الخميس، 19 يونيو 2014

انهيار الدولة العراقية مقدمة لقيام دولة الاسلام


خبر وتعليق
سرعة انهيار الدفاعات الحكومية العراقية يتماشى مع سرعة التحولات الاستراتيجية في المنطقة



الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام المختلفة أخبار انهيار القوات الحكومية العراقية بسرعة قياسية في الموصل، وهروب القادة العسكريين وعشرات الآلاف من الضباط والجنود من ساحات القتال، وتخليهم بسهولة عن كل تلك المرافق والقواعد والأسلحة والآليات العسكرية الضخمة التي تكفي للقتال والصمود لمدة طويلة، واستيلاء مسلحين - على كل تلك المعدات - وهم بأعداد محدودة من العشائر ومن التنظيمات الإسلامية، ومن أبرزها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام واستيلائهم على مناطق واسعة شمالي العراق.

التعليق:
إنّ الجيش العراقي الحكومي من حيث الشكل هو جيش كبير، أنفقت عليه أمريكا عشرات المليارات من الدولارات، وحشدت فيه ما يُقارب المليون جندي، وزوّدته بمختلف الأسلحة الفتّاكة المتطورة، وسلّمته قواعد عسكرية كان جيش الاحتلال الأمريكي هو الذي أقامها بنفسه، وبالرغم من كل هذا البناء الضخم فقد انهار بسرعة عجيبة غريبة عندما هوجم من قبل مجموعة صغيرة من المقاتلين العقائديين.
إنّ السبب الرئيسي لانهيار هذا الجيش هو فقدانه لما يُسمى بالعقيدة العسكرية، وتكوينه على أساس انحيازه انحيازاً أعمىً لطائفة واحدة على حساب سائر المكونات الأخرى للرعية.
لقد فشلت أمريكا في الواقع فشلاً ذريعاً في بناء قوة عسكرية طائفية تخدم الأجندة المرسومة لها، وتُحافظ على مصالحها، وتحفظ نفوذها.
إنّ انكشاف عورة الجيش العراقي بهذا الشكل المفاجئ إنّما يكشف عن مدى هشاشة الدولة العراقية نفسها، وعن خلخلة كيانها، ويؤكد على إمكانية زوالها واندثارها بسهولة بالغة.
وليست الدولة العراقية وحدها هي التي تنطبق عليها هذه الأوصاف، وإنّما غالبية الدول العربية ينطبق عليها ما ينطبق على العراق، فما يجري في سوريا وليبيا واليمن والسودان لا يختلف كثيراً عمّا يجري في العراق، وأمّا سائر الدول العربية الأخرى التي لم تشهد بعدُ انهيارات أمنية خطيرة حتى الآن لا يعني أنّها بمأمن من حدوثها مستقبلاً، فهذه الكيانات متشابهة في الهشاشة، وجيوشها تفتقد لما يُسمى بالعقيدة العسكرية التي تحمي الدول الطبيعية من الانهيارات المماثلة لما جرى في العراق وسوريا.

إنّ المتوقع أنّ ما يجري في سوريا والعراق سرعان ما سينتقل إلى الدول المجاورة، وهو ما يؤدي إلى تحولات استراتيجية نوعية في المنطقة، تُنذر بتغيير خريطة الشرق الأوسط برمتها، وتؤدي إلى ولادة كيانات جديدة ضمن مخاض عنيف يعصف بالمنطقة حالياً، وسوف لن ينتهي على الأرجح إلا بإقامة الدولة الإسلامية الشاملة التي ترعى مصالح جميع المسلمين رعاية حقيقية.