداد وغواصات.


التعليق:

يأتي هذا الاستدعاء الأمريكي - وليست الزيارة - للأمير محمد بن سلمان لزيارة حاملة الطائرات الأمريكية بمناسبة مرور سبعين عاماً على استدعاء الملك عبد العزيز مؤسس المملكة السعودية للمدمرة الأمريكية كوينسي، والاجتماع على ظهرها بالرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت في نهاية الحرب العالمية الثانية في مثل هذه الأيام من العام 1945.

لقد كان استدعاء روزفلت لعبد العزيز ونقله من جدة على متن سفينة حربية أمريكية إلى قناة السويس، والاجتماع به على ظهر المدمرة كوينسي نقطة تحول في تاريخ الدولة السعودية، وتحويل ولائها من الإنجليز إلى الأمريكان، لدرجة أن رئيس وزراء بريطانيا آنذاك قد جُنّ جنونه، واستدعى بدوره عبد العزيز بعد انتهاء اجتماعه بروزفلت إلى القاهرة، واجتمع به، وأنّبه، وأهانه، واحتسى الخمر أمامه، ونفث دخان سيجاره في وجهه، وذلك خلافاً للعرف الدبلوماسي المعهود به في الاجتماعات مع الملوك.

فترتب على ذلك الاجتماع الخطير دخول النفوذ الأمريكي بقوة إلى السعودية ومزاحمته للنفوذ البريطاني العريق فيها، وهو ما اعتبر وقتها انقلاباً أمريكياً حقيقياً تغيرت بموجبه العلاقات السياسية في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

ولم يكن توقيت استدعاء محمد بن سلمان - الملك غير المتوج - للسعودية بدعوة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، وبعد سبعين عاماً من استدعاء جده عبد العزيز لم يكن من باب الصدفة، وإنّما كان من باب التأكيد على استمرار تبعية السعودية المطلقة لأمريكا.

ولعل اصطحاب محمد بن سلمان لكبار قيادات الجيش السعودي من مثل مساعد وزير الدفاع محمد العايش ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبد الرحمن البنيان وقائد القوات الجوية بالنيابة اللواء طيار ركن عبد الله الغامدي واجتماعهم خلال الجولة مع كل من قائد الأسطول الأمريكي الخامس الفريق جون ميلر والسفير الأمريكي لدى المملكة جوزيف ويستفل والملحق الدفاعي في السفارة العقيد عباس داهوك، لعله دليل جديد على ربط قادة الجيش السعودي بالمسؤولين الأمريكيين ربطا محكما، وقطع الطريق على عملاء بريطانيا في الحرس الوطني، وتحويل الدولة السعودية إلى ما يشبه جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية إبان القرن الماضي.