الجمعة، 31 يوليو 2009

جماعة "بوكوحرام" في نيجيريا تُجسد كبت الدولة العلمانية لأي توجه إسلامي عفوي

جماعة "بوكوحرام" في نيجيريا تُجسد كبت الدولة العلمانية لأي توجه إسلامي عفوي

التعليق السياسي
تشكلت جماعة "بوكوحرام" الإسلامية في نيجيريا في العام 2004م في المناطق الشمالية للبلاد، ومعنى الكلمة باللغة السواحلية المستخدمة في كثير من الدول الإفريقية " التعليم الغربي حرام "، ودعت هذه الجماعة كغيرها من الجماعات الإسلامية الكثيرة المنتشرة في الشمال النيجيري دعت إلى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية تطبيقاً كاملاً في جميع مناحي الحياة في الدولة النيجيرية.
لكن التطبيق المحدود لأحكام الشريعة في اثنتي عشرة ولاية نيجيرية في مناطق الشمال لم يقنع الناس بأن الإسلام قد طُبق فيها، وهو ما دعا جماعة بوكو حرام إلى رفع وتيرة مطالبها بتطبيق أحكام الإسلام في كل الدولة النيجيرية وإقامة دولة إسلامية حقيقية فيها.
لكن الدولة النيجيرية التي يبلغ عدد سكانها المائة وخمسون مليوناً أكثر من نصفهم من المسلمين وإن كانت تراعي تطبيق الشريعة الإسلامية في الولايات الشمالية بشكل محدود، إلا أنها كانت وما زالت تقمع أي توجه إسلامي حقيقي في تلك الولايات، فهي تكبت أي دعوة لتوحيد الشعب النيجيري تحت راية العقيدة الإسلامية بحجة وجود تعددية دينية وعرقية في نيجيريا.
ومن المعروف تاريخياً أن الشمال النيجيري كان مركزاً لأعظم الدول الإسلامية في القارة الأفريقية، وكانت جماعات الهاوسا العرقية قد وحدت جميع العرقيات الإسلامية الأخرى في ظل خلافة إسلامية واحدة في المناطق الشمالية لمئات السنين.
إلا أنه ومنذ الاحتلال البريطاني للبلاد تم القضاء على الدولة الإسلامية في المناطق الشمالية وتم ربطها مع المناطق النصرانية في الجنوب لكي لا يكون في نيجيريا أغلبية مسلمة يقام فيها خلافة إسلامية مرة ثانية.
وأشغلت بريطانيا النيجيريين بعد خروجها الشكلي من البلاد بالحروب العرقية بين المسلمين والنصارى وبين الأعراق المختلفة لمدة طويلة من أجل تغليب الناحية القومية على الناحية الدينية بين المسلمين النيجيريين.
إنه بالرغم من أن معظم حكام نيجيريا الذين تولوا الحكم فيها منذ سني الاستقلال ينحدرون من أصول إسلامية، إلا أن مراكز القوة الاقتصادية والسياسية في نيجيريا ما زالت بأيدي النصارى في الجنوب حيث ما زالوا يسيطرون على النفط والصناعة والتجارة والتعليم في البلاد بينما المسلمون يعيشون على الزراعة في حالة اقتصادية متخلفة.
إن هذا الواقع الصعب الذي يعانيه المسلمون منذ عشرات السنين قد أفرز مجموعة من الحركات الإسلامية كردة فعل على هذا الواقع المرير للمطالبة بتطبيق الإسلام وإقامة الدولة الإسلامية.
ومن آخر هذه المجموعات التي ظهرت بناءً على هذا الأساس حركة "بوكو حرام" التي دفعها بغضها للدولة العلمانية إلى حملها للسلاح، وتقليد حركة طالبان الأفغانية ومحاربتها للنظام التعليمي العلماني الغربي الذي تشجعه الدولة والذي يعادي الحضارة الإسلامية. فما كان من الدولة العلمانية إلا أن قتلت أكثر من ستمائة مسلم في غضون خمسة أيام ضمن حملة قمع شديدة ضد هذه المجموعة الإسلامية، وأعدمت رئيسها محمد يوسف بعد أن اعتقلته، وقتلت المئات من أنصاره ومن المدنيين في عملية مدبرة لسحق هذه الجماعة وسحق كل من يتعاطف معها مستخدمة في ذلك الأسلحة الثقيلة .
لكن هذا القمع الوحشي ، وهذا الحقد الشديد ضد الحركات الإسلامية في نيجيريا لن يؤدي إلا إلى تصاعد المد الإسلامي وزيادة إقبال الناس على تلك الحركات، وهذا ما تأكد وجوده من قبل في باكستان وأفغانستان وغيرها من البلدان الإسلامية.

الثلاثاء، 28 يوليو 2009

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار


العناوين

1- قرار محكمة لاهاي بشأن آبيي يزيل آخر عقبة على طريق تقسيم السودان.
2- شهر تموز (يوليو) الجاري أكثر الأشهر دموية للاحتلال الأمريكي والأطلسي في أفغانستان.
3- رئيس الكنيست في دولة يهود يدعو إلى ضم الأردن إلى الكيان اليهودي.
4- حملات اعتقال واسعة في صفوف حزب التحرير بتركيا.

الأخبار بالتفصيل


1- جاء قرار محكمة لاهاي الدولية القاضي بترسيم الحدود في منطقة آبيي بين شمال السودان وجنوبه ليزيل آخر عقبة تقف في وجه مسألة تقسيم السودان إلى سودانين في العام 2011م. فقد كانت مشكلة آبيي تهدد بإلغاء اتفاقات الحكومة السودانية مع حركة التمرد الجنوبية التي عملت أمريكا كثيراً على تنفيذها وإخراجها إلى حيز الوجود، وبموجب قرار المحكمة هذا أُعطي الشمال السوداني جزءاً يسيراً من منطقة آبيي، فيما أُعطي القسم الجنوبي الجزء الأكبر، وتُركت المدينة وما حولها لقرار الاستفتاء الذي سيجري في العام 2011م للسكان والذين في غالبيتهم من الجنوبيين. ومن المعلوم ضمناً ومن المفروغ منه أنهم سيختارون الانضمام إلى الجنوب، وبذلك تتحول منطقة آبيي بغالبيتها بشكل سلس إلى الجنوبيين دون أية مقاومة تُذكر.
وقد وافقت جميع القوى السودانية على هذا القرار المشؤوم الذي حظي بدعم كامل من أمريكا والمجتمع الدولي. واعترف مندوب السودان في الأمم المتحدة أشرف قاضي بأن قرار حدود آبيي "سيمهد الطريق أمام تطبيق اتفاق السلام لعام 2005م كلياً" والتي كانت مشكلة آبيي تحول دون تطبيقه. ومن المؤكد أنه في العام 2011 سيختار سكان آبيي الانفصال عن السودان كما سيفعل سائر سكان الجنوب الذين يُحضِّرون منذ الآن للانفصال عن الشمال.
إن حجة الحكومة السودانية الوحيدة التي استندت الحكومة السودانية إليها لقبول القرار كانت قائمة على أساس ضم المناطق الشمالية لآبيي للحكومة وهي المناطق التي فيها بترول. والحقيقة أن هذه الحجة واهية، بل إنها خديعة كبرى لأهل السودان كون هذه المناطق قد تم فصلها عن آبيي، وهذا يعني بالضرورة عدم مشاركة سكانها من المسلمين في الاستفتاء المقرر عام 2011م ليعطي للغالبية من الجنوبيين الموافقة على الانفصال من دون أية معارضة.
فالشمال بسبب هذا القرار المخادع خسر الأرض والمياه مقابل القليل من النفط الذي لا يذهب نفعه إلى السكان وإنما إلى الشركات الأجنبية وإلى الحكومة السودانية، وحتى هذا القليل الذي تأخذه الحكومة سيتلاشى بعد فترة وجيزة بسبب قلة النفط، وبسبب تعرضه للاختلاط بالماء مما تكلف عملية استخراجه الكثير من الأموال.
بهذه الحجة السخيفة استطاعت حكومة البشير إخراج هذه المؤامرة إلى حيز الوجود تمهيداً لتفتيت السودان وتمزيق وحدته.

2- تكبد جيش الاحتلال الأمريكي في هذا الشهر أكبر خسائره على الإطلاق منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان في العام 2001م. فقد اعترف الجيش الأمريكي بمصرع خمسة وثلاثين جندياً أمريكياً منذ بداية الشهر تموز (يوليو) الجاري، فيما اعترف الجيش البريطاني بمصرع نحو عشرين جندياً بريطانياً إضافة إلى مصرع حوالي عشرة جنود غربيين من جنسيات أخرى.
ومجموع ما قُتل هذا الشهر من جنود الإيساف وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان بلغ حوالي خمسة وستون جندياً. وإذا استمرت وتيرة القتل على هذا النحو في الشهور المقبلة فلن يبقى جندياً غربياً واحداً مع حلول نهاية العام الحالي.

3- رد رئيس الكنيست في دولة يهود ريئوفين ريفلين يوم الخميس الماضي على تصريحات رئيس الدولة اليهودية حول إمكانية ضم الأردن إلى الكيان اليهودي بقوله: "إن قيام دولة إسرائيل على ضفتي نهر الأردن هدف قابل للتحقيق الآن أكثر من أي وقت مضى".
وكان شمعون بيريس رئيس الكيان اليهودي قد قال: "إن أُمنية زئيف جابوتنسكي أحد مؤسسي الحركة الصهيونية بقيام دولة إسرائيل على ضفتي نهر الأردن أصبحت صعبة التحقيق".
إن هذا النقاش الصريح بين زعماء الكيان اليهودي حول ضم الأردن لدولة يهود هو نقاش على صعوبة أو سهولة الضم، وليس على الضم نفسه، فقادة يهود جميعهم يعتبرون أن الأردن جزء لا يتجزأ مما يسمونه بأرض إسرائيل الكبرى، واختلافهم فقط على إمكانية تحقيق ذلك الهدف، فمنهم من يرى صعوبة في تحقيقه الآن، ومنهم من يرى أن تحقيقه الآن هو أفضل من أي وقت مضى.
أما حكام العرب ومنهم حكام الأردن فإنهم لا يفهمون هذه التصريحات ولا يدركون خطورتها، ويستمرون في إرضاء الكيان اليهودي وتقديم مختلف التنازلات له، ومن آخر هذه التنازلات سماح الدولة الأردنية لليهود بعبور الأراضي الأردنية بدون تأشيرة دخول.

4- قامت أجهزة الأمن التركية بعمليات اعتقال ومداهمات واسعة لعناصر حزب التحرير في ثلاث وعشرين منطقة داخل تركيا، وقالت الشرطة التركية إنها خلال مداهماتها لمنازل عناصر الحزب صادرت عدداً من الوثائق التي تدل وجود صلات بين من اعتبرتهم مشتبه بهم وبين من قالت أن لهم علاقة بحزب التحرير الإسلامي المحظور.
وتتهم الحكومة التركية حزب التحرير بالعمل لإقامة دولة إسلامية عالمية، وينتهج فكراً متطرفاً مختلفاً عن سائر الحركات الإسلامية الأخرى.
وكانت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية قد اتهمت حزب التحرير في الخامس من الشهر الجاري بأنه يضغط من أجل الإطاحة بنظام الرئيس الباكستاني آصف على زرداري، وأنه دعا إلى تنفيذ انقلاب عسكري أبيض في باكستان وإنشاء الخلافة الإسلامية فيها.
وحرَّضت الصحيفة اللندنية الباكستان وحكومات بلدان إسلامية أخرى بالعمل ضد حزب التحرير فقالت بأن "عشرات من ناشطي الحزب في بريطانيا انتقلوا إلى مدينتي لاهور وكراتشي الباكستانيتين" واعتبروا الباكستان "قاعدة لنشر حكم الإسلام في العالم".
وادعت الصحيفة أن أحد عناصر الحزب في بريطانيا يدعى طيب مقيم انتقل إلى لاهور لتجنيد باكستانيين في حزب التحرير، وقالت بأنه أنشأ مكتباً له في جامعة المدينة "لإخضاع المسلمين والدول الغربية لقوانين الشريعة الإسلامية وبالقوة إذا لزم الأمر".
ونسبت الصحيفة إلى مقيم قوله: "إن استراتيجيات حزب التحرير في باكستان تركز على التأثير على ضباط القوات المسلحة وسيجري نشر حكم الإسلام عبر الدعوة أو بالوسائل العسكرية في حال لم تؤيدها الدول غير المسلمة".

الخميس، 23 يوليو 2009

قرار محكمة لاهاي الخاص بآبيي هو في مصلحة الانفصاليين وليس في مصلحة السودان


قرار محكمة لاهاي الخاص بآبيي هو في مصلحة الانفصاليين وليس في مصلحة السودان

التعليق السياسي


بتَّت محكمة لاهاي الدولية في النزاع الدائر بين الحكومة السودانية وحركة التمرد الجنوبية الانفصالية المسماة بـِ(الحركة الشعبية) بقيادة سلفا كير، فمنحت المحكمة المنطقة الشمالية الغنية بالنفط للحكومة فيما منحت معظم الأراضي والمياه لحركة التمرد، وأما مدينة آبيي نفسها وما حولها فأبقت وضعها معلقاً لغاية إجراء الاستفتاء المواكب لقرار الانفصال المرجح اتخاذه في العام 2011م.
وبُعيد الإعلان عن القرار أعلنت الحكومة وحركة التمرد التزامهما المطلق بتطبيقه ورضاهما الكامل به. ورحّبت بقرار التحكيم أمريكا وأوروبا والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي وحكومة مصر وكل الجهات الرسمية الأخرى ذات الصلة.
لقد علَّق بعض الجنوبيين على القرار بقولهم: "لقد كسب الشمال النفط وكسبنا الأرض والمياه"، فأكثر من 75 % من مساحة المنطقة قد آلت بأيدي الجنوبيين، وأما المدينة وما حولها فعلى الأرجح أنها ستذهب أيضاً إلى الجنوب بعد الاستفتاء المقرر إجراؤه في العام 2011م.
إن فرحة الحكومة بالقرار زائفة، وادعائها بأنها انتصرت ونالت النفط كاذب. والقرار وراؤه أمور خطيرة وهي:
1) إن النفط في آبيي محدود ومخلوط بالماء ولا طاقة لحركة التمرد بالمسؤولية عن استخراجه.
2) إن إعطاء النفط للحكومة كان هدفه استكمال استفادة الشركات النفطية الأجنبية التي وقعت العقود معها وليس هدفه فائدة الحكومة نفسها.
3) إن منح غالبية الأرض والمياه والمدينة نفسها إلى الجنوبيين هو الذي فيه كل الفائدة ولا فائدة تُرجى من منطقة صغيرة فيها شيء من النفط المحدود والمضروب.
وخلاصة الأمر أن الحكومة التي حوَّلت الخسارة إلى مكسب والخيبة إلى فرحة، فإنها في الواقع قد خدعت الناس وخدعت نفسها، وفرَّطت بممتلكات الأمة، وساهمت في تقسيم السودان، وقوَّت الانفصاليين المتمردين بكل أسباب القوة ليتم الانفصال بطريقة منهجية سلسة كما خططت له أمريكا والدول الاستعمارية.
هذه هي نتيجة سياسات التفريط بوحدة البلاد ووحدة الأمة التي انتهجتها سياسات حكومة البشير الذليلة والتي وقَّعت اتفاقية نيفاشا برعاية أمريكية فأفضت إلى تفتيت الدولة وتدمير وحدتها التي دامت لمئات السنين.

الأربعاء، 22 يوليو 2009

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار


االعناوين


1- رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية يعترف بتحسن قدرات حركة طالبان ويتوقع معارك صعبة جداً في
أفغانستان.


2- إمارة البحرين أسرع الدول العربية تجاوباً مع دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية للمزيد من التطبيع مع دولة
يهود.


3- رئيس حكومة حماس في قطاع غزة يناشد الرئيس الأمريكي بالعمل على كسر الحصار المفروض على
القطاع.

الأخبار بالتفصيل

1- اعترف رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مايكل مولن الخميس الماضي في مقابلة أجراها معه القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بأن "حركة طالبان قد حسَّنت وضعها وأصبحت أكثر عنفاً وأكثر تنظيماً وبالتالي ستحصل معارك تترافق مع ذلك"، وأضاف مولن قائلاً: "إن الجيش الأمريكي يخوض منذ 18 شهراً معركة حاسمة لوقف التدهور الأمني الذي بدأ قبل ثلاث سنوات في أفغانستان"، وقال بأن "المدة اللازمة لتحسين الوضع الأمني غير واضحة لكن المرحلة الأخيرة من العملية الجارية في ولاية هلمند في بدايتها"، وتابع القول: "إن الشعب الأفغاني هو الذي سيساعد في نهاية المطاف في هزم التمرد، والناس يسألونني إلى متى؟ ولا أعلم إلى متى".
بهذه التصريحات التشاؤمية عكس رئيس أركان حرب القوات الأمريكية الروح المعنوية المتدنية لدى أمريكا في أفغانستان خاصة بعد تضاعف أعداد القتلى الأمريكيين والغربيين في الأشهر الأخيرة.
وقد سجَّل النصف الأول من شهر تموز (يوليو) الجاري حصيلة للقتلى الأطلسيين بلغت سبعة وأربعون قتيلاً وهي تزيد عن أعلى حصيلة للقتلى لأي من الأشهر في السنوات السابقة، ففي نصف شهر قُتل أكثر مما كان يُقتل في أكثر الأشهر دموية بالنسبة للأمريكيين في السنوات الماضية، حيث قتل منذ بداية شهر تموز (يوليو) الجاري قرابة الخمسين جندياً أطلسياً منهم 23 جندياً أمريكياً وَ 15 جندياً بريطانياً وخمسة كنديين وخمسة آخرين من دول حلف الناتو الأخرى.
وبالإضافة إلى هذه الحصيلة العالية التي تكبدتها أمريكا وبريطانيا ودول الحلف فإن جندياً أمريكياً وقع في اسر حركة طالبان في شرق أفغانستان لأول مرة، كما أن خسائر المعدات والآليات وحتى الطائرات والمروحيات قد أكَّدت الصعوبة البالغة والتحدي الأكبر الذي تواجهه أمريكا وحلفائها في أفغانستان، وهو ما جعل الصحافة والمعارضة في أمريكا وبريطانيا وأوروبا يحثون زعماءهم على الانسحاب السريع من أفغانستان، والنجاة بجلودهم، والخروج بحفظ ماء الوجه من قبل أن يُمنوا بهزيمة محققة.

2- بعد التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأسبوع الماضي ودعت فيها الدول العربية إلى تقديم المزيد من المبادرات السلمية مع دولة يهود وتشجيعها على قبول تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، بعد إطلاق تلك التصريحات سارعت الدول العربية في تقديم بوادر جديدة من حسن النية للتطبيع مع كيان يهود، وكانت إمارة البحرين هي الأسرع من بين الدول العربية في التجاوب مع دعوة كلينتون، حيث دعا ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الجمعة الماضي جميع القادة العرب للتواصل مع كيان يهود، وقد نقلت الواشنطن بوست تصريحاته التطبيعية التي قال فيها: "نحن العرب لم نفعل ما فيه الكفاية للتواصل مع الشعب الإسرائيلي، وعلينا أن نتقدم الآن نحو سلام حقيقي من خلال التشاور مع شعبنا وتوعيته، ومن خلال مد اليد إلى الشعب الإسرائيلي لتسليط الضوء على فوائد السلام الحقيقي" على حد زعمه.
وكان رئيس النظام المصري حسني مبارك قد دعا قبل ذلك بمدة وجيزة الدول العربية وأيضاً عبر وسائل الإعلام الأمريكية إلى القيام بمبادرات سلام تجاه (إسرائيل)، كما وأثنى على الرئيس الأمريكي أوباما في صحيفة (وول ستريت جورنال) لأنه فتح الطريق أما التوصل إلى اتفاق سلام في المنطقة على حد ادعائه.
وبتأثير من الحكام الخونة للدول العربية فقد أصدرت حركة عدم الانحياز التي انعقدت الأسبوع الماضي في شرم الشيخ بسيناء مصر بياناً طالبت فيه "بحل عادل ومتفق عليه لمسألة لاجئي فلسطين".
وفي هذا البيان إشارة إلى تنازل جميع الدول العربية عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين والاستعاضة عنه بحل وصفوه بالعادل للاجئين يتم التفاهم عليه مع زعماء دولة يهود.
إن هذا التهافت على تقديم التنازلات المذلة لكيان يهود يدل على مدى عمق الانحطاط في العمالة والخيانة التي بلغها حكام الدول العربية.

3- أعرب رئيس حكومة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية الخميس الماضي لدى استقباله لقافلة كسر الحصار عن أمله في أن يتبنى الرئيس الأمريكي باراك أوباما نهج المتضامنين الأجانب الذين يكسرون الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ثلاث أعوام على مليون ونصف المليون فلسطيني.
ونقلت وكالة (سما) الفلسطينية أن هنية "دعا الرئيس الأمريكي إلى ترجمة مواقف إدارته على الأرض وتبني مبادرات كسر الحصار"، وأضاف: "إن قافلة شريان الحياة2 تؤكد على أن الشعب الأمريكي بدأ يُعبِّر عن غضبه ورفض دعم بلاده للاحتلال الإسرائيلي"، وتابع: "إن القافلة تحمل دلالة خاصة كون المشاركين في معظمهم من الولايات المتحدة بمن فيهم من حاخامات يهود".
إن مثل هذه المناشدات والاستجداءات التي يطلقها هنية وغيره من قيادات الحركات الإسلامية تجاه ألد أعداء الأمة الإسلامية وهي أمريكا العدوة الأولى للبشرية، لن تؤدي إلاّ إلى تمادي الأمريكان في انحيازهم لليهود، واستمرار مطالبة أمريكا والغرب للحركات الإسلامية بتقديم المزيد من التنازلات في مواقفها السياسية وأولى هذه التنازلات الاعتراف بالكيان اليهودي الغاصب، فالمناشدات في لغة السياسة هذه الأيام لا تُفهم إلاّ بمعنى الاستجداءات، والمسلم وأي إنسان يملك ذرة من كرامة لا يقبل على نفسه أن يستخدم مثل هذه اللغة الوضيعة.
إن تهديد مصالح أمريكا هو الذي يغير المواقف الأمريكية وليس مناشدة الأمريكان، فأمريكا كما عهدناها طيلة الستين عاماً الماضية لا تخشى إلاّ ممن يُهددها وهي تستخف بمن يناشدها.
فالطريق الوحيد الذي يؤدي إلى تغيير أوضاع الشعوب الإسلامية المستضعفة نحو الأفضل منحصر في إقامة دولة إسلامية حقيقية تواجه أمريكا وتقضي على عملائها في المنطقة وتكنس نفوذها منها كنساً كلياً.

الجمعة، 17 يوليو 2009

النظام المصري يعترف رسمياً بمرور السفن الحربية لدولة يهود عبر قناة السويس

التعليق السياسي

النظام المصري يعترف رسمياً بمرور السفن الحربية لدولة يهود عبر قناة السويس

تناقلت وكالات الأنباء الأسبوع الماضي أخبار مرور السفن والمدمرات والغواصات التابعة لدولة يهود عبر قناة السويس، وأفادت الأنباء بأن ست قطع عسكرية (إسرائيلية) تتقدمها المدمرة إيلات قد عبرت القناة يوم الثلاثاء الماضي في طريقها إلى البحر الأحمر لإجراء مناورات مشتركة مع سلاح البحرية الأمريكية.
وقالت مصادر في وزارة الحرب بدولة يهود لوكالة الأسوشيتدبرس أن قاربي صواريخ عبرا القناة يوم الثلاثاء، وأن غواصة من طراز دولفين عبرت القناة الشهر الماضي، ونقلت جريدة الشرق الأوسط عن وكالة الأنباء الفرنسية أن مصدراً ملاحياً مصرياً ذكر للوكالة بأن سفينتان حربيتان (إسرائيليتان) عبرتا قناة السويس من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر، وأوضح المصدر المصري أن المدمرة (حانيت) والمدمرة (إيلات) التي تبلغ حمولة كل منهما ألفي طن قد عبرتا القناة وسط إجراءات أمنية مشددة.
وعلَّقت الإذاعة (الإسرائيلية) على ذلك بالقول: "إنها المرة الأولى التي تعبر فيها غواصة إسرائيلية قناة السويس"، وأضافت: "إن هذه السابقة يجب أن يفهم على أنها رسالة إلى إيران"، وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت (الإسرائيلية): "أن مصر وإسرائيل أرادتا بذلك إثبات تعاونهما في مواجهة مواصلة إيران لبرنامجها النووي"، ولم يخف المسؤولون في دولة يهود مراراً في الأسابيع الماضية أنهم يريدون تشكيل "جبهة مشتركة مع مصر في مواجهة إيران".
وبرَّر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط السماح للسفن العسكرية اليهودية بالمرور بقوله: "إن عبور الوحدات البحرية في قناة السويس إنما تحكمه اتفاقية القسطنطينية في العام 1888 وهي تتيح للسفن الحربية الحق في العبور البري طالما ليس لها توجه عدواني"، وأضاف: "في حالة مرور السفن العسكرية فلها حق المرور البري في القناة ما دامت ليست لها توجهات عدوانية تجاه الدولة المالكة القناة وهي مصر".
هذه هي تبريرات النظام للسماح بعبور السفن الحربية لقناة السويس وهي سفن تابعة لألد أعداء مصر والأمة، وهي تبريرات واهية لا تقنع حتى الأطفال، فأبو الغيط يستغبي فيها شعب مصر وشعوب الأمة العربية والإسلامية بزعم أن كيان يهود ليست لدى زعمائه أية توجهات عدوانية تجاه مصر، وباستناده إلى اتفاقية القسطنطينية لعام 1888م.
والحقيقة التي لا شبهة فيها لكل ذي لب تؤكد أن عدوانية يهود تجاه مصر لا تحتاج إلى إثبات، ويكفي في إثباتها تصريحات وزير خارجية دولة يهود الداعية إلى تدمير السد العالي وإغراق مصر، ويكفي في إثباتها كذلك تحكم دولة يهود بمعبر رفح المصري، وتحكمها بأعداد أفراد الجيش المصري وعتادهم المسموح لهم بالتواجد في شبه جزيرة سيناء، وتحكمها أيضاً بمنع دخول أي دبابة مصرية شرقي السويس وفقاً لاتفاقية كامب ديفد، فشرط (إسرائيل) بخلو سيناء من وجود أي مدفع مصري فهذا وحده دليل عداء.
ألا تكفي هذه الأدلة البسيطة الواضحة للدلالة على عدوانية الكيان اليهودي؟؟!! أم أن النظام المصري كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال تتجاهل أية أخطاء تحيط بها؟؟!!
إن قادة دولة يهود لا يخفون أهداف عبور مدمراتهم وسفنهم الحربية لقناة السويس، فهم يقولون بكل صراحة بأنهم يريدون إجراء المناورات والتدريبات وإرسال الرسائل المختلفة لإيران من خلال التعاون (الإسرائيلي) المصري المشترك، فتصريحات زعماء يهود واضحة في ذلك ولا تحتاج إلى بيان، فلماذا إذاً يتعامى حكام مصر عنها؟! ولماذا يلجأوون إلى تبرير مرور السفن الحربية (الإسرائيلية) بالرجوع إلى اتفاقية القسطنطينية التي وضعت قبل أكثر من 120 سنة عندما كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني؟!.
إن تصرفات هذا النظام المصري القبيحة والرعناء فيها استخفاف فاضح بالأمة الاسلامية وبشعب مصر.
فلقد تحالف النظام المصري بشكل واضح مع دولة العدو اليهودي ومع أمريكا ضد الشعوب الإسلامية، كما تحالف معهما ضد أهل غزة وضد شعب العراق وضد إيران اليوم، إن هذا التحالف المشبوه والخطير يؤكد على حقيقة عدوانية هذا النظام المصري ضد جميع شعوب الأمة الإسلامية وضد شعب مصر بشكل خاص.
إن حكام مصر الخونة قد بالغوا في عداء شعوبهم لدرجة فقدوا معها ما تبقى لديهم من حياء حتى في خطابهم السياسي، وأصبح ينطبق عليهم ما قيل قديماً واشتهر (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
.

الثلاثاء، 14 يوليو 2009

عناوين وأخبار

عناوين وأخبار


1- الصين تقمع انتفاضة شعب الايجور في تركستان الشرقية بسبب تخاذل دول العالم الإسلامي عن نصرته.

2- مصرع أربعة عشر جندياً أطلسياً في ثمان وأربعين ساعة في أفغانستان.

3- رئيس النظام المصري يقدم تنازلات جديدة للعدو اليهودي.



الأنباء بالتفصيل

1- قمع جيش الاحتلال الصيني والمستوطنون الصينيون من قومية الهان وبكل وحشية انتفاضة شعب الايجور المسلم الذي خرج إلى الشوارع احتجاجاً على المذابح والفظائع التي تقترفها الأجهزة العسكرية والبوليسية القمعية الصينية وقطعان المستوطنين الهان ضد أبناء الايجور.
ولقد توعدت القيادة الشيوعية الصينية الحاقدة بإنزال عقوبة الإعدام ضد المسلمين الايجوريين المنتفضين، واتهمتهم بأنهم عبارة عن (القوى الثلاث المتمثلة في التطرف والنزعة الانفصالية والإرهاب) وذلك لتبرير جرائمها الوحشية ضدهم.
لقد تعاملت السلطات الصينية مع احتجاجات الايجور في عاصمة تركستان الشرقية (اورمتشي) وكأنها في ساحة حرب، فانتشرت عناصر الشرطة مسلحين ببنادق نصف آلية في الطرقات، وسدّت عربات مصفحة مفارق الطرق حول المساجد، وحلَّقت الطائرات المروحية فوق المكان، ومنعت غالبية المسلمين من الذهاب إلى المساجد يوم الجمعة، وأعلنت عن فرض منع التجول في عدة أحياء في العاصمة، وحاصرت السكان، واعتقلت المئات من الشباب ومن صغار السن وذلك بعد ارتكابها مجزرة رهيبة الأسبوع الماضي راح ضحيتها قرابة الأربعمائة ايجوري.
كل هذه الجرائم الهمجية تحدث في تركستان الشرقية بينما يلوذ العالم الإسلامي في صمت مطبق لا ينبس ببنت شفة إلا من بعض الاحتجاجات الشعبية في تركيا وأوروبا، وبعض الإدانات الصحفية من هنا وهناك.
تُرى لو كان للمسلمين دولة خلافة فهل يتجرأ الصينيون الكفار على ارتكاب مثل هذه الجرائم؟؟.

2- تمكن مجاهدو حركة طالبان في أفغانستان وفي غضون يومين اثنين نهاية الأسبوع الماضي من قتل أربعة عشر جندياً بريطانياً وأمريكياً وكندياً. فقد تكبدت قوات الاحتلال البريطانية أكبر خسارة لها منذ الغزو الأمريكي البريطاني لأفغانستان في العام 2001م، إذ قتل ثمانية جنود بريطانيين في يوم واحد في إقليم هلمند ليرتفع بذلك عدد البريطانيين الصرعى في أفغانستان منذ بداية الغزو إلى 184 جندياً وبذلك يتعدى -ولأول مرة- عدد القتلى البريطانيين في أفغانستان عددهم في العراق.
وقد صُعقت بريطانيا حكومة وشعباً لهذه الخسائر الكبيرة وقال زعيم المعارضة ديفيد كاميرون: "إن مقتل هذا العدد الكبير من الجنود العاملين سيصيب البلد كله بصدمة"، وحذَّر رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون من أن قوات بلاده في أفغانستان "ستواجه صيفاً صعباً للغاية في قتالها ضد طالبان"، وقال براون في رسالة وجهها إلى لجنة العلاقات في مجلس العموم: "إنه رغم الإصابات الأخيرة في صفوف الجنود البريطانيين إلا أن القادة العسكريين يعتقدون أنهم سينجحون في تحقيق أهدافهم" على حد زعمه.
واعترف رئيس الأركان البريطاني السير جوك ستيراب بفداحة الخسائر فقال: "إن بريطانيا مُنيت بخسائر تبعث على الحزن الشديد في غضون الأيام القليلة الماضية" وادعى بأن طالبان ستخسر الحرب بالرغم من سقوط الضحايا!!
والحقيقة إن اتجاه الأحداث يُشير إلى أن بريطانيا وأمريكا ستخسران حرب أفغانستان لا محالة، وأن قواتهما ستجران أذيال الخيبة وتنسحبان قريباً من أفغانستان.

3- في مقابلة أجرتها معه صحيفة يديعوت أحرونوت اليهودية نشرت يوم الجمعة، أفرغ رئيس النظام المصري حسني مبارك حق عودة اللاجئين الفلسطينيين من مضمونه فقال: "إنني أرى بحق العودة أنه مسألة نفسية بالأساس ، فمثلاً لاجئاً فلسطينياً يعيش منذ أربعين أو خمسين عاماً في أمريكا، فهو يريد فقط أن يعرف أن لديه حق بالعودة، فبعد هذه السنوات الطويلة جداً وبعد أن درس وتزوج ووجد عملاً وأنجب أولاداً، لماذا سيرغب بتغيير عنوانه؟ ولماذا سيرغب بالعودة؟"، ورغَّب اليهود بالمبادرة العربية فقال لهم: "المبادرة لينة جداً وكل شيء سيتم بالاتفاق"، ودعا مبارك اليهود إلى استئناف المفاوضات مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى فخاطبهم قائلاً: "انتبهوا، إن هناك تطورات إيجابية في سلوك حماس فلا يوجد عنف، ولا إطلاق صواريخ وأعلن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أنه سيوافق على الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود العام 1967 وهذا يعني اعترافاً، رغم أنه ضمني، بدولة إسرائيل".
إن تخاذل الزعماء العرب تجاه قضايا الأمة المصيرية كقضية فلسطين لا حدود له، ولن يقدم للأمة أي خير، ومصير هذه التنازلات والخيانات التي يقدمها الحكام العملاء للأعداء من المؤكد أنها ستذهب هباءً منثوراً، ولن تلزم الأمة بشيء، ولن يبقى منها في المستقبل إلا بعض النقاط السوداء في صفحات التاريخ الناصعة.


الجمعة، 10 يوليو 2009

كيف يواجه المسلمون جرائم الصين المتتالية في تركستان الشرقية؟؟

التعليق السياسي

كيف يواجه المسلمون جرائم الصين المتتالية في تركستان الشرقية؟؟

مذبحة جديدة ارتكبتها السلطات الصينية ضد مسلمي الايجور في بلدهم المحتلة التي كانت تعرف باسم تركستان الشرقية وأطلقت عليها الصين اسم شينغ يانغ وتعني الجبهة الجديدة. مذبحة راح ضحيتها أكثر من مائة وستين مسلماً، وفي رواية الايجوريين راح ضحيتها ما يقرب من أربعمائة مسلماً فضلاً عن مئات المصابين ومئات المعتقلين.
لم تكتف الحكومة الصينية العدوانية باحتلال تركستان الشرقية وضمها إليها تحت اسم صيني، بل إنها حوَّلت استعمارها في تركستان إلى استعمار استيطاني احلالي رهيب، حيث جلبت إليها حوالي ثمانية ملايين صيني من قومية الهان كبرى القوميات التي ينحدر منها الصينيون، وسلَّمتهم الوظائف العليا والسلطات الواسعة، وحوَّلت أهل البلد الأصليين إلى مواطنين من الدرجة الثانية في بلدهم وهم في بلدهم، بحيث أصبحوا يعملون بالوظائف الدنيا والوضيعة لكسب أرزاقهم ولقمة عيشهم المغمسة بدمهم وعرقهم.
إن الذي يُنكل بالايجوريين الآن ليس هو الحكومة وأجهزتها القمعية وحسب، بل المستوطنون الصينيون من قومية الهان الذين يمارسون كل أشكال العداء ضد السكان الأصليين الذين تحولوا بسبب ذلك إلى ما يشبه الهنود الحمر في أمريكا.
لقد أظهرت الصور الأخيرة التي بثّتها مختلف شاشات التلفاز مستوطنو الهان وهم يحملون العصي والسلاح الأبيض يطاردون مسلمي الايجور ويفتشون عنهم لقتلهم أو الفتك بهم، وأظهرت الصور كذلك مشاعر الفرحة على وجوههم وهم يُصفقون ويُهللون على قيام الجيش الصيني بحصار الايجوريين واعتقالهم والتنكيل بهم.
إنه تماماً نفس المشهد الذي نراه في فلسطين، حيث تقوم قوات الاحتلال اليهودية والمستوطنين بالتنكيل بالفلسطينيين وقتلهم ومحاصرتهم وتدمير أشجارهم ومصادرة أراضيهم.
فما تفعله الصين في تركستان الشرقية اليوم هو عين ما تفعله (إسرائيل) في فلسطين: احتلال واستيطان وقتل وتدمير وتشريد وحصار، فالعدو متعدد والمعتدى عليه واحد وهو المسلمون.
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة الآن هو: كيف يواجه المسلمون كل هذه الجرائم والاعتداءات المتواصلة التي يرتكبها الصينيون ضد المسلمين المستضعفين من الايجور؟
والجواب على هذا السؤال من شقين:
- الشق الأول يتعلق بالعمل السياسي الجماهيري: وهو قيام المسلمين بالضغط على حكوماتهم العميلة لحملها على اتخاذ إجراءات عملية ضد الصين من مثل وقف استيراد البضائع الصينية، وقطع العلاقات التجارية والاقتصادية والسياسية معها. مع العلم أننا نعلم أن الحكومات لن تفعل ذلك لأنها حكومات عدوة لشعوبها، ولكن مع ذلك فإن هذا الضغط ربما يحدث حراكاً سياسياً من شأنه المساعدة في رفع الظلم عن الايجوريين بشكل من الأشكال.
- الشق الثاني يتعلق بالصراع السياسي لإسقاط الحكومات إقامة دولة الاسلام الحقيقية من أجل العمل على تحرير تركستان الشرقية من خلالها وضمها إلى دولة الخلافة الإسلامية التي يجب العمل على إيجادها فوراً.
إن ردود فعل حكومات العالم الإسلامي الباهتة ضد جرائم الصين لهو دليل جديد على خيانة هذه الحكومات وعلى تفريطها بحقوق شعوبها الإسلامية، وهو مبرر آخر يُضاف إلى مبررات إسقاطها.

الثلاثاء، 7 يوليو 2009

عناوين وأخبار

1- اشتداد المعارك في أفغانستان ومصرع وأسر جنود أمريكيين وبريطانيين وكنديين.
2- روسيا تتعاون مع أمريكا في حربها ضد المجاهدين الأفغان.
3- إدارة أوباما تروج لتطبيع من نوع جديد مقابل تجميد الأنشطة الاستيطانية.
4- أجهزة سلطة دايتون الفلسطينية تقمع نشاطاً سلمياً لحزب التحرير.



الأخبار بالتفصيل

1- دخلت المعارك الشرسة في أفغانستان مرحلة جديدة بعدما شرعت إدارة الرئيس الأمريكي أوباما بتطبيق الخطة الأمريكية الجديدة التي تُركز على حسم الحرب في أفغانستان بعد أن خفت حدتها في العراق.
ويخوض في هذه الأثناء أربعة آلاف جندي أمريكي من عناصر المارينز يدعمهم آلاف من الجنود البريطانيين والدانمركيين إضافة إلى المرتزقة الأفغان يخوضون حرباً ضارية ضد المجاهدين من حركة طالبان الأفغانية في إقليم هلمند الجنوبي في سياق حملة عسكرية جديدة أسموها عملية ((الخنجر)).
وتقول مصادر طالبان بأنها كبَّدت القوات الأمريكية خسائر باهظة اعترفت مصادر الجيش الأمريكي بمصرع جنديين من جنودها في بداية المعارك التي اندلعت نهاية الأسبوع الماضي.
وأما مصادر القوات البريطانية فاعترفت بدورها بمصرع اثنين من عناصرها من بينهما الليفتنانت كولونيل روبرت ثورنلي وهو قائد كتيبة مكونة من ألف جندي بريطاني، ويعتبر هذا الجنرال أرفع قائد عسكري بريطاني يقتل في معارك خارجية منذ حرب فوكلاند التي خاضتها بريطانيا ضد الأرجنتين في العام 1982م. وفي قندهار قتل جندي كندي كان في قافلة يقودها جنرال كندي كبير نجا من الموت بأعجوبة.
ومن جهة ثانية فقد اعترفت مصادر أمريكية بوقوع أحد جنودها في ولاية بكيتكا شرقي أفغانستان بالأسر إضافة إلى ثلاثة جنود من مرتزقة الجيش الأفغاني كانوا برفقته وهو في حالة سكر كان يتجول خارج قاعدته العسكرية، وقال الملا سانجين أحد قادة حركة طالبان التابعين لقيادة جلال الدين حقاني بأن جماعته هي التي أسرت الجندي الأمريكي ومرافقيه الأفغان.
إن المعارك الضارية المندلعة في أفغانستان حالياً خاصة في الأقاليم الجنوبية والشرقية لا شك أنها تعتبر الأعنف منذ بدء العدوان الأمريكي على أفغانستان في العام 2001م، وإن نتائج هذه المعارك ربما ستؤدي إلى إحداث منعطف سياسي حاسم في أفغانستان، ولا يتوقع أن يحرز الأمريكان في هذه المعارك أية نتائج تذكر وذلك على ضوء سياسة الكر والفر التي ينتهجها مقاتلو طالبان والتي أثبتت فاعليتها بعد أن اكتسبت تلك القوات خبرات عالية في حروب العصابات على مدى السنوات الثمان الماضية.

2- نقلت وكالة الأنباء الأمريكية (CNN) غداة زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المرتقبة إلى العاصمة الروسية موسكو نقلت إعلان المتحدث باسم الكرملين أليكس بافلوف يوم الجمعة الماضي بسماح روسيا للولايات المتحدة بنقل شحنات أسلحة إلى الجيش الأمريكي في أفغانستان عبر الأراضي الروسية.
وصرَّح سيرجي بريخودكو مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الدولية أن روسيا والولايات المتحدة ستوقعان خلال زيارة أوباما إلى موسكو اتفاقية (ترانزيت) للشحنات العسكرية الأمريكية عبر الأراضي الروسية إلى أفغانستان. وأضاف القول: "إن المقصود بذلك مختلف الشحنات التي تُنقل براً وجواً، مع التركيز على نقل الشحنات جواً بدرجة أكبر".
وكانت في السابق قد وُقعت اتفاقية تسمح بنقل الشحنات العسكرية إلى قوات حلف شمال الأطلسي فقط دون القوات الأمريكية وقد طبقت في العام 2008م، أما هذه الاتفاقية الجديدة فتسمح بنقل الشحنات إلى القوات الأمريكية نفسها وليس فقط إلى قوات حلف الناتو.
إن هذا التعاون العسكري بين الروس والغربيين والأمريكيين ضد أفغانستان هو انتهاك صارخ لسيادة هذا البلد الإسلامي من قبل جميع القوى الكبرى المعادية للإسلام، وفيما يحصل هذا الانتهاك بهذا الشكل السافر لأول مرة يغط قادة العالم الإسلامي في سبات سياسي عميق.

3- تناقلت مصادر إعلامية نقلاً عن جهات أمنية يهودية أخباراً عن نية الولايات المتحدة تقديم اقتراح إلى الكيان اليهودي مفاده السماح للطائرات اليهودية بالتحليق في سماء البلدان العربية وفي مقدمتها السعودية مقابل تجميد البناء في المستوطنات اليهودية المقامة على أراضي الضفة الغربية.
وقال المحلل اليهودي للشؤون العسكرية أليكس فيشمان: "إن الولايات المتحدة الأمريكية تتعهد بأن تقوم دول عربية بالسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق فوق أجوائها، وهو ما يعني تقصير الرحلات إلى الشرق الأقصى بثلاث ساعات وهبوط أسعار الرحلات الجوية"، وأضاف: "إن عدداً من دول الخليج وشمال أفريقيا سوف توافق على إعادة فتح مكتب المصالح التجارية الإسرائيلية التي كان قد تم إغلاقها". وأوضح فيشمان: "إن إدارة أوباما حصلت على موافقة دول عربية على تحليق الطيران الإسرائيلي فوق أراضيها مقابل تجميد أعمال البناء في المستوطنات" ولكن فيشمان استدرك فقال: "إن صنّاع القرار في تل أبيب ينظرون إلى هذه المقترحات الأمريكية بارتياب".
ونقلت جريدة (يديعوت أحرونون) عن مصادر سياسية وصفتها بأنها رفيعة قولها: "إن مسألة المقابل الذي ستحصل عليه إسرائيل لقاء تجميد البناء في المستوطنات كانت قد طُرحت في لقاء وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل والذي جرى في نيويورك يوم الثلاثاء الماضي"، وتابعت الصحيفة قائلة: "إن إسرائيل قد أُبلغت بشكل واضح وصريح بأن الإدارة الأمريكية قد حصلت من دول عربية معينة على تعهدات أولى لتنفيذ هذه المقترحات كخطوة أولى في إطار التسوية السياسية الشاملة والإقليمية".
إن ما تطبخه إدارة أوباما مع دولة يهود حول هذا النوع الجديد من التطبيع هو مؤامرة جديدة تشارك فيها الدول العربية بصمت فلا تتحدث وسائل إعلامها شيئاً عن هذا الموضوع ولا يطلع المواطن العربي على أخبار مثل هذه المؤامرات إلا من خلال الصحافة اليهودية.

4- قمعت عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة لسلطة محمود عباس/دايتون بكل قسوة وفظاظة تجمعاً سياسياً حاشداً كان حزب التحرير يزمع عقده في مدينة رام الله بمناسبة ذكرى سقوط الخلافة الإسلامية تحت عنوان ((الخلافة الإسلامية تعني إقامة الدين وتوحيد المسلمين)).
وأقامت العناصر الأمنية الفلسطينية حواجز كثيفة على مداخل مدينة رام الله لمنع دخول المشاركين، وروَّعت الناس من خلال تحريكا للعربات العسكرية وإطلاقها للصفارات المرعبة وتلويحها بالعصي وتفتيشها للمارة بكل فظاظة وإغلاقها لبوابات وساحات مكان المؤتمر ومنعها للناس من الاقتراب منها. واعتقلت المئات من مناصري الحزب وداهمت بعض العناصر الأمنية قبيل صلاة العصر من يوم السبت الموافق 4/7/2009 مسجد البيرة الرئيسي واشتبكت مع بعض المصلين فيه، وأفزعت الآمنين العابدين، وأطلقت العيارات النارية فأصابت إحداها أحدهم إصابة بالغة، وقامت هذه العناصر المجرمة بذلك القمع كله وكأنها تخوض حرباً ضد مقاتلين مدججين بالسلاح !!!.
إن هذه الهمجية في التعامل مع شباب حزب التحرير العزل إلا من سلاح الثقافة السياسية الإيمانية، وهذه الوحشية التي مارستها ضد هذا النشاط السياسي السلمي إن دلت على شيء فإنما تدل على مدى ارتباط هذه الأجهزة العميلة بقوات الاحتلال اليهودية تحت رعاية الجنرال الأمريكي كيث دايتون الذي يعتبر بحق القائد الفعلي للأجهزة الأمنية الفلسطينية.
لقد أثبتت هذه الوقائع المتكررة أن السلطة الفلسطينية قد تحولت واقعياً إلى ذراع عسكري تابع لجيش الاحتلال اليهودي، أو إلى متعهد أمني لقمع أي حركة سياسية أو جهادية تعادي دولة الاحتلال اليهودي.

الخميس، 2 يوليو 2009

التعليق السياسي

إشكالية الانتخابات في إيران

ما أُثير من لغط حول الانتخابات الإيرانية مسألة سياسية متعلقة بالمصالح والأهواء وليست نابعة من أصل المبدأ، فالاحتجاجات والمظاهرات والتدخلات الأجنبية كلها كانت حركات مقصودة ولا علاقة لها بصحة الفكرة أو فسادها. فمرشد الثورة علي خامينئي هو الحاكم الفعلي في إيران، وهو الآمر الناهي، وهو ولي الفقيه الذي لا يخطئ وفقاً لاجتهادات بعض المدارس الشيعية.
والضجة التي حصلت في الانتخابات الإيرانية لا علاقة لها بانتخاب المرشد وإنما لها علاقة بانتخابات الرئيس الذي لا يملك صلاحية البت بأي أمرٍ ذي قيمة إلا بعد الرجوع إلى المرشد.
فلو كانت الانتخابات تتعلق باختيار المرشد لكان الأمر مستحقاً لهذه الصخب وتلك الضجة وذلك الضجيج، ولكن لما كانت الانتخابات تتعلق برئيس لا سلطة حقيقية له في الواقع فالزوبعة حولها لم تكن ذات مصداقية وكان الغرض منها شيئاً آخر لا علاقة له بانتخاب الرئيس لا من قريب ولا من بعيد.
إن نظام الحكم في أية دولة ومهما كان نوعه وشكله من شأنه أن يفرز رأساً للدولة يكون الحاكم الحقيقي لها أياً كان اسمه. أما في إيران فالنظام مفبرك ومصطنع ولا علاقة له بالإسلام ولا بأي نظام حكم آخر.
فوجود مرشد له الكلمة النهائية في الحكم ورئيس له صلاحيات تنفيذية معينة لا تعلو على صلاحيات المرشد، وجود مثل هذه الصبغة من الحكم تجعله نظام حكم متهافت، يريد المرشد فيه أن يحكم باستخدام رئيس محدود الصلاحيات، وهذا غير موجود في أي نظام آخر، فضلاً عن نظام الحكم الإسلامي.
لذلك كان الأولى في الاحتجاجات التي عمت إيران أن تكون على منصب المرشد، وعلى كيفية اختياره أو انتخابه؛ لأنه هو الحاكم الحقيقي هناك، أما إثارة الاحتجاجات على منصب رئيس الجمهورية فالهدف منها خلخلة النظام نفسه وليس الهدف منها الحرص على من سيكون رئيساً للجمهورية.
إن الغرب وبشكل خاص الأوروبيين هم الذين افتعلوا الأزمة وهم الذين أشعلوا فتيل الاحتجاجات في الشارع الإيراني، وما ساعدهم على الاحتجاج هو وجود نظام حكم مهلهل مخالف لطبيعة أنظمة الحكم الطبيعية التي تفرز الانتخابات فيها حاكماً واحداً حقيقياً فيها.
لو كانت إيران تلتزم في أحكام نظام الحكم وفقاً للكتاب والسنة والإجماع لكان المرشد الأعلى للثورة هو الخليفة، ولكانت البيعة من أهل الحل والعقد أو من ممثلي الأمة والتي هي الطريقة الشرعية لتنصيب الإمام أو الخليفة والذي هو الحاكم الفعلي في نظام الحكم الإسلامي.
أما أن يتم ابتداع منصب المرشد ويختاره أعضاء صيانة الدستور، وأن يتم ابتداع رئيس الجمهورية ويختاره الشعب في انتخابات عامة فهذا النظام ليس من الإسلام في شيء، ولا علاقة له بأي شكل من أشكال أنظمة الحكم المعروفة. فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي كانوا حكاماً حقيقيين، وكان الواحد منهم يعبر عن الدولة وتتجسد الدولة في شخصه، ولم يكن إلى جانبه حكام آخرون يتقاسمون معه صلاحيات الحكم.
أما وجود معاونين وولاة يعملون إلى جانبهم فإن وجودهم كان بتعيين الخليفة لهم كمساعدين له في الحكم ولم يكن وجودهم بانتخاب الناس المباشر لهم.
هذا هو واقع نظام الحكم الإسلامي المستمد من صيغة حكم الخلفاء الراشدين وهو واقع يتناقض تماماً مع ما هو موجود في إيران، ومع ما هو موجود في كل أنظمة الحكم في جميع الأقطار الإسلامية.وأي اختلاف عن هذه الصيغة في البلدان الإسلامية يجعل نظام الحكم فيها عرضة لعبث الأجانب ومن ثم عرضة للتخلخل والسقوط والاندثار.