الجمعة، 27 نوفمبر 2009

بريطانيا تُهاجم إدارة أوباما

بريطانيا تُهاجم إدارة أوباما
للمرة الأولى يتحدث وزير دفاع بريطاني بشكل علني عن تخبط الادارة الأمريكية في معالجتها للشأن الأفغاني، فقد نقات صحيفة الديلي تلجراف أقوال الوزير ومنها:" ان عدم وجود اتجاه واضح في واشنطن فيما يتعلق بالمهمة في أفغانستان قد جعل مهمة إقناع الرأي العام البريطاني بدعم العمليات في أفغانستان أمراً صعباً"، وعلّقت الصحيفة على تصريحات الوزير بقولها:" إنها تعكس إحباطاً متزايداً في أوساط حكومية بريطانية وحتى عسكرية سابقة من ارتباك إدارة أوباما في أفغانستان".
إن هذه التصريحات تُؤكد وجود توتر في العلاقات بين لندن وواشنطن على خلفية الأزق الذي آلت إليه الأوضاع في أفغانستان، وهي ان دلّت على شيء فانها تدل على مدى حجم الخلاف السياسي الناشب بين الدولتين في مجمل السياسات الخارجية.
لعل الاستراتيجية الأمريكية غير الواضحة تجاه أفغانستان هي التي أشعلت هذا الصراع من جديد، خاصة مع تزايد الوتيرة في أعداد القتلى في صفوف الجنود الأمريكيين والبريطانيين بشكل غير مسبوق في حرب أفغانستان.
وما يزيد الطين بلة بالنسبة للبريطانيين أمران هما:
1 – تأخر الاعلان عن خطة أوباما التي من المتوقع الاعلان عنها يوم الثلاثاء القادم.
2 – عدم اشراك البريطانيين أو مشاورتهم في وضع تفاصيل الخطة وكأن الأمريكان لوحدهم في أفغانستان.
ان هذا الهجوم الدبلوماسي البريطاني الحاد ضد ادارة أوباما ما كان ليحدث لولا ظهور ضعف بائن في شخصية أوباما، والذي تمثل بشكل جلي في تردده في اتخاذ غالبية القرارات الصعبة.

الخميس، 26 نوفمبر 2009

ثلاثة عناوين إخبارية

عناوين وأخبار

1- تطبيع مغربي يهودي جديد واتفاق على محاربة الإسلام.

2- سلطات الاحتلال اليهودية تعتقل خمسة ضباط يعملون في مخابرات السلطة الفلسطينية.

3- جماعة الإخوان المسلمين في سوريا يخالفون جماعة الإخوان في مصر ويختلفون معهم بخصوص أحداث
اليمن.

الأنباء بالتفصيل

1) استُقبلت وزيرة الخارجية السابقة في الكيان اليهودي تسيبي ليفني في مدينة طنجة المغربية، وشاركت في مؤتمر ميدايز 2009 الذي ترعاه مؤسسة منتدى أماديوس والذي يركز على حل النزاعات في أفريقيا.
وألقت ليفني كلمة سياسية ضد الإسلام في المؤتمر دعت فيها إلى استبعاد الدين الإسلامي عن القضية الفلسطينية وقالت: "إن مشكلة الشرق الأوسط مشكلة فلسطينية إسرائيلية وليست يهودية إسلامية ولا عربية إسرائيلية" على حد زعمها.
ووافقها ممثل السلطة رفيق الحسيني الذي صافحها مرتين في المؤتمر وقال: "لا نريد نزاعاً دينياً" وطالب بما ُيطالب به عادة القادة المفلسون في السلطة والدول العربية بوقف الاستيطان واستئناف المفاوضات مع (إسرائيل).
فالقيادة اليهودية والفلسطينية والعربية متفقة أصلاً على محاربة الإسلام وإبعاده بشكل دائم وقاطع عن الصراع. وأما النظام المغربي فادعى أن استقبال ليفني يأتي ضمن ما أطلقت عليه الدولة المغربية ب(سياسة اليد الممدودة للطرف الآخر) باعتبار أن السلم والتفاهم والمفاوضات هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة على حد ادعائها، وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري إن "المغرب يؤكد من جديد على أهمية الإطلاق الفوري لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أسس سليمة ومتينة". ومعلوم أن نجل وزير الخارجية المغربي إبراهيم الفاسي الفهري هو الذي يتولى إدارة منتدى أماديوس الذي استضاف ليفني.
وعلَّق خالد السفياني رئيس مجموعة العمل المغربية لمساندة فلسطين والعراق على زيارة ليفني بقوله: "إنها أيام سوداء في تاريخ المغرب، ومن استدعائها يهين الشعب المغربي ويصبح شريكاً معها في جرائمها".

2) لم تسلم السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي تسهر على حماية أمن دولة يهود، لم تسلم من اعتقال سلطات الاحتلال اليهودية لضباطها ومسؤوليها، فقد ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن جيش الاحتلال اليهودي اقتحم قرية عقربا الفلسطينية الواقعة جنوب مدينة نابلس المحتلة، واعتقل مدير جهاز المخابرات في مدينة سلفيت المجاورة لنابلس محمد عبد الحميد بني فضل، واعتقل كذلك أربعة ضباط آخرون يعملون في نفس الجهاز ضمن عمليات مداهمة واقتحامات لقرى أخرى.
وعلَّق عدنان الضميري المسؤول السياسي العام للأجهزة الأمنية الفلسطينية على هذه الاعتقالات بقوله: "هذه أكثر من رسالة، هم يحاولون بشتى الوسائل أن يمسوا هيبة السلطة، ويقولون للعالم إن الفلسطينيين لا يستحقون الدولة التي يطالبون بها، وهذا يتم من خلال تخريب الأمن والمس بمستوى الأجهزة الأمنية".
وهكذا نجد أن أجهزة دايتون / عباس لم تتمكن حتى من حماية نفسها من اعتقالات جيش يهود لبعض مسؤوليها، وهرع مسؤولو السلطة الفلسطينية كالعادة إلى أمريكا ولية أمرها للشكوى على هذا الاعتقال، وتعهدت لها أمريكا بالتحدث مع دولة يهود من أجل وقف عمليات الاعتقال والإفراج عن الضباط المعتقلين.
هذا هو مصير من يُسلم زمام أمره إلى عدوه، وهذا هو الهوان الذي يلحق به جراء ولائه لأمريكا وأعداء الأمة.

3) خالفت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا في موقفها تجاه أحداث اليمن مواقف جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن أقطار أخرى، فقد أصدر المراقب العام للجماعة في سوريا علي صدر الدين البيانوني بياناً يهاجم فيه الحوثيين وإيران بشدة، ويؤيد فيه مواقف حكومتي اليمن والسعودية منهم، وذكر البيان أن هناك "مخططاً لما حذَّرت منه جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ونبَّهت القائمين عليه، والمحرضين عليه، وحين تزحف فلول مجموعات الحوثي في هذه الأيام إلى أراضي المملكة العربية السعودية، إنما تكشف عن النيّات المبيّتة للقائمين على هذا المشروع الأثيم، والذي هو في حقيقته ليس مشروع دفاع عن وجود أو مطالبة بحقوق، بل هو مشروع بناء لكيان مزروع ليؤدي دوراً استراتيجياً في زيادة حجج الفرقة والانقسام في قلب بلاد العرب والمسلمين".
وأما المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف فدعا "إلى وقف القتال فوراً في ساحة المعركة اليمنية لمنع إراقة دماء المسلمين وقتل المدنيين الأبرياء". وأما كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في الغرب فقد أيَّد كلام عاكف وأضاف عليه: "كان الأجدر بمنظمة المؤتمر الإسلامي أن تُشكل فريقاً من العلماء لتدرس الموقف وتدعو للصالح وحقن دماء المسلمين بدلاً من أن تقف بجانب السعودية وأن تتصرف باستقلالية ولا تكون أداة بيد السعودية".

الخميس، 19 نوفمبر 2009

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار

1- رئيس النظام السوري يلهث وراء التفاوض مع كيان يهود.

2- النظام الإيراني ينسق مع تركيا لنقل اليورانيوم وتخزينه في أراضيها.

3- تسجيل أكبر عجز في الميزانية الأمريكية وفي الميزان التجاري الأمريكي منذ أكثر من عشر سنوات.

الأنباء بالتفصيل
೧1 عرض بشار الأسد رئيس النظام السوري على كيان يهود استئناف التفاوض معه من خلال الوسيط التركي، وأعرب عن تمسكه بالسلام الشامل للمنطقة، وقال بأنه مستعد للمفاوضات مع دولة الاحتلال ورحّب بالدور الفرنسي في المفاوضات، واعتبر أن حكومة يهود هي التي ترفض استئناف التفاوض مع نظامه.
ويأتي هذا التخاذل الجديد للنظام السوري مع علمه بعدم جدوى التفاوض مع دولة يهود بعد تجارب تفاوضية كثيرة معها، وهو ان دل على شيء فإنما يدل على مدى تهافت وعمالة بشار لأمريكا والتزامه المطلق بأوامرها المذلة له ولنظامه.
2) في خطوة سياسية ذات دلالة أعلن رئيس الأركان الإيراني حسن فيروز أبادي الجمعة الماضي عن تأييده لمبدأ تبادل اليورانيوم المنخفض التخصيب الموجود لدى إيران مع يورانيوم مخصب بنسبة 20% يصلح كوقود لتشغيل مفاعلها النووي المخصص للأبحاث الطبية وذلك استجابة لاقتراح وكالة الطاقة الذرية في هذا الشأن.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن وفَّرت تركيا بديلاً مأموناً ومناسباً لتخزين اليورانيوم باستعدادها لقبول أي طلب إيراني بهذا الخصوص.
وكانت الحكومة التركية قد تباحثت مع إيران حول هذا الموضوع في الأيام القليلة الماضية حيث أكَّد وزير الطاقة التركي تانر يلديز ذلك بقوله: "لن تكون هناك أي مشكلة في تخزين اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب في تركيا ولن نقول لا".
والظاهر أن القيادة الإيرانية تفضل التعامل مع تركيا بوصفها دولة تتبع السياسة الأمريكية على تعاملها مع فرنسا التي لا يوثق بها من قبل المسؤولين الايرانيين. وإذا ما تمت الموافقة على هذه الخطوة فتكون أمريكا قد نجحت بإخراج أوروبا بطريقة ذكية من اللعب في الملعب الايراني، وتكون بذلك قد منعتها من حشر أنفها في الملف النووي الإيراني.

3) سجلت أمريكا أكبر عجز في السنوات العشر الأخيرة في ميزانيتها الفدرالية وفي ميزانها التجاري حيث بلغت قيمة العجز في ميزانيتها 176.36 مليار دولار بزيادة مقدارها 20 ملياراً عن العجز المسجل في العام السابق.
وفُسِّر هذا العجز بانخفاض العائدات الضريبية وانخفاض الإيرادات المتعلقة بخطط التحفيز والإنفاق الحكومية الكبيرة التي نُفذت لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت العام الماضي.
وأما الميزان التجاري فقد أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن العجز فيه بلغ مستوى 18.2%، حيث وصل الشهر الماضي إلى 36.5 مليار دولار بينما كان العجز في شهر أغسطس (آب) الماضي قد بلغ ما قيمته 30.8 مليار دولار.
هذا وقد اتسع العجز التجاري الأمريكي مع الصين بالذات بنسبة 9.2% ليصل إلى 22.1 مليار دولار.

لعبة كرة قدم كشفت مدى هشاشة القومية العربية

لعبة كرة قدم كشفت مدى هشاشة القومية العربية
ومدى شوفينية الروابط الوطنية وعنصريتها


غالباً ما تعكس الألعاب الرياضية - التي يُفترض فيها الحيادية والحرفية - مضامين سياسية غاية في العمق والأهمية. فلعبة كرة قدم بين منتخبي مصر والجزائر التي تأهلت فيها الجزائر على حساب مصر لمونديال كأس العالم المقرر إجراؤه في جنوب أفريقيا في الصيف القادم تحولت إلى صراع سياسي عنيف بين البلدين وأدَّت إلى ما يشبه القطيعة السياسية بين الدولتين.
وتحدثت وكالات الأنباء عن أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وعلى خلفية هذه المشاحنات يعتزم إعادة النظر في العلاقات الجزائرية المصرية، وأنه زعم أنه أُصيب بصدمة جرّاء ما حصل للفريق الجزائري وللجزائريين في مصر من إهانات واعتداءات على أيدي المصريين.وفي حين يتوجه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يوم الأحد المقبل الى القاهرة لإجراء مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك وعدد آخر من كبار المسؤولين المصريين، ويُستقبل وكأنه ضيف وصديق على أهل مصر أعلنت القاهرة الخميس استدعاء سفيرها بالجزائر للتشاور ولإبلاغه بضرورة قيام حكومة بلاده بتحمل مسؤولياتها في حماية المصريين والمنشآت والمصالح المصرية بالجزائر.
ولأجل هذا هذا الغرض عقد الرئيس حسني مبارك اجتماعاً موسعاً مع عدد من كبار المسؤولين في الحكومة المصرية، بينهم رئيس الوزراء ورئيسي مجلسي الشعب والشورى، وعدد من الوزراء، إضافة إلى مدير المخابرات العامة، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، لبحث التداعيات الناجمة عن هذا الحدث ( الجلل )، والذي استدعى انعقاد مجلس الحرب هذا.
وانتقلت حالة العداء التي افتعلتها الزُمر السياسية الفاسدة في البلدين إلى الصحافة والإعلام أولاً، ثم إلى الجمهور في كلا البلدين ثانياً، فالصحف المصرية شنَّت هجوماً عنيفاً على الجزائر وذكَّرتها بأفضال مصر عليها في حرب التحرير في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، والصحف الجزائرية ردَّت بهجوم معاكس على الصحف المصرية وادَّعت بأن مصر استفادت من الثورة الجزائرية في تأميم قناة السويس بعد علمها بأن فرنسا مشغولة بالجزائر ولا قدرة لديها للدخول في حرب جديدة مع مصر عام 1956م.
وأُقحم في النزاع المسؤولون الرياضيون في كلا البلدين، كما أقحم من يوصفون بالفنانين من خفاف العقول الذين شاركوا في تأجيج مشاعر الغضب والانفعال لدى الجماهير العريضة في مصر والجزائر على حد سواء، وفي إثارة الحقد والكراهية بين الشعبين.
وتحدثت الأنباء عن تسليح المشجعين من أتباع كل ناعق بالأسلحة البيضاء بعد نقل الحكومتين المصرية والجزائرية لهم بالطائرات إلى السودان وعلى نفقتيهما الخاصة، وكان الأحرى بهذا الإنفاق أن يُوجه لصالح ملايين الفقراء والمعدمين في البلدين.
وهكذا لعب الحكام العملاء في مصر والجزائر لعبة قذرة في بث عوامل الفرقة والانقسام بين الشعبين، وفي إثارة مشاعر الكراهية والحقد بين أعضاء جسم الأمة الإسلامية الواحد.
إن افتعال مثل هذه القلاقل السياسية بين الدولتين على يد القيادتين السياسيتين للحكومتين المصرية والجزائرية قد أظهرت مدى هشاشة الرابطة القومية العربية التي يتبجح بها النظامان، وتُظهر كذلك مدى اضمحلالها في أذهان ومشاعر الشعوب العربية، كما أظهرت هذه القلاقل من ناحية أخرى مدى عنصرية وشوفينية الروابط الوطنية المصرية والجزائرية والتي استطاعت أن تُحول حادث كروي رياضي عادي إلى نزاع عميق وجرح غائر بين أبناء الأمة الواحدة والشعب الواحد.
فتركيز الإعلام المصري على سبيل المثال على عظمة مصر وتاريخها وفرعونيتها وجاهليتها يثير عند الجزائريين وغيرهم من الشعوب العربية والمسلمة الأخرى مشاعر الغيرة والعصبية للدفاع عن هويتها.
وهذا هو حال الوطنية والقومية دائماً، وهذا هو ديدنها فهي سلاح يفتك أول ما يفتك بالشعوب المتمسكة به، ولا يصلح أبداً لتوحيد الأمة ضد أعدائها الحقيقيين.
إنها العصبية الجاهلية بكل تجلياتها وأهدافها قد تجسّدت تماماً من خلال حدث رياضي عابر، وتحوّلت إلى عنصرية واضحة، وحقد أعمى، حوّل - وبكل بساطة - علاقة الاخوة والعقيدة إلى علاقة العداوة والبغضاء.

الجمعة، 13 نوفمبر 2009

النظام اليمني يستغيث بأمريكا لإنقاذه من السقوط

النظام اليمني يستغيث بأمريكا لإنقاذه من السقوط

لم يجد نظام علي عبد الله صالح المتهالك في صنعاء بُداً من اللجوء إلى أمريكا والتوقيع معها على اتفاقية أمنية عسكرية، فقد عصفت الأحداث في شمال اليمن وجنوبه، واضطر النظام إلى توقيع اتفاقية أمنية وعسكرية مذلَّة مع أمريكا لتحميه من السقوط.
ووقع الاتفاقية عن الجانب اليمني رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اللواء الركن أحمد علي الأشول ووقعها عن الجانب الأمريكي العميد جفري سميث، وثمَّن الأشول الجهد الذي بذله الجانب الأمريكي في تعزيز التعاون المشترك بين الجيشين الأمريكي واليمني على حد زعمه، بينما قال سميث: "إن هذه الجولة من المفاوضات التي عقدت في صنعاء تعتبر امتداداً للعلاقات الجيدة والدائمة بين بلاده واليمن وأن أمريكا ستواصل دعمها لليمن للحفاظ على وحدته وأمنه، واستقراره عامل مهم لواشنطن".
إن هذا الاتفاق المشين الذي وُقّع الثلاثاء بين الحكومة اليمنية والأمريكان في مجال المخابرات العسكرية والتدريب العسكري يأتي في وقت تشتد فيه المعارك في شمال اليمن بين الحكومة والحوثيين، وتضطرب فيه الأوضاع في جنوب اليمن بين الحكومة والانفصاليين.
وبدلاً من أن يلجأ النظام اليمني إلى الدول العربية أو المسلمة لمساعدته على إيقاف الحرب الأهلية، يرضخ النظام إلى أمريكا التي تفرض عليه توقيع اتفاقيات عسكرية وأمنية متواصلة لتحوله إلى دولة تابعة مستسلمة راكعة.
كان بمقدور النظام الحاكم في اليمن لو كان يملك إرادة الحل لمشاكله أن يمتثل لحكم الشرع في وقف الاقتتال بناءً على مفهوم الآية الكريمة ]وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ...[، لكن النظام أبى إلاّ الانصياع لإملاءات أمريكا بدلاً من الاهتداء بكتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلم، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على مدى بُعد هذا النظام الطاغوتي عن الإسلام، ومدى خنوعه لأنظمة الكفر الوضعية.

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار

1- أردوغان يسعى لفرض زعامة تركيا على البلدان العربية والإسلامية خدمة للمصالح الأمريكية.
2- السعودية تنخرط بشكل مباشر في الحرب الأهلية اليمنية.
3- تزويد أكبر مصنع (إسرائيلي) لتوريد مواد البناء للمستوطنات بالغاز المصري.
4- مبيعات أمريكا من السلاح للدول العربية والمسلمة للعام الجاري بعشرات المليارات من الدولارات.

الأخبار بالتفصيل

1) تُولي حكومة أردوغان شطرها نحو البلدان العربية والإسلامية في محاولة جادة منها للقيام بدور الزعامة لقيادة تلك البلدان المنضوية في ما يُسمى بمنظمة المؤتمر الإسلامي والتي تعقد قمتها في اسطنبول في الأيام القلائل القادمة تحت لوائها خدمة للمصالح الأمريكية.
وفي تحدٍ صارخ للاتحاد الأوروبي الذي تضع دوله العراقيل أمام دخول تركيا في فضائه تم دعوة الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى المؤتمر بالرغم من مطالبة الأوروبيين بمحاكمته بناء على مذكرة الاعتقال الدولية بحقه.
ويحاول أردوغان الظهور بمظهر القائد القوي والبراجماتي أمام الغرب، فهو من جهة يحاول استقطاب إيران في محور إقليمي تركي إيراني، وهو من جهة أخرى يحاول تزعم المجموعة العربية المتناقضة مع إيران، وبذلك يبعث برسائله الى واشنطن والعواصم الأوروبية فحواها إظهار قدرته على الريادة في المنطقة للاعتماد عليه في القيام بدور رائد فيها.
وهذا الدور الوسطي الذي يقوم به أردوغان يؤسس لجعل الدول الغربية تحتاج إليه في تغيير المواقف الإيرانية المتصلة في موضوعات مثل الملف النووي و في المسألتين الفلسطينية والعراقية تحديداً.
وإلى جانب المواقف التركية السياسية المتميزة فإن تركيا تلعب دوراً اقتصادياً بارزاً على المستويين الدولي من خلال مجموعة العشرين والإقليمي من خلال استثماراتها الضخمة مؤخراً في العراق والسودان.

2) تقوم الطائرات الحربية السعودية من طرازي F15 وتورنادو بغارات جوية مكثفة على جانبي الحدود السعودية اليمنية ضد معاقل الحوثيين الذين يقولون بأنهم قتلوا وأسروا عدة جنود سعوديين قاموا بمساعدة الحكومة اليمنية ضدهم. وتقول الأنباء بأن السعودية حرَّكت اللواء العسكري الرابع من منطقة خميس مشيط إلى منطقة نجران للمشاركة في الحرب في اليمن. وتدعي كل من الحكومة السعودية والحوثيين تحقيق إنجازات في المعارك التي اندلعت على طرفي الحدود، فيما تقول الإدارة الأمريكية بأنها تتوقع حرباً طويلة المدى في اليمن، وهي تطالب فقط بالحفاظ على سلامة المدنيين وهو ما يعني أن أمريكا هي من تشعل فتيل الحرب في اليمن.
إن أمريكا وعملاءها لا شك بأنهم يقفون وراء هذه الحرب الأهلية المجنونة في اليمن والتي من المؤكد أنها ستجلب المآسي العديدة والكوارث الجديدة للمسلمين. وإن الذرائع المذهبية والطائفية الواهية يستخدمها زعماء اليمن والسعودية كمبررات للانخراط في هذه الحرب القذرة.


3) ذكرت صحيفة (كالكاليت) الاقتصادية (الإسرائيلية) في تقرير لها نشرته الثلاثاء الماضي أن شركة (أي ام جي) المصرية للغاز الطبيعي بدأت بضخ كميات تجريبية من الغاز الطبيعي لمحطة الطاقة التابعة لمصنع (نيشر) للإسمنت والذي يعتبر أكبر مصنع من نوعه في (اسرائيل) يقوم بتوريد مواد البناء والتشييد للمستوطنات (الإسرائيلية).
وكانت الحكومة المصرية قد بدأت بضخ الغاز إلى دولة يهود للمرة الأولى قبل عام ونصف العام بكمية من الغاز مقدارها 1.7 مليار متر مكعب لمدة 15 عاماً قابلة للتمديد.
ويأتي هذا الضخ المصري الجديد للغاز المصري إلى دولة يهود لمساعدتها في الاسراع في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية في وقت يُحرم فيه أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة من إدخال ولو حفنة صغيرة جداً من الإسمنت.

4) تحدثت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجمعة الماضية عن صفقات بيع السلاح بعشرات المليارات من الدولارات لدول عربية ومسلمة للعام الجاري، فقد ذكرت الوزارة أن قائمة الدول العربية والبلدان الاسلامية المستوردة للسلاح الأمريكي لهذا العام تصدرتها الإمارات العربية بمبلغ 7.9 مليار دولار تليها أفغانستان بمبلغ 5.4 مليار دولار ثم السعودية بمبلغ 3.3 مليار دولار ومصر بمبلغ 2.1 مليار دولار فالعراق بمبلغ 1.6 مليار دولار. وتتوقع الوزارة لمبيعاتها من السلاح في العام 2010م أن تبلغ ما يقارب الثمانية والثلاثين مليار دولار أمريكي.
وبالرغم من هذه المبيعات الهائلة من السلاح الأمريكي للبلدان العربية والاسلامية ولغيرها من البلدان فإن الاقتصاد الأمريكي ما يزال في حالة من التباطؤ الاقتصادي، ومن أحدث الأدلة على ذلك تخطي معدل البطالة في أمريكا لأول مرة ومنذ ثلاثة عقود حاجز العشرة بالمائة والذي أدّى إلى فقدان 190 ألف وظيفة من السوق الأمريكية.

السبت، 7 نوفمبر 2009

شبهات حول العلاقة الأمريكية الإيرانية

شبهات حول العلاقة الأمريكية الإيرانية
في السنوات الخمس الماضية لم تتوقف وسائل الإعلام عن الحديث عن الملف النووي الإيراني، ولم تنته التجاذبات والمشاحنات بين الدبلوماسيين الإيرانيين من جهة وبين الدبلوماسيين الغربيين لا سيما الأمريكيين منهم من جهة ثانية، لدرجة أن كثيراً من المراقبين والمحللين السياسيين اعتبروا أن الصراع بين إيران وأمريكا صراعاً حقيقياً، وأن نهاية الصراع لا بد آتية، وأن الضربة الأمريكية أو (الإسرائيلية) المدعومة أمريكيا قد اقترب أوانها.
ولكن المدقق في واقع العلاقات الأمريكية بإيران يجد أن الأمور كلما وصلت إلى حافة الهاوية عادت من جديد إلى حلبة الصراع (الرياضية) الآمنة، وفُتح النقاش مع إيران من جديد، وطُرحت ملفات جديدة للحوار، وأدخل العالم في حالة من الغموض السياسي بشأن تلك العلاقات المضطربة بين الطرفين.
والظاهر من سلوك القادة الإيرانيين أنهم واثقون من عدم وقوع ضربة أمريكية ساحقة ضد قدراتهم العسكرية والنووية، ويبدو أنهم مطمئنون إلى أن سجالاتهم مع أمريكا والغرب لن تُفضي إلى الانفجار حتماً، ولن يخسروا من الاستمرار بدبلوماسية حافة الهاوية التي ينتهجونها.
ويغلب على الظن أن إيران تُنسق سياستها الخارجية مع أمريكا تنسيقاً تاماً، أو بمعنى آخر فهي تلتزم بالتعليمات الأمريكية في كل ما يتعلق بسياستها الخارجية، فهذه السياسة متطابقة مع السياسة الأمريكية في العراق وفي أفغانستان كلياً، وهي سياسة خادمة للأهداف الأمريكية في الخليج وفي الشرق الأوسط بكل تأكيد.
ولهذه الأسباب مجتمعة فإن العلاقة الإيرانية الأمريكية تشوبها الشبهات الكثيرة، خاصة وأن التنسيق الأمني والسياسي بينهما بلغ على أرض الواقع مداه خاصة في العراق وأفغانستان.
وأما مسألة الملف النووي وما يُثار حولها من لغط، فما هي سوى الرافعة التي تستخدمها إيران لتصير دولة إقليمية عظمى في المنطقة، وهو الأمر الذي وافقت عليه أمريكا فعلاً، بدليل أنها وافقت على مبدأ بيع إيران لليورانيوم المخصب وهو ما لم يحصل قط مع أي دولة أخرى غير نووية.
ولعل ما ينتاب الإعلاميين والسياسيين من حيرة واضطراب بسبب التصعيد الكلامي بين إيران وأمريكا، بينما يجري تنسيق فعلي بينهما على الأرض ممكن إزالته بكل بساطة ويسر وذلك بعد أن كشف الضابط الأمريكي السابق لاري فرانكلين الذي كان مسؤولاً عن الملف الإيراني في وزارة الدفاع الأمريكية في فترة الغزو الأمريكي للعراق في إدارة بوش السابقة عن حقيقة العلاقات الأمريكية الإيرانية آنذاك، حيث ظنَّ فرانكلين مثل الكثيرين غيره أن إيران هي أشرس عدو لأمريكا فقال: "قرَّرت واشنطن غزو العراق دون وجود سياسة حاسمة إزاء أشرس عدو لها وهو إيران". وبعد أن شعر فرانكلين أن الإدارة الأمريكية لم تكن جادة في سياستها ضد إيران أثناء الغزو قام بتسريب معلومات خاصة عن إيران أخذها من البنتاغون وسلَّمها إلى دولة يهود من خلال دبلوماسي (إسرائيلي) سابق لدى واشنطن، كما قام بتسريب معلومات مماثلة إلى (الإيباك) ظاناً أن ذلك سيقنع مجلس الأمن القومي بآرائه، لكن النتيجة جاءت معاكسة لما أراد فاتهموه بالتجسس ضد الدولة لصالح دولة أجنبية وألقي به في السجن.
وبعد خروجه من السجن كشف لاري فرانكلين عن مناقشاته داخل أروقة وزارة الدفاع الأمريكية فقال: "جادلت كثيراً داخل البنتاغون بشأن تغيير النظام الإيراني، وطالبت بتغيير النظام وليس بالتكيف مع الواقع، لكن كان هناك مسؤولين في الخارجية وجهاز الاستخبارات (سي آي إيه) يعارضونني".
وأوضح فرانكلين أن "هذا أدّى إلى فوضى وارتباك، وأما المتشددون الذين يحكمون إيران فاعتقدوا أننا نعلن سعينا لتغييرهم، ولكن من ناحية عملية فنحن لا نريد ذلك".
إن مثل هذا الكشف من قبل مسؤول أمريكي سابق عن واقع العلاقة المشبوهة بين أمريكا وإيران قد يُزيل شيئاً من الحيرة لدى الكثير من المراقبين السياسيين بشكل عام عن طبيعة العلاقات الأمريكية الإيرانية، ويؤكد من جهة أخرى أن هناك تنسيق واضح بين واشنطن وطهران في السياسة الخارجية، وأن ما (تطنطن) به وسائل الإعلام عن حالة من العداء والصراع بينهما إن هو إلا جعجعة إعلامية الغرض منها تقوية مكانة إيران إقليمياً في المنطقة.

الخميس، 5 نوفمبر 2009

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار

1- بريطانيا تلاحق فرنسا في الجزائر.
2- كولومبيا تمنح أمريكا قواعد عسكرية دائمة لتهديد دول أمريكا اللاتينية.

الأخبار بالتفصيل

1) في مؤتمر نظَّمه ما يُسمى بمجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني (كانو) وجمعية الدراسات الجزائرية في كلية بيربيك في جامعة لندن يوم الخميس الماضي في لندن تحدثت وزيرة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السابقة في وزارة الخارجية البريطانية البارونة إليزابيث سايمونز منتقدة بشدة الدور الفرنسي والأوروبي في الجزائر وفي المنطقة العربية عموماً فقالت: "إن علاقة بريطانيا بالجزائر جيدة في هذه المرحلة، وإن قيادة الجزائر تحررت إلى حد ما من هيمنة فرنسا عليها، ولكن الوجود الفرنسي الثقافي واللغوي والحضاري ما زال فاعلاً برغم رغبة الجزائر في تعزيز روابطها مع المملكة المتحدة وأمريكا والصين والهند ومع جيرانها العرب".
ومعلوم أن الجزائر أصبحت الدولة الثانية في تصدير الغاز الطبيعي لبريطانيا من خلال التعاون بين شركتي سوناطراك الجزائرية وبريتش بتروليوم البريطانية. وقالت سايمونز مهاجمة أوروبا وفرنسا: "إن أوروبا تقدم الوعود في برامج الشراكة الأوروبية المتوسطية ولكن هذه الوعود تنتقل إلى حيز التنفيذ"، وعبَّرت عن استيائها من فرنسا خصوصاً لكونها تلقي باللوم على الدول العربية في كل مشكلة تحدث في المنطقة، وهو ما يغضب القيادات الجزائرية والعربية على حد قولها.
وكانت بريطانيا قد باعت الجزائر مؤخراً طائرات وفرقاطات ومعدات عسكرية بمليارات الدولارات وهو ما يعني أن النفوذ البريطاني عاد إلى الجزائر بقوة مع تحكم الرئيس الجزائري بوتفليقة بالسلطة بشكل كبير، خاصة وأن الأخير معروف بعمالته لبريطانيا منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي وذلك عندما كان وزيراً للخارجية إبان حكم الرئيس الأسبق هواري بومدين.

2) وقَّعت الولايات المتحدة الأمريكية وكولومبيا اتفاقاً عسكرياً يؤمّن بموجبه للجيش الأمريكي استخدام سبع قواعد جوية وبحرية وبرية لمدة عشر سنوات يعمل فيها ثمانمائة عسكري أمريكي وستمائة متعاقد كلهم محميون من الملاحقات القضائية في المحاكم الكولومبية. ومن أهم تلك القواعد السبع قاعدة بالانكيرو الجوية قرب العاصمة الكولومبية بوغوتا التي رصدت لها الإدارة الأمريكية 46 مليون دولار.
وقد أحسَّت الدول اللاتينية فعلاً بالخطر من هذه القواعد الأمريكية الجاثمة على قارتها لا سيما الدول المجاورة لكولومبيا وهي فنزويلا والإكوادور والبيرو والبرازيل وبنما.
وتدَّعي الإدارة الأمريكية أن هذه القواعد تهدف فقط إلى مكافحة المخدرات، بينما يرى معظم المراقبين أن هدفها تمكين الجيش الأمريكي من التركز والانتشار في قلب القارة الأمريكية الجنوبية للسيطرة على قلب القارة.
هذا وقد اتهم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أمريكا بعد هذا التواجد العسكري الجديد لها في كولومبيا بأنها الإمبراطورية التي تسعى لشن "تحرك حربي جديد يستهدف أمريكا الجنوبية" على حد وصفه.
وقد عوَّضت كولومبيا أمريكا بهذه القواعد عن القاعدة العسكرية التي فقدتها أمريكا في الإكوادور، والتي تم إغلاقها وطرد الأمريكيين منها بعد وصول اليساريين للحكم في كيتو العاصمة الإكوادورية مؤخراً.